على بعد أمتار قليلة من فندق شيراتون القاهرة الفخم بحي الدقي، وفى أحد الشوارع الجانبية، كان هناك حضور كثيف للسيارات قبيل موعد الإفطار، ليس لزحام مروري ولكن لوجود سيارات مئات المشاركين في حفل الإفطار السنوي لحزب "الوسط" المصري (تحت التأسيس) والذي أقيم في فندق بيراميزا الأقل فخامة، وشاركت فيه شخصيات سياسية ودينية وثقافية بارزة على اختلاف توجهاتها . وفي ظل الإمكانات المتواضعة نسبيا للحزب، حرص القائمون عليه على أن يكون أول تيار سياسي يقيم حفل إفطار يضم ممثلي القوى السياسية المختلفة هذا العام ليضمن قوة الحضور ويحجز مكانا في جدول الإفطار السياسي لا سيما أن أغلب تلك الشخصيات والرموز تشارك في معظم حفلات الإفطار السياسية. وكان مؤسسو الحزب قد اضطروا في رمضان الماضي لتغيير موعد إفطارهم السنوي بعدما تزامن مع حفل إفطار جماعة "الإخوان المسلمين" الذي أقيم بفندق "سيتي ستارز" الفخم بشرق القاهرة، بينما أقيم حفل "الوسط" في بيراميزا الدقي أيضا. الجو الودي أهم ما كان يميز تجمع السبت 30-9-2006 الذي ضم ال300 مدعو، والذي اعتبره مراقبون ناجحا بعدما تبادل الجميع التحية والدعابات خارج حدود النزاعات الحزبية ليتوحدوا على الإفطار الذي بدا بسيطا، حيث اجتمعت تلك القوى على أطباق يحوي كل منها على قطع صغيرة ومختلفة من اللحوم بجانب مقدار صغير من الأرز وكوب صغير من العصير. التنوع في الحضور عكس أيضا أملا لدى بعض مؤسسي الحزب بقرب انتهاء الخلاف والجدل حول إعلان الحزب رسميًّا، برغم أن الأمر معلق بيد القضاء الإداري. وكان ضمن منصور حسن وزير الإعلام الأسبق، ومحمد فائق أمين المنظمة العربية لحقوق الإنسان والدكتور علي الدين هلال القيادي بالحزب الوطني ووزير الشباب الأسبق، والمفكر الإسلامي المستشار طارق البشري والمفكر الدكتور عبد الوهاب المسيري والشيخ الدكتور جمال قطب والأنبا بسانتي أسقف حلوان (جنوبالقاهرة) وعبد الرءوف الريدي سفير مصر السابق فى واشنطن والدكتور يحيى الجمل السياسي والوزير السابق والدكتور أسامة الغزالي حرب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية الليبرالية (تحت التأسيس). كما شارك جورج إسحاق أمين عام الحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية) وحمدين صباحي رئيس حزب الكرامة وحسين عبد الرازق أمين عام حزب التجمع وعبد الله السناوي القيادي بالحزب العربي الناصري وفريدة النقاش وعبد الغفار شكر عضو حزب التجمع والدكتور السيد البدوي القيادي بحزب الوفد والدكتور محمد السعيد إدريس الخبير بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بمؤسسة الأهرام. ومن بين الأدباء والصحفيين حضر محمد سلماوي رئيس اتحاد الكتاب، وسعد هجرس الكاتب بصحيفة "العالم اليوم" والدكتور عبد العاطي محمد رئيس تحرير مجلة الأهرام العربي، ووائل الإبراشي رئيس تحرير صحيفة صوت الأمة المعارضة، ومجدي الجلاد رئيس تحرير صحيفة المصري اليوم المستقلة، ومحمد عبد القدوس عضو جماعة الإخوان المسلمين وعضو مجلس نقابة الصحفيين. كما حضر منتصر الزيات محامي الجماعات الإسلامية، ومختار نوح العضو السابق بجماعة الإخوان المسلمين، ومن الفنانين حضر حمدي أحمد وعبد العزيز مخيون. ولم يكن هناك ترتيب محدد للجلوس، حيث أمكن مشاهدة شخصيات من تيارات متعارضة يجلسون على نفس المائدة ويتبادلون الأحاديث الخفيفة والدعابات. 10 سنوات في 9 دقائق بعد الإفطار، قام المهندس أبو العلا ماضي القيادي بحزب الوسط بإلقاء كلمة رحب فيها بالحضور وأكد فيها على مواصلة الحزب لجهوده للحصول على تصريح مزاولة النشاط السياسي. وعرض خلال الحفل فيلما وثائقيا مدته 9 دقائق عرض فيه عشر سنوات من الكفاح القضائي المستمر إلى الآن لإطلاق الحزب رسميا. واقترح بعض المتحدثين من بينهم المستشار طارق البشري والدكتور محمد سليم العوا وجورج إسحاق بعض المبادرات، من بينها إنشاء هيئة تأسيسية شعبية لصياغة دستور جديد، والقيام بعصيان مدني احتجاجا على سياسات النظام الحالي، والتأكيد على دعوة حركة كفاية لتنظيم مظاهرة من 100 ألف شخص بميدان التحرير بوسط القاهرة لتغيير النظام. وانتشرت ظاهرة الإفطارات السياسية في الأعوام الأخيرة وسط منافسة شديدة بين التيارات المختلفة خاصة من جانب جماعة الإخوان المسلمين التي تسعى من خلال مائدة الإفطار لإحداث تواصل أكبر مع النخب السياسية والثقافية المصرية. إفطار الإخوان ويترقب الجميع هذه الأيام حفل الإفطار الرئيسي للجماعة، حيث حجزت الجماعة طابقين كاملين في فندق "سيتي ستارز" الفخم لإقامة حفل الإفطار يوم الأربعاء القادم والمتوقع أن يتعدى تكلفته المليون جنيه. وكان حفل إفطار الإخوان المسلمين العام الماضي قد ضم أكثر من ألف مدعو. ولن تقتصر الجماعة في دعوتها للنخبة السياسية فقط بل ستشمل الدعوة القيادات الشعبية في المحافظات والمناطق المختلفة من غير الإخوان، في مسعى لتوطيد الصلة على المستوى النخبوي والشعبي بحسب مسئولين بالجماعة. وإلى ذلك الحين، بدأ الإخوان في المحافظات بحفلات إفطار فرعية بمحافظات الإسكندرية وبورسعيد ودمياط والمنيا، وذلك في إطار استعراض الحضور الشعبي والتنظيمي للجماعة. وإلى الآن لم يدخل مطبخ الحزب الوطني الحاكم مسابقة الموائد الرمضانية مكتفيا بإيفاد ممثلين له إلى الموائد الأخرى.