[تجدد أعمال العنف وسط العاصمة التونسية والأمن يعتقل اكثر من 50 شخصاً] تسود حالياً شارع الحبيب بورقيبة وسط تونس العاصمة حالة من التوتر وسط إنتشار أمني كثيف، تم تعزيزه بوحدات من الجيش إنتشر أفرادها بكامل أسلحتهم في وسط الشارع. تجددت اليوم الثلاثاء أعمال العنف والشغب بعدد من أحياء تونس العاصمة، فيما بدت قوات الأمن شبه عاجزة عن التصدي لهذه الأعمال التي يُعتقد أن عناصر تنتمي إلى التيار السلفي المتشدد تقوم بها. وتسود حالياً شارع الحبيب بورقيبة وسط تونس العاصمة حالة من التوتر وسط إنتشار أمني كثيف، تم تعزيزه بوحدات من الجيش إنتشر أفرادها بكامل أسلحتهم في وسط الشارع. وتشهد أحياء "التضامن" و"المنيهلة" و"دوار هيشر" و"الإنطلاقة" في الضاحية الغربيةلتونس العاصمة أعمال نهب وتخريب شملت المحلات التجارية. وتحاول قوات الأمن مدعومة بعناصر من الجيش السيطرة على الوضع بإطلاق النار في الهواء، وبإستخدام القنابل المسيلة للدموع من دون جدوى، حيث واصل المتظاهرون الذين يُعتقد أنهم ينتمون إلى التيار السلفي المتشدد أعمالهم التخريبية. وتزامنت المواجهات والإشتباكات في تونس العاصمة مع أخرى في مدينتي سوسة (150 كيلومترا شرق العاصمة)، حيث عمدت مجموعات تنتمي للتيار السلفي إلى مهاجمة مقر المعهد العالي للفنون الجميلة بالزجاجات الحارقة ممّا تسبب في حرق الباب الخارجي للمعهد. كما تعرضت مقرات حزبية ونقابية إلى الحرق في مدينتي جندوبة (250 كيلومترا غرب العاصمة، ومدنين (في أقصى الجنوب التونسي) إلى أعمال مماثلة، وذلك إحتجاجا على رسوم فنية أُعتبرت "مسيئة للإسلام وتمس بالمقدسات وتستفز مشاعر المسلمين". واللافت أن المقرات الحزبية التي أُستهدفت في هذه المواجهات تعود إلى الحزب الجمهوري الذي إتهم الحكومة الحالية بالفشل، ودعا في وقت سابق إلى حكومة إنقاذ وطني للبلاد، كما تعود الى حركة الوطنيين الديمقراطيين التي شن أمينها العام شكري بلعيد حملة إنتقادات ضد وزير الداخلية التونسي علي لعريض. وتأتي هذه الإضطرابات بعد ليلة عرفت أحداثاً عنيفة شملت الضاحيتين الغربية والشمالية لتونس العاصمة، أعادت إلى الأذهان ليلة 14 يناير2011 عندما اُعلن عن مغادرة الرئيس التونسي السابق بن علي للبلاد. وتحاول وزارة الداخلية السيطرة على الوضع، وأعلن خالد طروش الناطق الرسمي بإسمها عن إعتقال 46 شخصا، فيما حمّل الإتحاد العام التونسي للشغل (أحد أكبر المنظمات النقابية في البلاد) السلطات الأمنية مسؤولية ما يجري في تونس. وقال طروش إن السلطات الأمنية إعتقلت 46 شخصاً يُعتقد أن لهم صلة بأعمال التخريب التي إستهدفت مقرات أمنية وإدارية في عدد من أحياء العاصمة، مشيراً الى أن 7 من رجال الأمن أصيبوا بجروح خلال مواجهات مع مجموعات من السلفيين. ووصف الأمين العام المساعد للإتحاد العام التونسي للشغل سامي الطاهري من جهته، ما شهدته تونس الليلة الماضية واليوم، بأنها أعمال إرهابية منظمة، وحمّل مسؤولية ذلك إلى الحكومة وخاصة الأطراف التي تساند المجموعات السلفية. وأعرب الطاهري عن إستغرابه من إقدام قوات الأمن على منع مظاهرة سلمية من أجل المطالبة بالحق في التشغيل، ولكنها "تترك هذه الأطراف التي تخرب أمن البلاد ومكتسباتها تسرح وتمرح وتكتفي بالقول إنهم أبناء تونس"، وذلك في إشارة إلى السلفيين. ولفت مراقبون إلى أن أعمال العنف التي إندلعت في تونس تأتي بعد رسالة أيمن الظواهري زعيم تنظيم "القاعدة" التي دعا فيها التونسيين إلى الدفاع عن الشريعة الإسلامية، وإلى التمرد على الوضع الراهن. 12 جوان 2012