اعلن الرئيس المصري محمد مرسي ان مهزلة العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة ستنتهي في الساعات القادمة، وان اتفاقاً سيتم بين الطرفين لوقف الاقتتال والصراع الدموي الحاصل. حصلت في العاصمة القاهرة اتصالات غير مباشرة بين اسرائيل وحماس، عبر الطرف المصري من أجل التوصل لهدنة على جبهة غزة مع اسرائيل. وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي اجتمع مع 9 وزراء من الحكومة المصغرة لاتخاذ قرار، وقرروا اعطاء مهلة حتى يوم الخميس قبل شنّ حملة برية على قطاع غزة، فاذا توصلوا الى اتفاق مع حماس والجهاد الاسلامي قبل الخميس، يتم استبعاد العملية العسكرية البرية، والا فان نتنياهو سيأمر الجيش الاسرائيلي بالهجوم على قطاع غزة براً. في هذا الوقت، اعلن الرئيس المصري محمد مرسي ان مهزلة العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة ستنتهي في الساعات القادمة، وان اتفاقاً سيتم بين الطرفين لوقف الاقتتال والصراع الدموي الحاصل. ولاحقاً، اعلن ناطق باسم حركة حماس للوكالات الدولية بأن اتفاق التهدئة قد تم مع اسرائيل وانه سيسري مفعوله الليلة، ابتداء من منتصف الليل بين الجيش الاسرائيلي وحركة حماس، موضحاً ان المفاوضات التي اجراها المسؤولين الاسرائيليين في القاهرة مع مسؤولين مصريين، والاتصالات التي أجرتها حماس في القاهرة مع المسؤولين المصريين ادت الى الوصول الى اتفاق على التهدئة ووقف اطلاق النار الليلة عند منتصف الليل. وكانت بريطانيا ثم فرنسا ثم وزيرة خارجية اميركا كلينتون طلبت من اسرائيل عدم القيام بهجوم بري، وعلى هذا الاساس قررت الوزيرة كلينتون المجيء الى المنطقة لوقف أزمة قد تكبر حجمها ولا يعود هنالك قدرة على السيطرة عليها. وساهمت أميركا في القاهرة بالمفاوضات بين حماس واسرائيل من خلال دعم الموقف المصري وتليين الموقف الاسرائيلي، فيما أخذ الجانب المصري على عاتقه تليين الموقف الفلسطيني. ولم تطلق صواريخ كثيرة في الساعات الاخيرة، بعد معارك استمرت 7 ايام سقط فيها اكثر من 132 شهيداً في غزة، اضافة الى 950 جريحاً، في ما قتل 3 اسرائيليين وجرح حوالي ال40 اسرائيلي. وتم قصف تل ابيب لأول مرة بصاروخ فجر 5، وقصف القدس وبئر السبع ومستعمرات اسرائيلية كبيرة. وجرى استعمال القبة الحديدية في هذه المعارك، وقالت اسرائيل ان القبة الحديدية اعطت نتيجة بنسبة 80%، فمن اصل ال1000 صاروخ التي ضربتهم المقاومة، فان اسرائيل استطاعت وقف ضرب مدينة تل ابيب بنسبة 80%، في حين انها نجحت بنسبة 40% في اعتراض الصواريخ على منطقة بئر السبع ومستعمرات ديمونا وهذه المناطق. كما شنّت اسرائيل اكثر من 800 غارة وقالت انها قصفت 1000 هدف في غزة، هي مجموعة قياديي حركة حماس والجهاد الاسلامي، اضافة الى مبان حكومية، اضافة الى 600 نقطة اعتبرتها نقطة انطلاق صواريخ باتجاه اسرائيل. واثر تدخل مصر وسحب سفيرها من اسرائيل، والطلب البريطاني والاميركي بعدم القيام بعملية برية، تمت مفاوضات في القاهرة توصلت على حد ما قاله مسؤول قيادي في حركة حماس، ان وقف اطلاق النار سيدخل حيز التنفيذ الليلة، مساء الثلثاء. وكان الرئيس مرسي اعلن ان مهزلة العدوان الاسرائيلي ستتوقف على غزة. اما في الجانب الاسرائيلي، فقد حصل وزير الدفاع على اذن من الحكومة باستدعاء 75 الف جندي من الاحتياط مع حشد لحوالي 200 دبابة حول غزة وأكثر من 100 مدفع ميداني. وفي الساعات الاخيرة بعد ظهر يوم الثلثاء، لم ينطلق سوى بضعة صواريخ باتجاه اسرائيل، وقامت اسرائيل بشنّ بضعة غارات على قطاع غزة، حيث ضربت مراكز اعتبرتها لحماس والجهاد الاسلامي. الانفاق بين سيناءوغزة وفي المفاوضات التي جرت في مصر، طلبت اسرائيل من مصر اغلاق الانفاق التي تمر من غزة الى صحراء سيناء، معتبرة ان الصواريخ فجر 5 تم تهريبها من ايران الى السودان الى البحر الاحمر الى سيناء. وان هنالك اكثر من 120 نفقاً يمرون من سيناء الى غزة، وتستطيع شاحنة المرور في بعض الانفاق. لكن الجانب المصري لم يدخل في هذه التفاصيل، لا بل طرح فكّ الحصار عن قطاع غزة، لانه لا يجوز ابقاء القطاع في هذا الوضع، وانه سيفتح معبر رفح بشكل كامل. فرفضت اسرائيل ذلك، واعتبرته مخلاً بالاتفاقات معها، ذلك ان الاتفاق ينص على ان تقوم السلطة الفلسطينية باستلام معبر رفح، وان يكون هنالك اسرائيليون يرَون بالشاشات والكاميرات حركة العبور عبر بوابة رفح. لكن مصر تقول انها سمحت لكل الحالات الصحية والجرحى للعبور من قطاع غزة الى مستشفيات العريش ومصر للمعالجة. لكن ستفتح في المستقبل معبر رفح امام الفلسطينيين. وستكون بوابة رفح نقطة خلاف بين مصر واسرائيل. وكان قبل ظهر الثلثاء مليئاً بالاشتباك بين حماس واسرائيل، حيث أطلقت حركة حماس والجهاد الاسلامي حوالي 170 صاروخاً بينها صاروخ على مدينة القدس. في حين ردّت اسرائيل بغارات جوية مكثفة. المواقف الدولية والعربية وصل الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي على رأس وفد وزاري عربي الى قطاع غزة. وكان وزير الخارجية التركي أحمد داوود اوغلو وصل الى غزة ايضاً وأعلن تضامن تركيا مع الشعب الفلسطيني. من جانبه دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الذي اجتمع برئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو وزار رام الله، الى وقف القتال فوراً بين اسرائيل وقطاع غزة محذراً من خطورة تصعيد الموقف، وطالب اسرائيل باحترام التزاماتها الدولية. فيما اكد نبيل العربي دعوة العرب لاعادة تقييم الموقف من المبادرة العربية للسلام. وناشد بان كي مون الجميع الالتزام بوقف النار مع تأكيده على حق اسرائيل المشروع بالامن وبالدفاع عن النفس. اما روسيا، فاتهمت على لسان مندوبها فيتالي شوركين اميركا ضمناً بعرقلة اصدار بيان عن مجلس الامن يدين العدوان الاسرائيلي على غزة. ووزعت روسيا بدورها مشروع قرار يدعو الى وقف اطلاق النار. من جانبها، عبرت الصين عن دعمها لاجراء اي تحرك لوقف اطلاق النار في غزة. هذا وفشل مجلس الامن في اتخاذ قرار بشأن الصراع بين حركة وحماس واسرائيل، نتيجة موقف الادارة الاميركية التي استعملت الفيتو ضد مشروع قرار يدعو الى وقف اطلاق النار ويدين اسرائيل على قتل المدنيين. لكن مفاوضات القاهرة سبقت قرار مجلس الامن وتوصلت حركة حماس واسرائيل الى اتفاق على هدنة. 20 نوفمبر 2012