يأتي اعلان الاضراب العام بينما تستعد تونس لاحياء الذكرى الثانية لاندلاع شرارة الثورة التونسية التي ألهمت الشرق الاوسط واطلقت شرارة الربيع العربي بعد ان احرق بائع خضر تونسي نفسه في 17 ديسمبر 2010. دعا الاتحاد العام للتونسي للشغل يوم الاربعاء الى إضراب عام الاسبوع المقبل هو الاول منذ عقود احتجاجا على ما قال انه هجوم موالين للحكومة على اجتماع له في تصعيد ضد الحكومة الاسلامية مما قد يزيد المتاعب لتونس مهد الربيع العربي. وقال بيان مقتضب للاتحاد "ان الهيئة الادارية قررت الدخول في اضراب عام يوم 13 ديسمبر (كانون الاول) المقبل بعد الاعتداء على المركزية النقابية والنقابيين". يأتي اعلان الاضراب العام بينما تستعد تونس لاحياء الذكرى الثانية لاندلاع شرارة الثورة التونسية التي ألهمت الشرق الاوسط واطلقت شرارة الربيع العربي بعد ان احرق بائع خضر تونسي نفسه في 17 ديسمبر 2010. ويوم الثلاثاء اشتبك مئات الاسلاميين المقربين من الحكومة مع نقابيين مجتمعين امام مقر الاتحاد. واصيب العشرات خلال المواجهات التي استعملت فيها عصي وسكاكين. واتهم الامين العام للاتحاد حركة النهضة بالوقوف وراء هذه الاحداث. وقال حسين العباسي ان "خفافيش الظلام لن ينجحوا في ضرب الاتحاد". لكن رئيس حركة النهضة الاسلامية راشد الغنوشي ادان احداث العنف وقال ان بعض قيادات الاتحاد تسعى الى اسقاط الحكومة. وقال أنه ينبغي إخلاء مقرات كل الهيئات الوطنية من جميع وسائل العنف. ويقول مقربون من الحكومة ان الاتحاد يقف وراء الاحتجاجات التي جرى في سليانة الاسبوع الماضي. وهتف اسلاميون يوم الثلاثاء امام مقر الاتحاد بشعارات تصف زعماء الاتحاد باللصوص وتتهمهم بأنهم يريدون تدمير البلاد. وردد المئات من أعضاء الاتحاد اليساريين شعارات في الشوارع المجاورة لمقره تدعو إلى إضراب عام وسقوط الحكومة التي تقودها حركة النهضة. وأيَد أعضاء الاتحاد احتجاجات على مدى أيام ضد عدم وجود فرص عمل أو تنمية في بلدة سليانة الفقيرة الاسبوعالماضي. وهذا اول اضراب عام يدعو اليه الاتحاد بعد اضرابي 1978 و1984 في عهد الرئيسس الحبيب بورقيبة. واتحاد الشغل اكبر مركزية نقابية في البلاد ويضم اكثر من 500 الف عامل. ووصلت حركة النهضة إلى السلطة العام الماضي بعد الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس السابق زين العابدين بن علي الذي قمعت الدولة البوليسية في عهده الإسلاميين وتبنت العلمانية. واتهمت النهضة اليساريين الذين خسروا انتخابات العام الماضي بإثارة الاضطرابات في سليانة بتحريض التونسيين في المناطق الفقيرة على الدخول في مواجهات من شأنها تنفير المستثمرين الأجانب. وتسببت الاحتجاجات في إصابة ما لا يقل عن 252 شخصا بعضهم بالعمى نتيجة الإصابة بطلقات خرطوش. وبدأت الاحتجاجات بعد دعوة من الاتحاد العام التونسي للشغل للنزول إلى الشارع للمطالبة بالوظائف واستثمارات وإقالة والي سليانة الذي ينتمي لحركة النهضة. وأبعدت الحكومة الوالي مؤقتا يوم السبت ووعدت بتوفير وظائف لضحايا انتفاضة 2010 وتوقفت الشرطة عن استخدام الخرطوش بعد انتقادات من نافي بيلاي مفوضة الأممالمتحدة السامية لحقوق الانسان التي اتهمت السلطات باستخدام "القوة المفرطة". (تغطية صحفية للنشرة العربية طارق عمارة من تونس - تحرير عماد عمر) من طارق عمارة - تحديث 6 ديسمبر 2012