عندما يرفع الإمام المقرئ "عمر القزابري" صوته معلنا تكبيرة الإحرام لصلاة العشاء ثم التراويح في مسجد الحسن الثاني بمدينة الدارالبيضاء، يكون عشرات الآلاف من المصلين قد اصطفوا وراءه، آملين في صلاة خاشعة وعين دامعة. * رجال ونساء، صغار وكبار يفدون مساء كل يوم من وسط مدينة الدارالبيضاء وأطرافها، بل ومن خارجها؛ ليؤدوا صلاة التراويح ويستمعوا لهذا الصوت الشجي الذي يرتل آيات الذكر الحكيم في قراءة يصفها المصلون ب"الساحرة". ولا يسع كل من حضر إلا أن يبدي ارتياحه في الصلاة وإعجابه الكبير بصوت الإمام، ولا يستطيع الكثيرون أن يمنعوا دموعهم تشي بما يجيش في صدورهم من تأثر وخشوع. سمير بن جلون أحد المصلين الذين أكدوا هذا الإحساس قائلا ل"إسلام أون لاين.نت" "تشعر وأنت تصلي وراء المقرئ عمر القزابري بالارتياح والطمأنينة، وأنا من المعجبين بصوته الجميل". واعتبر ابن جلون -وهو موظف ومتزوج- أن "ما يحدث هنا بمسجد الحسن الثاني يشكل ظاهرة، وأتمنى أن تكثر مثل هذه الأصوات". بدورها تقول "مريم فغني" الحاصلة على ليسانس آداب: "إن صلاة التراويح وراء هذا المقرئ تزيد من خشوعك، وتدخلك في أجواء إيمانية تشعرك برضا الله تعالى والقرب منه سبحانه". أما عبد الإله داودي -تقني وأب لثلاثة أبناء- فقد قدم من منطقة الحي المحمدي عبر الحافلة لبعده عن المسجد، فقال: "القزابري يمتاز بقوة الحفظ وإتقان قواعد التجويد، إضافة إلى تنويعه للقراءة وتموجه عبر طبقات صوتية متعددة حتى لا يمل المصلون، وبذلك تتشوق لمزيد من سماع القرآن؛ فهو يربطك بالقرآن". وهذه هي السنة الثانية التي يؤم فيها آلاف الناس مسجد الحسن الثاني للصلاة وراء عمر القزابري، هذا الشاب الذي لم يتجاوز عقده الثالث، واستطاع أيضا في رمضان العام الماضي أن يملأ بصوته العذب جنبات المسجد بعموم المصلين، ونجح هذا العام أيضا في أن يحشد آلاف المغاربة في أجواء مليئة بالتضرع والخشوع في ليالي الشهر الكريم. وذهبت التقديرات إلى أن عدد المصلين يفوق يوميا 40 ألفا؛ إذ تمتلئ قاعة الصلاة عن آخرها إضافة إلى جزء كبير من باحة المسجد. هذا ويفضل كثيرون تناول وجبة الإفطار في المسجد، حرصا منهم على حجز أماكن داخله، وحضور صلاة التراويح من بدايتها. واللافت للانتباه أن بعض المصلين يفدون من قرى بل ومدن مجاورة لمدينة الدارالبيضاء كمدينة الجديدة وسطات والرباط لحضور صلاة التراويح وراء القزابري. وجدير بالذكر أن مسجد الحسن الثاني يعد أكبر مسجد في العالم الإسلامي بعد الحرم المكي، وتتسع قاعة الصلاة فيه لأكثر من 25 ألف مصلٍّ والباحة ل 80 ألفا، وهو يطل على المحيط الأطلسي؛ حيث أحاطت المياه بالمسجد من جوانبه الثلاثة، ويبدو وكأنه بني فوق الأمواج. وقد قدر المبلغ الإجمالي لإنجازه بأكثر من خمسة مليارات درهم مغربي. المصدر :الإسلام أون لاين