هناء، التي ترقد اليوم على سرير العلاج في مشفى بالقدس، تذكرها البعض القليل عند الحادثة ولم يتطرق إليها الجمع بعد حين، وبرغم أن الخبر تناقلته وكالات الأنباء في حينه، إلا أن قضيتها غابت في الإعلام العربي وكأن العدوان على امرأة عربية ونزع حجابها بمحطة قطار في القدسالمحتلة أصبح مألوفًا، كما يردد الكثير من المقدسيين. القاهرة- الأناضول-الوسط التونسية: صرخت "هناء" الفلسطينية ولم تجد من يغيثها وهي تتعرض لإهانة من إسرائيليات انهلن عليها ضربًا في القدس لمجرد أن حجابها دلّهن على إسلاميتها وعروبتها. لم تعرف "هناء مطير"، المقدسية المسكن، التي اعتدى عليها متطرفون إسرائيليون قبل أيام، سببًا واحدًا لذاك العدوان، وحين اتصلت بها مراسلة الأناضول في المستشفى، اليوم الأربعاء حيث لا تزال ترقد، حمل صوتها الحزين وجع عقود من "القهر والظلم" الذي ما زال يشكو منه سكان القدس. بعد محطة واحدة من المحطة المركزية لقطار القدس، وعند الساعة الثالثة والنصف بتوقيت المدينة، ترجلت "هناء" من القطار، وبدأت تبحث عن هاتف للاتصال بزوجها القادم من بعيد ليصحبها إلى موعد لمراجعة طبيبها، كما تروي ل"الأناضول". لم تكد الدقائق تمر على انتظارها لزوجها حتى مرت أربع إسرائيليات من أمامها، ثم توجهت إحداهن إليها بالسؤال: "هل أنت عربية"؟ ترد هناء قائلة: "نعم أنا عربية". ولم تكد هناء تنهي جوابها حتى انهالت عليها تلك السائلة ومن معها ضربًا على جسدها وبصقًا على ردائها وركلاً بالأحذية، قبل أن ينتبه للمشهد إسرائيلي آخر كان يترجل لتوه من عربة القطار ليوسع بدوره هناء ضربًا. المشهد لا يزال داخل المحطة، والأحداث تتوالى وتتداعى، وهناء التي لا تجيد اللغة العبرية لا تجد من يغيثها، فجأة وجدت نفسها متأثرة بما لحق بها من إهانة فاندفعت وراء الإسرائيلية التي أهانتها، وبلهجتها وعربيتها نعتتها "أنت كلبة" فقامت الإسرائيلية مجددا بالهجوم عليها ورفيقاتها وشرعن يوسعونها ضربًا موجعًا" حتى أنها وصفته "بتكسير العظام". هناء التي كانت تتحدث ل"الأناضول" عبر الهاتف من داخل المشفى تتابع راوية قصتها وتقول: "في ذلك اليوم كنت ذاهبة إلى المشفى لإجراء بعض الفحوصات الطبية للاطمئنان على وضع "جنيني" الذي لم يتجاوز الشهرين، وهاتفني زوجي قبل خروجي من المنزل وأخبرني بأن أنتظره في المحطة التالية للمحطة المركزية لأنني لا أحمل هاتفًا ولا أستخدمه حتى نذهب سويًا". وتستطرد قائلة: "اللافت أن هذا الاعتداء حدث أمام مرأى الجميع بمن فيهم الشرطي الإسرائيلي الذي كان يقف يتفرج ضاحكًا". وتتابع بحسرة واضحة تكسو صوتها "وأنا أصرخ لم أجد من يغيثني سوى ذاك المسن العربي الذي هم لنجدتي من تحت أيدي تلك العصابة التي لم ترحمني ولم ترحم من أحمله في أحشائي". الحالة النفسية الصعبة التي تعاني منها هناء جراء الاعتداء الإسرائيلي الجماعي عليها تسببت في إجهاضها للجنين الذي "لم تكتب له حياة" كما قالت ل"الأناضول" قبل أن تزداد حالتها الصحية سوءًا، ويتدخل "علاء" الابن الأكبر مقاطعاً من أجل التوقف عند هذا الحد من الحكاية لأنه سيضطر للاتصال بوحدة الأطباء داخل المشفى لاستدعاء أحدهم للاطلاع على حالة والدته التي ازدادت سوءًا في تلك اللحظات. لم تكن هناء وحدها من روت ل"الأناضول" الحكاية، فهناك زوجها "أحمد" الذي أكمل ما توقفت عنده هناء قائلا: "وصلت محطة القطار ولاحظت على زوجتي بعض القلق، وساورني الشك بأن هناك مصابًا حدث لاسيما بعد أن "تلخبط" حجابها من على رأسها وأصبح في وضعيته غير المعتادة، وآثار الأحذية التي بقيت على جلبابها، فسألتها ماذا حدث فروت لي القصة". "خرجنا من المحطة واصطحبتها إلى المنزل وهي بنفسية صعبة، ونتيجة لوضعها الصحي انتظرنا ثلاثة أيام للتوجه إلى الشرطة لتقديم شكوى بحق اليهوديات المعتديات، لنتفاجأ بعد يومين بأنهنّ تقدمن هن الأخريات بشكوى ضد زوجتي وادعينّ عليها بأنها هي من بدأت معهن"، هكذا كان يكمل أحمد ما حدث معهم بعد الحادثة. التحقيق في الشكوى المقدمة بحق المعتديات ما زالت جارية كما قال أحمد الزوج. هناء، التي ترقد اليوم على سرير العلاج في مشفى بالقدس، تذكرها البعض القليل عند الحادثة ولم يتطرق إليها الجمع بعد حين، وبرغم أن الخبر تناقلته وكالات الأنباء في حينه، إلا أن قضيتها غابت في الإعلام العربي وكأن العدوان على امرأة عربية ونزع حجابها بمحطة قطار في القدسالمحتلة أصبح مألوفًا، كما يردد الكثير من المقدسيين. 06/3/2013 33:14 ( 06/3/2013 57:14)