قال الرئيس التركي عبد الله غل، إن تركيا ستصبح أحد أقوى الاقتصاديات الأوروبية خلال 10 سنوات، لافتا إلى أن اقتصادها سيكون الأقوى بحلول العام 2050، بحسب قوله. تقرير بايهان طولان باكر - سامي معروف قال الرئيس التركي عبد الله غل، إن تركيا ستصبح أحد أقوى الاقتصاديات الأوروبية خلال 10 سنوات، لافتا إلى أن اقتصادها سيكون الأقوى بحلول العام 2050، بحسب قوله. جاء ذلك في حوار صحفي خاص للرئيس التركي مع بيتر ولودارسكي رئيس تحرير صحيفة (Dagens Nyheter، داغنس نهيتر) الأكثر ليبرالية وشعبية في السويد، وذلك في القصر الرئاسي التركي بالعاصمة أنقرة، ونشر ذلك الحوار في الصحيفة السويدية، التي وضعت على صفحاتها صورة لسيدة تركيا الأولى خير النساء غل. ويأتي ذلك الحوار قبيل الزيارة الرسمية التي يعتزم الرئيس التركي إجراؤها للسويد يوم الاثنين القادم، كأول مسؤول تركي على مستوى رئيس الجمهورية يزورها، ويرافقه فيها وفد مكون من 200 شخصية. وأكد الكاتب السويدي خلال عرضه لمحتوى الحوار، على أن تركيا ذات ال75 مليون نسمة أصبحت لها مكانتها في أوروبا باقتصادها القوي، مشيرا في الوقت ذاته إلى أنها تعد كذلك من بين الدول الأكثر نموا من الناحية الاقتصادية على مستوى العالم، وأنها تتمتع بقوة كبيرة تؤهلها للمساهمة بشكل كبير في حل الصراعات الدامية في منطقة الشرق الأوسط. ولفت ولودارسكي، في الوقت ذاته إلى أن تركيا بالرغم من الجوانب الإيجابية التي تتمتع بها من الناحية الاقتصادي، تتمتع كذلك ببعض السلبيات في مجال حرية الصحافة، وحقوق الأقليات الموجودين على أراضيها، مما يعرضها للإنتقادات بين الحين والآخر، على حد قوله موضحا أن مقابلته مع الرئيس التركي مضت على نحو ودى. وأوضح الرئيس التركي للصحفي السويدي أنه إنسان متحضر يقدر التعبير عن الرأي والفكر بشكل حضاري، وليس لديه مانع من مصافحة من يخالفونه الرأي، ويعارضون فكره، وذلك في معرض رده على سؤال متعلق بنظرته للأحزاب السياسية في السويد التي تتبنى افكارا معادية للأجانب والمهاجرين مثل حزب "سفاريا ديموكراتنا " العنصري المعادي للمهاجرين، ثالث أكبر الأحزاب السياسية في البلاد. وسأل الكاتب الصحفي السويد الرئيس التركي عن موقف تركيا من اعتراف البرلمان السويدي في العام 2010 بقانون يجرم إنكار ما فعلته تركيا في الأرمن في العام 1915، لاسيما وأن الرئيس التركي سيلقي كلمة له خلال الزيارة في البرلمان المذكور، فأوضح غل أن المهم بالنسبة لتركيا في هذا الأمر أن الحكومة السويدية لم تنفذ القرار الذي اتخذه البرلمان، معربا عن أمله في أن تترك كلمته في البرلمان صدى لدى النواب. وأضاف الرئيس التركي أن هناك حوالي أكثر من 100 ألف تركي يعيشون في السويد، وأنهم يحملون الجنسيتين التركية والسويدية، موضحا أنهم يلعبون دورا جيدا في تأسيس علاقات جيدة بين البلدين. وذكر غل أن الرسوم المسيئة للرسول عليه الصلاة الوسلام التي تظهر بين الحين والآخر، لتحتقره وتقلل من قيم الإسلام، أمر غير مقبول على الإطلاق، لافتا إلى أن احتقار الأديان والإستهزاء بها أمر مرفوض بشكل عام. وفي رده على سؤال متعلق بالكيفية التي تريد بها تركيا من الشعب السويدي النظر إلى تركيا، قال غل إن "تركيا دولة مثلها مثل السويد، لكن الفرق الوحيد بينهما، هو اختلاف الدين"، مؤكدا على أن تركيا ستصبح أحد أكبر الاقتصاديات الأوروبية خلال 10 سنوات، وأنها ستصبح دولة صاحبة اقوى اقتصاد بحلول العام 2050. وتابع غل قائلا إن الإتحاد الأوروبي يعيش حاليا أكبر الأزمات الاقتصادية له منذ العام 1930، بينما تركيا تشهد نموا اقتصاديا كبيرا، لافتا إلى أن عجزالميزانية في تركيا، ونسبة البطالة بها في مستويات أقل من مستوياتها في كثير من الدول الأوروبية. يشار أن الزيارة المرتقبة للرئيس التركي إلى السويد تحظى بردود فعل قوية في العديد من وسائل الإعلام السويدية المرئية والمسموعة، ومن المتوقع أن تتمحور مباحثات الرئيس التركي خلال الزيارة على عدة موضوعات تأتي في مقدمتها المفاوضات التركية من أجل الإنضمام إلى الاتحاد الأوروبي، والأزمة السورية الراهنة. 09/3/2013 14:18 ( 09/3/2013 22:18)