يبدو أن أصابع الاتهام تتجه إلى جماعة أنصار الشريعة المتشددة والتي أعلنت ولاءها لتنظيم القاعدة، حيث قامت فرقة مكافحة الإرهاب صباح أمس الخميس 6 /6 /2013 باقتحام منزل سيف الله بن حسين الملقّب "بأبو عياض" زعيم أنصار الشريعة لكن لم يتم العثور عليه ليظل متحصنا بالفرار. خيمت أجواء من الاحتقان أمس الخميس في صفوف الجيش التونسي إثر مقتل عسكريين اثنين وإصابة اثنين آخرين في انفجار لغم زرعه مسلحون مرتبطون بتنظيم القاعدة قرب قرية في ولاية القصرين (وسط غرب) على الحدود مع الجزائر. وقال وزير الدفاع التونسي رشيد الصباغ إن "هناك أطرافا متورطة في مساعدة أفراد المجموعة الإرهابية على زرع الألغام". وأكدت وزارة الدفاع التونسية أن انفجار اللغم في منطقة آهلة بالسكان "يعد تحولا خطيرا" لمخططات تنظيم القاعدة في البلاد "حيث أنه يستهدف كل مستعملي هذا المسلك من مواطنين وعسكريين وأمنيين على حد السواء". وعلى إثر العملية الإرهابية التي تعد الأولى من نوعها سادت حالة من الاحتقان في صفوف قوات الجيش التي تشعر بأنها تخوض معركة غير متكافئة مع تنظيم القاعدة إذ تم تجنيد 280 جنديا فقط لتمشيط المنطقة التي تمسح حوالي 100 كلم مربع في حين تم تجنيد قرابة 5 آلاف جندي لتمشيط جبل بوقرنين جنوبتونس العاصمة في وقت سابق. وتطالب الوحدات العسكرية بضرورة توفير المعدات والتجهيزات اللازمة سيما أن السيارة التي انفجرت صباح أمس الخميس كانت سيارة عادية من نوع تويوتا وفق ما أكدته مصادر عسكرية مطلعة. وهذه المرة الأولى التي يقتل فيها عسكريون تونسيون في انفجار ألغام بجبل الشعانبي الذي تمشطه قوات الأمن والجيش منذ كانون الأول/يناير 2012 بحثا عن مسلحين مرتبطين بالقاعدة قالت وزارة الداخلية في وقت سابق إنهم قدموا من مالي. وكشف وزير الدفاع رشيد الصباغ أمس الخميس أن "هناك أطرافا متورطة في مساعدة أفراد المجموعة الإرهابية على زرع لغم بمسلك أسفل جبل قرب محمية الشعانبي". غير أنه لم يقدم معلومات أو إيضاحات حول هوية الأطراف التي تساعد عناصر تنظيم القاعدة على توسيع عملياتها الإرهابية. ويبدو أن أصابع الاتهام تتجه إلى جماعة أنصار الشريعة المتشددة والتي أعلنت ولاءها لتنظيم القاعدة، حيث قامت فرقة مكافحة الإرهاب صباح أمس الخميس 6 /6 /2013 باقتحام منزل سيف الله بن حسين الملقّب "بأبو عياض" زعيم أنصار الشريعة لكن لم يتم العثور عليه ليظل متحصنا بالفرار. وقالت مصدر أمني أن الأجهزة الأمنية والعسكرية توفرت لديها معلومات على تورط "أبوعياض" في مساعدة عناصر تنظيم القاعدة ما حدا بها إلى اقتحام منزله وهو ما يفسر قرار مداهمة منزل "رجل القاعدة في تونس" بالتزامن مع انفجار اللغم في محميّة الشعانبي. ويقول السياسيون إنه "تم وضع عناصر الجيش والحرس في مواجهة حرب عصابات مع نقص واضح في المعدّات والتعزيزات" الأمر الذي "تسبب في موتهم". وطالبوا القيادات العليا في الدولة ب"تحمل مسؤولياتهم لأنهم عجزوا عن تقدير خطورة ما يحدث"، مشددين على أن "من لا يملك القدرة لاتخاذ القرارات الجريئة عليه التنحي" في إشارة إلى غياب قرار سياسي واضح بخصوص محاربة الجماعات الجهادية. صحيفة الوطن العربي - الجمعة 7 جوان 2013