بدأت الحكومة التونسية «العربية المسلمة» حملة واسعة لمنع النساء من ارتداء الحجاب في الاماكن العامة في تونس، وذكر مراسل الاذاعة البريطانية في تونس كمال بن يونس بان الحكومة التونسية كانت قد اصدرت منذ عام 1981 منشورا رسميا عرف باسم منشور 108 يمنع ارتداء ما وصف باللباس الطائفي من قبل كل الطالبات والمعلمات والموظفات في القطاع الحكومي، ومصطلح اللباس الطائفي يستخدم في تونس منذ اوائل الثمانينات في القرن الماضي للاشارة الى الحجاب، مع اتهام الفتيات والسيدات اللاتي ترتدينه باقحام «لباس غريب مستورد» من المشرق الى تونس. وقال وزير الخارجية عبدالوهاب عبدالله امام اجتماع لحزب التجمع الدستوري الديموقراطي الحاكم ان الحجاب «تغذيه الطائفية وانه غريب عن عادات وثقافة المجتمع التونسي». واعتبر الوزير التونسي ان الحجاب «شعار سياسي تستعمله مجموعة صغيرة تختبئ وراء الدين بهدف تحقيق اهداف سياسية» انتهى الخبر. سأتحدث معكم بكل بساطة ووضوح وصراحة، لن اذكر لكم الآيات القرآنية الكريمة او الاحاديث الشريفة او اجماع الامة على وجوب الحجاب على المرأة المسلمة البالغة، لا لن ادخل في هذا الخطاب الديني الذي قد يرفضه البعض، لكني سأتحدث عن مفهوم حقوق الانسان الذي صدعوا رؤوسنا به ليل نهار! سأتحدث عن حقوق المرأة التي نرى الجمعيات النسائية تطالب بها ولكن عندما يتعلق الامر بالحجاب، فهم خشب مسندة! الا يعد من حق المرأة حسب المفاهيم الليبرالية والديموقراطية وحقوق الانسان وحسب ما تنص عليه كل دساتير العالم اقول الا يحق للمرة ان ترتدي ما تشاء من منطلق الحرية الشخصية؟! العجيب انه عندما تتحجب المرأة باختيارها وبرضائها، نمنعها بالقوة ونتهمها بالتخلف والرجعية وندعي انها لا تعرف مصلحتها ونصبح نحن اوصياء عليها! وفي المقابل عندما تقرر المرأة ان تتحرر وتنزع عنها حشمتها وتظهر في الفيديو كليب بكل ابتذال وامتهان لكرامة المرأة وتشارك بمسابقات الجمال التي تكرس النظرة الجنسية والجسدية للمرأة، نعتبر هذا تقدمية ورقيا واعطاء للمرأة حقوقها! الطريق في الامر ان عدة جمعيات نسائية ليبرالية ويسارية منها «جمعية النساء الديموقراطيات» المعارضة و«الاتحاد التونسي للمرأة» القريب من الحزب الحاكم اعتبرت منع الحجاب في المعاهد والجامعات والادارات العمومية شكلا من اشكال الترويج لقيم الحداثة ومنع العودة بالمجتمع التونسي الى الوراء تحت تأثير بعض التيارات الدينية المتشددة المتأثرة بمقولات فقهاء محافظين مثل الفقهاء الوهابيين. قليلا من الحياء وقليلا من المنطق وقليلا من العقل في التعامل مع شعوبنا العربية المغلوبة على امرها! مخطئ من يظن انها حرب على المتطرفين ومواجهة مع المتشددين وحزم مع الارهابيين.. انها حرب على الاسلام، سواء تم ذلك بأيد عربية او غربية.. ملة الحاقدين واحدة! التضييق على الناس في دينهم ومنعم من ابسط حقوقهم كممارسة شعائر دينهم، والتعبير وحرية الكلام وحرية النقد، كل هذا يؤدي الى ظهور التطرف والتشدد! هذه هي الخلطة الكيميائية للارهاب والتطرف! نحن من يصنع الارهاب والتطرف، نحن من نعطي ارضية شرعية خصبة لمن اراد ان يتشدد ويتطرف كرد فعل مضاد! يحزننا ما يحصل في تونس الحبيبة.. تونس جامع الزيتونة الذي قدم الى العالم الاسلامي عشرات العلماء من امثال عبدالحميد بن باديس الذي قاد الاصلاح في الجزائر، وعبدالعزيز الثعالبي، ومحمد بيرم، وسالم ابو حاجب، والعلامة التونسي الطاهر بن عاشور، وابنه محمد الفاضل! انه لمن تعاسة هذا الزمن ان يصبح قطاع الطرق واللصوص وتجار المخدرات واصحاب الخنا والفجور، ان تصبح جريمتهم اهون شأنا واخف وطأة من صاحب اللحية المتوضئة وصاحبة الحجاب الطاهر! شواطئ العراة.. حرية زواج المثليين.. تقدم بيع اجساد النساء في الفيديو كليب.. رسالة اما قطعة قماش تغطي رأس امرأة مسلمة عفيفة، جريمة وتخلف ورجعية ووهابية سلفية ألا ساء ما يحكمون، والله المستعان. *1-أستاذ جامعي بعلم الاتصالات والاعلام بجامعة الكويت-ملاحظة الوسط التونسية **المصدر : الوطن الكويتية -الخميس 19/10/2006 -