افتتح مساء امس الاحد في الدوحة مؤتمر دولي حول الديمقراطية بغياب وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني التي تراجعت عن قرار مشاركتها بسبب الحضور المحتمل لاعضاء من حركة المقاومة الاسلامية (حماس). وقال الناطق باسم الخارجية الاسرائيلية مارك ريغيف لوكالة فرانس برس علمنا ان اعضاء في حماس سيمثلون الفلسطينيين في المؤتمر الدولي الذي سيعقد في قطر لذلك قررت ليفني الغاء زيارتها . واضاف ان اسرائيل ترفض اي اتصال مع حماس ما لم تحترم الشروط الثلاثة المسبقة التي وضعتها الاسرة الدولية ، موضحا ان عليها التخلي عن العنف والاعتراف باسرائيل وبالاتفاقات التي وقعها الفلسطينيون . الا ان ريغيف اكد لفرانس برس في وقت لاحق ان بلاده ستتمثل بوفد برئاسة مساعد المدير العام لادارة الشرق الاوسط في الخارجية الاسرائيلية ياكوف هاداس. وفي الدوحة، اعلن مساعد وزير الخارجية القطري محمد الرميحي الذي يرأس اللجنة المنظمة للمؤتمر ان بلاده تبلغت شفهيا من اسرائيل السبت عدم مشاركة ليفني وعدولها عن زيارة قطر. ولم يشأ الرميحي الافصاح عن الاسباب التي ذكرتها اسرائيل لتبرير عدم مشاركة ليفني. من جهته، اكد السفير الفلسطيني في قطر منير غنام ان الوفد الفلسطيني سيرأسه الامين العام لحركة فتح فاروق القدومي بينما سيقتصر تمثيل حماس علي نائب رئيس المجلس التشريعي احمد بحر، فيما يضم الوفد ايضا نائبا من فتح وعضوين من المجلس الوطني الفلسطيني (للفلسطينيين خارج الاراضي الفلسطينية). الا ان عدول ليفني عن قرارها قد يكون اضفي شيئا من الارتياح في الدوحة خاصة بعد ان اثار الاعلان عن مشاركتها في المؤتمر جوا من الاستياء خاصة في الدول التي لا تقيم علاقات مع الدولة العبرية. وقال دبلوماسي عربي فضل عدم الكشف عن اسمه لفرانس برس ان عدة دول عربية لم تشأ المشاركة علي المستوي الوزاري وهذا المستوي المنخفض من التمثيل يعود في الاساس الي اعلان ليفني مشاركتها . وقال مسؤول قطري رفيع المستوي في اللجنة المنظمة لفرانس برس من الجيد انها لن تأتي، فعدة دول عربية واسلامية لم تكن ترغب بقدومها . الا ان هذا المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن اسمه ندد بكون الدول العربية تجلس مع اسرائيل في اطر اخري وتحت سقف الاممالمتحدة لكنها لا تقوم بذلك في دول عربية حتي ولو في لقاء تنظمه الاممالمتحدة . وكان لبنان اعلن مقاطعته المؤتمر بعد تاكيد ليفني في وقت سابق مشاركتها في المؤتمر السادس للديمقراطيات الجديدة والمستعادة الذي ترعاه الاممالمتحدة. واعلن وزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ السبت عدم مشاركته بسبب مشاركة نظيرته الاسرائيلية. وزيارة ليفني الي الدوحة اذا كانت قد تمت كانت لتأتي بعد اقل من شهرين علي العملية العنيفة التي شنتها الدولة العبرية علي لبنان ضد حزب الله الشيعي اللبناني، والتي اسفرت عن مقتل 1200 مدني لبناني واسفرت عن اضرار مادية مباشرة بمليارات الدولارات. ولا تقيم قطر علاقات دبلوماسية مع اسرائيل وانما يوجد بها منذ 1996 مكتب تجاري للدولة العبرية التي تقيم معها اتصالات شبه دورية. والتقت ليفني في 21 ايلول/سبتمبر الماضي وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني علي هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك. ويعقد المؤتمر الدولي السادس للديموقراطيات الجديدة والمستعادة علي مدي اربعة ايام برعاية الاممالمتحدة وتشارك فيه 82 دولة علي الاقل من اصل الدول ال192 المنضوية تحت لواء المنظمة الدولية، بحسب مصدر رسمي قطري. وفي مقدمة بنود جدول اعمال المؤتمر الذي يفتتح الساعة 19.00 بالتوقيت المحلي (16.00 تغ)، البحث في الاصلاحات الديمقراطية في العالم العربي اضافة الي مناقشة التجارب الديمقراطية في الدولة المشاركة. وسيطلع المؤتمرون علي 17 دراسة تلقي الضوء علي الانجازات الديمقراطية علي مستوي العالم منذ عقد المؤتمر الاول في العاصمة الفيليبينية مانيلا عام 1988. ويتبني المؤتمرون في نهاية اللقاء اعلان الدوحة وهو كناية عن خطة عمل للسنوات الثلاثة المقبلة.