إن ذكرى لا تحمل إلى المرأة التونسية سوى كوابيس الحرمان من حريتها في بدنها ولباسها ودينها فضلا عن حرياتها السياسية العامة لجديرة بالاحياء ليلا لا نهارا بالسواد القاتم لا بالبياض الناصع. قد يعذر بعض ممن يبحث عن مواطن بيضاء في مثل هذه الذكرى لحكام السابع من نوفمبر لسبب أو لآخر سوى أن المؤكد عند أغلب النساء التونسيات بأن السجل الحقوقي لاولئك الحكام بعد مضي زهاء عقدين كاملين إتشح بسواد أشد ظلمة وقتامة من الثياب الرمزية السوداء التي إتشحت بها أولئك النسوة يستوي في ذلك أغلب التونسيات بمختلف مشاربهن الفكرية . ألا ما أصدق النساء التونسيات في شعارهن النابع من عمق المعاناة ونزيف الجراحات الثخينة. ألا ما أصدقهن حين يصرخن في هذا اليوم : " 7 نوفمبر 1987 : يوم أسود على حرية التدين في تونس " . " 7 نوفمبر 1987 : ذكرى نكبة الحريات في تونس " *