ترسيم 850 عونا وقتيا مكلفا بالتدريس وتسوية وضعية بقية الأعوان تباعا خلال هذه السنة (جامعة التعليم الأساسي)    الحرس البحري ينجد 11 بحارا كانوا على متن مركب صيد تعرض للعطب قبالة شاطئ هرقلة    بودربالة والسفير الإيطالي يؤكدان ضرورة تكثيف الجهود لمواجهة ظاهرة الهجرة غير النظامية تعزيزا للاستقرار في المنطقة    العجز التجاري الشهري لتونس يتقلّص بنسبة 4،16 بالمائة موفى مارس 2024    الملتقى الوطني الأول للماء: يفتح حوارا وطنيا حول إشكاليات الماء في تونس    وزارة التجارة تتخذ اجراءات في قطاع الأعلاف منها التخفيض في أسعار فيتورة الصوجا المنتجة محليا    نابل: الاحتفاظ بشخص محكوم بالسجن من أجل "الانتماء إلى تنظيم إرهابي" (الحرس الوطني)    ''تيك توك'' يتعهد بالطعن أمام القضاء في قانون أميركي يهدد بحظره    الرابطة 1 ( تفادي النزول - الجولة الثامنة): مواجهات صعبة للنادي البنزرتي واتحاد تطاوين    صان داونز -الترجي الرياضي : الترجي على بعد 90 دقيقة من النهائي    البطولة الافريقية للجيدو - ميدالية فضية لعلاء الدين شلبي في وزن -73 كلغ    أكثر من 20 ألف طالب تونسي من غير المتحصلين على منح دراسية يتابعون دراساتهم العليا في الخارج خلال السنة الجامعية 2023 - 2024    عاجل : تترواح أعمارهم بين 16 و 19 سنة ... الكشف عن شبكة دعارة في منوبة    منظمات وجمعيات: مضمون الكتيب الذي وقع سحبه من معرض تونس الدولي للكتاب ازدراء لقانون البلاد وضرب لقيم المجتمع    الجزائر تسجل حضورها ب 25 دار نشر وأكثر من 600 عنوان في معرض تونس الدولي للكتاب    المؤرخ الهادي التيمومي في ندوة بمعرض تونس الدولي للكتاب : هناك من يعطي دروسا في التاريخ وهو لم يدرسه مطلقا    المنستير: افتتاح ندوة المداولات حول طب الأسنان تحت شعار "طب الأسنان المتقدم من البحث إلى التطبيق"    أحدهم حالته خطيرة: 7 جرحى في حادث مرور بالكاف    يلاحق زوجته داخل محل حلاقة ويشوه وجهها    عاجل/ إصابة وزير الاحتلال بن غفير بجروح بعد انقلاب سيارته    بطولة الرابطة المحترفة الاولى (مرحلة التتويج): حكام الجولة الخامسة    القلعة الصغرى : الإحتفاظ بمروج مخدرات    تم انقاذها من رحم أمها الشهيدة: رضيعة غزاوية تلحق بوالدتها بعد أيام قليلة    توزر: المخيم الوطني التدريبي للشباب المبادر في مجال الاقتصاد الأخضر مناسبة لمزيد التثقيف حول أهمية المجال في سوق الشغل    الرئيس المدير العام لمركز النهوض بالصادرات: واقع المبادلات التجارية بين تونس وكندا لا يزال ضعيفا    مأساة جديدة في المهدية: يُفارق الحياة وهو بصدد حفر قبر قريبه    وقفة احتجاجية لعدد من أصحاب "تاكسي موتور" للمطالبة بوضع قانون ينظم المهنة    أريانة: حملة مشتركة للتصدي للانتصاب الفوضوي    سيدي بوزيد: انطلاق ورشة تكوينيّة لفائدة المكلّفين بالطاقة بالإدارات والمنشّآت العمومية    عاجل/ في ارتفاع مستمر.. حصيلة جديدة للشهداء في غزة    70 بالمئة من الأمراض تنتقل من الحيوانات ..مختصة في الثروة الحيوانية توضح    كم تبلغ معاليم مسك الحساب بالبريد التونسي؟    موعد انطلاق أشغال الجزء الرئيسي للجسر الجديد ببنزرت    تراجع إنتاج التبغ بنسبة 90 بالمائة    13 قتيلا و354 مصابا في حوادث مختلفة خلال ال24 ساعة الماضية    وقفة احتجاجية ضد التطبيع الأكاديمي    السعودية على أبواب أول مشاركة في ملكة جمال الكون    فريق عربي يحصد جائزة دولية للأمن السيبراني    الحكومة الإسبانية تسن قانونا جديدا باسم مبابي!    الرابطة الأولى: كلاسيكو مشوق بين النجم الساحلي والنادي الإفريقي .. وحوار واعد بين الملعب التونسي والإتحاد المنستيري    لاعب الترجي : صن داونز فريق قوي و مواجهته لن تكون سهلة    أخصائي في أمراض الشيخوخة: النساء أكثر عُرضة للإصابة بالزهايمر    وزارة المرأة : 1780 إطارا استفادوا من الدّورات التّكوينيّة في الاسعافات الأولية    تُحذير من خطورة تفشي هذا المرض في تونس..    عاجل : القبض على منحرف خطير محل 8 مناشير تفتيش في أريانة    أمين قارة: إنتظروني في هذا الموعد...سأكشف كلّ شيء    دورة مدريد : أنس جابر تنتصر على السلوفاكية أنا كارولينا شميدلوفا    وصفه العلماء بالثوري : أول اختبار لدواء يقاوم عدة أنواع من السرطان    طقس الجمعة: سحب عابرة والحرارة تصل إلى 34 درجة    إثر الضجة التي أثارها توزيع كتيّب «سين وجيم الجنسانية» .. المنظمات الدولية همّها المثلية الجنسية لا القضايا الإنسانية    منبر الجمعة .. التراحم أمر رباني... من أجل التضامن الإنساني    خطبة الجمعة .. أخطار التحرش والاغتصاب على الفرد والمجتمع    تنزانيا.. مقتل 155 شخصا في فيضانات ناتجة عن ظاهرة "إل نينيو"    أولا وأخيرا...هم أزرق غامق    تتويج السينما التونسية في 3 مناسبات في مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة    قبلي : اختتام الدورة الأولى لمهرجان المسرحي الصغير    ألفة يوسف : إن غدا لناظره قريب...والعدل أساس العمران...وقد خاب من حمل ظلما    خالد الرجبي مؤسس tunisie booking في ذمة الله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ملف جامع عن حركة النهضة 6 جوان 1981 6 جوان 2011.
نشر في الحوار نت يوم 14 - 06 - 2011

ملف جامع عن حركة النهضة بمناسبة الذكرى الثلاثين للإعلان عنها.

6 جوان 1981 6 جوان 2011.

عناصر الملف.
1 إفتتاحية.
2 بطاقة هوية.
3 هل كانت الحركة حاجة تونسية؟
4 أهم المراحل التاريخية التي مرت بها الحركة.
5 محطات ومؤتمرات ومواقف وقيادات.
6 وثائق وكتابات ومنابر ومنشورات.
7 رجال وشهداء.
8 مصادر مفيدة في الموضوع.

إفتتاحية.

حتى تكون الحركة مستأمنة على ثورة 14 جانفي.

بادئ ذي بدء لا بد من أن نزف آيات الحمد والشكر لأهلها لعل خلق الوفاء يشفع لأهله.

آيات الحمد العظمى مترعة بخلق التواضع تزف بهذه المناسبة إلى ولي النعمة الأكبر سبحانه فهو من “ علم القرآن “ و “ خلق الإنسان “ و “ علمه البيان”. أما كتابه فهو من دعا إلى الثورة ضد القهر والإستعباد بل جعل ذلك غريزة “ ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون “ و “ لا قدست أمة لا يعطى فيها الضعيف حقه غير متعتع “..

أما آيات الشكر مخضبة بالعرفان فإنما تزف بهذه المناسبة إلى الشعب التونسي الكبير بكل فئاته وألوانه رجالا ونساء وشبابا ممن ظل يراكم أسباب الثورة على إمتداد نصف قرن ونيف. لعل أجمع كلمة معبرة سمعها الناس من خلال ما تبثه بعض الفضائيات هي قالة إمرأة من سيدي بوزيد بعيد الثورة بقليل. قالت المرأة في كلمة جامعة يلهج بها فؤاد كل تونسي وتونسية : „ حكمنا 23 عام “ ثم صمتت قليلا وقالت : „ وطيرناه في 23 يوم “. أي الذنب المقطوع بن علي.

الحركة هبة من هبات ثورة 14 جانفي.

إنبلاج فجر الثورات العربية والإسلامية الراهنة من تونس من الغرب العربي والإسلامي أو من مناطق المحيط والأطراف بتعبير المفكر سمير أمين لم يكن صدفة تاريخية في مسار أمة لا مكان فيه للصدف العمياء. إحتضان تونس لذلك الشرف يحملنا جميعا مسؤولية تاريخية كبيرة وقديما قال الحكماء : الغنم بالغرم. وللأوائل في التاريخ دوما والمتقدمين مسؤوليات لا ينوء بها سواهم. أما التنازع من لدن بعض منا على أسبقية هذا في مراكمة أسباب الثورة أو ذاك فهو أدنى إلى لهو الأطفال. على أن ذلك لا يغيب حقيقة تاريخية ناصعة قوامها أن فعاليات المقاومة الحية في البلاد باءت بعبء المراكمة مصابرة ومغالبة بأقدار متفاوتة بينها وأن تلك المقاومة لم تخمد يوما منذ 2 مارس 1934 عندما إنقلب النهج البورقيبي ضد المشروع الوطني التحريري للحزب الحر الدستوري القديم بزعامة المرحوم الثعالبي. ليكن التاريخ في الوعي المعاصر حلقات ولبنات منتظمة في عقد سميك يزين جيد الزمان بالحقائق الناصعة الثابتة متأبية عن التزوير والدجل. ليكن الشهيد فرحات حشاد لؤلؤة مضيئة في ذلك العقد الطويل إلى جانب الشهيد محمد البوعزيزي عليهما رحمة الله سبحانه وعلى شهداء المقاومة التونسية كافة.

الحركة مسؤولة عن الحالة الثورية تكافلا ومشاركة.

لم يعرف التاريخ العربي المعاصر ولا الإسلامي حركة إسلامية باشرت إشكاليات الحداثة والديمقراطية والمعاصرة حتى آل بها الأمر إلى تبني قيم الحداثة الحقيقية الأصيلة مثل حركة النهضة التونسية. إذا تعرضت ذاكرتنا لإغتيالات فإن ما حدث يوم 6 جوان 1981 في مكتب الأستاذ المحامي الشيخ عبد الفتاح مورو لم يكن عاديا بكل المقاييس. لم تكن حركة النهضة التونسية أول حركة إسلامية سياسية نشأت في ذلك الزمن ولكنها كانت الأولى قطعا التي أعلنت تبنيها للديمقراطية ونبذ العنف والإحتكام لصناديق الإقتراع وحقوق المرأة والعمال وإعترافها بخارطة التعدد الفكري والثقافي على قاعدة المواطنة والتنافس على إستجلاب أسباب النهضة سياسيا وإقتصاديا وإجتماعيا وخارجيا. لم يكن ذلك الموقف يلقى أي قبول ولا ترحاب في الخارطة الإسلامية المعاصرة في تلك الأيام بكل ألوانها وأطيافها. الأهم من ذلك كله هو أن ذلك الموقف لم يكن في إثر أعمال عنف وإرهاب أو تطرف بل كان في زمن يغلب فيه الإستقرار السياسي والأمني حتى لو كان إستقرارا مفروضا بعصا الدولة. كان الموقف بكلمة واحدة ثمرة نظرات فاحصة في الإشكالية الثقافية الفلسفية المعاصرة : الإسلام والغرب أو الإسلام والحداثة. إنما ظلت الحركة وفية لتلك المنطلقات الفكرية وفاء سياسيا على إمتداد ثلاثة عقود كاملات من سنوات الجمر الحامية الطويلة. إستدرجت الحركة إلى مستنقعات العنف والإرهاب طويلا حتى أضحت المنطقة العربية كلها تقريبا سيما المغاربية الشمال إفريقية منها حقلا واسعا مملوء ألغاما متفجرة في إثر الأحداث الجزائرية عقب الإنقلاب ضد الفيس الجزائرية وشيئا شبيها في مصر وليبيا ثم تطايرت الألغام المتفجرة إلى المغرب الأقصى وقبل ذلك إلى العربية السعودية إلخ.. جرى كل ذلك وطبول الحرب ضد الإسلام رأسا في البلقان أولا ثم في إثر كارثة سبتمبر 2001 تدق ليل نهار صباح مساء من أعلى قائد لسمفونية الإسلاموفوبيا في الولايات المتحدة. أما ما تعرضت له الحركة في تونس فضلا عما تعرض له الإسلام ذاته من خلال خطة تجفيف منابع التدين الشهيرة سيما في المحنة الأخيرة التي تواصلت عقدين كاملين .. فهو عامل آخر من العوامل التي كان ينبغي لها أن تدفع الحركة إلى الدفاع عن النفس. كان ذلك هو أمل قوى الإستئصال تونسيا وعربيا ودوليا ولكن الحركة سفهت أحلامهم جميعا بأثر من تسديد الله لها سبحانه وبأثر من تشبعها بمنهاجها السلمي الديمقراطي الذي لخصته أدبياتها القديمة : البلاغ المبين والصبر الجميل. هل أثمر الصبر شيئا؟ أجل. أثمر ثورة عارمة معطاءة هي ثورة 14 جانفي 2011.

تأجيل الديمقراطية هو الإنقلاب عينه ضد الديمقراطية.

نحن ندرك جيدا أن المقاومة هي عنوان الكدح البشري على نحو يسعك فيه أن تقول : أنا مقاوم أنا إذن موجود. إن الحركة التي لم تتخلف عن مقاومة الإحتلال الفرنسي من خلال الرجال الذين أسسوها من مثل الشيخين المرحومين : عبد القادر سلامة و محمد الصالح النيفر ثم لم تتخلف عن مقاومة السلخ البورقيبي للهوية الوطنية التونسية ( العروبة والإسلام) ثم لم تتخلف عن مقاومة خطة تجفيف منابع التدين وخطة تجريم العمل السياسي وخطط السلب والنهب والفساد والتصهين في عهد الذيل المبتور بن علي .. إن حركة ذاك شأنها فضلا عما أنف ذكره من ثباتها على منهاجها الديمقراطي لن تكون اليوم حملا وديعا يساق إلى مذبحة الديمقراطية ومسلخة الإنقلاب ضد إرادة الشعب. الطريق هو ذاته مهما تبدلت التحديات : هو طريق المقاومة السلمية الديمقراطية الراشدة لإسترداد حق الشعب وليس للحركة حق خارج حق الشعب نفسه في أي حقل من الحقول في الحياة الكريمة والمشهد الديمقراطي بعنوانه المعروف : إنتخابات نزيهة وسلطات منفصلة وقضاء مستقل وإعلام حر وتعددية مرعية.

عرفان وطمأنة وأمل غير محدود.

ثلاث كلمات أخيرات في عقب ما أنف ذكره.

الكلمة الأولى : عربون عرفان إلى شهداء البلاد الأبرار ومنهم شهداء الحركة إذ يجتمع كلاهما فوق درب واحد هو درب المقاومة لتحرير تونس من نير الإحتلال أولا ثم من قهر الإستعباد ثانيا. عربون وفاء إلى النساء اللائي أنجبن رجالا ونساء لم يترددوا يوما في الوفاء لتونس حتى لو كان الثمن هو الروح الحرى التي تجري منا مجرى النفس. عربون وفاء إلى اللائي صمدن صمود الجبال الراسخات وثبتن ثبات الأطواد الشامخات ممن أكرهن على التخلي عن خمرهن التي ترسم جزء من هويتهن الإسلامية. عربون وفاء إلى الذين ظلوا في السجون يسامون العسف وسوء كيلة سيما إمام المقاومين في تونس : الدكتور الصادق شورو. عربون وفاء إلى رجال الحركة ونسائها وشبابها من كل الأجيال ممن صدقت فيهم القالة العربية القديمة : تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها. أجل. بات أولئك على الطوى خائفين مشردين منفيين في وطنهم فما أكل واحد منهم لقمة عيش بحبة خردل من كرامته. عربون وفاء للشعب التونسي الكبير الذي أثبت أن خطة تجفيف المنابع لم تزده إلا إيمانا بربه وتمسكا بدينه حتى لما ظن الناس أن قهر عصابات الفساد أطرد الإسلام من تونس بالكلية ظهرت صحوة إسلامية ثانية لتعزر الحركة حاملة لواء الهوية العربية الإسلامية في تونس بإستحقاق تاريخي لا نزاع فيه في حماية ملف الهوية أن تعود عليه الثعالب الخائنة.

الكلمة الثانية : رسالة طمأنة إلى الشعب التونسي الكبير بأن دماء شهدائه لن تذهب هدرا وأن ثورته أكبر من أن تغتصب. إنما هو قانون إجتماعي إسمه : „ لن يضروكم إلا أذى “. وهل يسلم الشرف الرفيع من الأذى؟ وبمثل ذلك قال المثل الغربي : الناس لا يرفسون الكلب الميت.الذي يراهن عليه أعداء الثورة ليس سوى سراب يحسبه الظمآن ماء. أنتم الذين غرستم بأيديكم بل بدمائكم جذر شجرة الثورة. قد يتأخر ثمرها ولكن حياة الثورة بحياة جذرها وليس جذرها سواكم. الشعب موجود : لا خوف إذن على الثورة. حتى لو نال منها أعداؤها اليوم عضة وغدا نيبة.

الكلمة الثالثة : إذا كانت الحياة عقيدة وجهاد كما قال الشاعر قديما أو هي عمل وأمل يتعانقان فإن أملنا في الثورة التونسية وأخواتها أن يدونها التاريخ في قماطيره أنها كانت ضربة البداية لتحرير فلسطين بقدسها الشريف. لم يثر الشعب التونسي ليتحرر هو فحسب من عصابات النهب والسلب والتصهين. إنما ثار الشعب التونسي ليعطي إشارة الإنطلاق عربيا وإسلاميا نحو تدشين دورة حضارية جديدة تبدأ بالتحرر الداخلي من عصابات إغتصاب السلطة والثروة ولا تنتهي بالتحرر الخارجي من العدو المحتل. ذلك هو أفق الثورة. أكبر بشارة على ذلك هو أن الثورة المصرية كانت ثاني ثورة عربية. ألم يفتح معبر رفح في هذه الأيام ليكسر حصارا عربيا ودوليا خانقا ضد المقاومة الفلسطينية؟ من يرجع إلى أدبيات حركة النهضة التونسية يلفى شعارا كبيرا تلهج به الأفئدة يومها أي قبل ثلاثة عقود على الأقل رغم أن الحركة أعلن عنها يوم 6 جوان 1981 ولكنها تأسست في أواخر عام 1969 ضمن حلقات تأسيس متنوعة لم يكن ذلك الشعار سوى : القضية الفلسطينية قضيتنا المركزية. أجل. قضية مركزية وليست إهتماما عاديا. لا يعكس ذلك سوى الموقف الوحدوي للحركة من أول يوم : وحدة وطنية تونسية ووحدة مغاربية شمال إفريقية ووحدة عربية ووحدة إسلامية ووحدة إنسانية قوامها : „ كلمة سواء “.

الهادي بريك ألمانيا.

بطاقة هوية.
الإسم : حركة النهضة.
تاريخ الميلاد : صائفة 1969.
تاريخ التسجيل الرسمي بدفاتر الحالة المدنية : 6 جوان 1981.
تاريخ الإعتراف بالحق في الوجود والعمل : 1 مارس 2011.
إسم الأب : الإسلام.
إسم الأم : الحرية.
إسم الأم المرضعة : ثورة 14 جانفي 2011.
مكان العمل : تونس.
المهنة : الدعوة إلى الإسلام منهاجا جامعا للتحرر والعدالة والحق في المقاومة.
الهدف : المساهمة في تحرير الإنسان تحريرا معنويا وتحريرا ماديا.
الوسيلة : البلاغ المبين والصبر الجميل.
المؤسسون : الشيخ محمد صالح النيفر والشيخ عبد القادر سلامة والشيخ راشد الغنوشي والشيخ عبد الفتاح مورو والقاضي المستشار صالح بن عبد الله.
الهوية : حركة إسلامية سياسية وسطية جامعة وديمقراطية تحديثية إصلاحية.
فصيلة الدم : إيجابي.
المذهب : كل إجتهاد يقبله الإسلام والعصر معا كائنا من كان صاحبه.
رأس المال : الإنسان من ذكر وأنثى.
الشريك : كل وطني مخلص لتونس وثوابتها العليا ( الإسلام والعروبة والجمهورية والديمقراطية والحريات والعدالة والحق في المقاومة والوحدة المتدرجة ).
الخصم : كل إستئصالي إنتقائي.
العدو : الظلم والإستبداد والفقر والجوع والمرض والجهل والتجزئة والتبعية والإحتلال.
الكسب : مساهمة معتبرة في إعادة الإعتبار للهوية العربية والإسلامية لتونس من جهة وللعمل السياسي الديمقراطي إنطلاقا من خلفية إسلامية وسطية معتدلة من جهة أخرى وحلقة من حلقات المقاومة المعاصرة ضد التبعية والتجزئية والإحتلال والقهر والنهب والسلب والفساد من جهة ثالثة وتنشئة جيل إسلامي تونسي يساهم في نهضة البلاد في كل الحقول من جهة رابعة وبناء مدرسة في الصبر والمصابرة والثبات على المنهاج السلمي الديمقراطي من جهة خامسة.
الأمل : تحقق مقاصد ثورة 14 جانفي في تونس وتحقق وحدة عربية وإسلامية متدرجة راشدة والمساهمة في إكتمال حلقات المقاومة الفلسطينية لتحرير فلسطين بما تتسع له تونس من مقاومة سلمية سياسيا وإقتصاديا وإجتماعيا وثقافيا.

هل كانت الحركة حاجة تونسية؟

للاجابة على هذا السؤال لا بد من مقاربة تجمع بين المعطيات التالية :
1 ما هي تونس؟
2 ما هي الحركة؟
3 هل حصل إندماج أم تنافر ونشوز؟

ما هي تونس؟

1 تونس هبة الزيتونة. توالت على الأرض التونسية ( إفريقية سابقا) دول كثيرة منها : الفينيقيون والبونيقيون والبربر والقرطاجنيون والرومان والوندال حتى تداركها الفتح الإسلامي في عهد الخليفة الراشد الثالث ذي النورين عثمان عليه الرضوان عام 29 هج إنطلاقا من مصر وفتحت قابس أولا ثم توالت حملات الفتح الإسلامي في العهد الأموي من معاوية وإبنه يزيد حتى عبد الملك إبن مروان وخامس الراشدين إبن عبد العزيز فكان الصحابي عقبة إبن نافع هو مؤسس القيروان عام 50 هج وكان حسان مؤسس الزيتونة عام 78 هج. إحتضنت تونس بذلك أول معلم إسلامي للعبادة والعلم والدعوة في الأرض كلها بعد الثلاث التي لا تشد الرحال إلا إليها أي : مكة المكرمة والمسجد النبوي والأقصى الشريف. قام عبد الله إبن الحبحاب بتوسيع الزيتونة عام 114 هج وأضاف إليها إبراهيم إبن الأغلب تحسينات ثم أتمها الحفصيون.
إزدهرت العلوم في الزيتونة و تلقى علي إبن زياد العلم عن الإمام مالك ثم أخذه عنه إمامان تونسيان كبيران هما عمدة الفقه المالكي : الإمام سحنون والإمام أسد إبن الفرات. ثم ظلت الزيتونة تثمر العلماء فكان محرز إبن خلف وأبو الحسن الشادلي وإبن رشيق القيرواني وإبن عرفة والمازري واللخمي وإبن خلدون ومحمد الخضر حسين ( الوحيد الذي تولى مشيخة الأزهر من غير المصريين بسبب نبوغه العلمي و حضوره الفقهي ) وإبن عاشور ومحمد صالح النيفر. كما أثمر ذلك مقاومة بأساليب شتى نبغ فيها المرحوم أبو القاسم الشابي أمير الشعراء بحق بشعره وفرحات حشاد بمقاومته للمحتل الفرنسي وعبد العزيز الثعالبي كذلك.
كانت الحضارة الإسلامية في تونس حافظة لقيم التنوع والتعدد إذ توالى عليها الأغالبة والعبيديون ( فاطميون أسسوا مدينة المهدية عام 303 هج) والصنهاجيون والموحدون والحفصيون حتى آذنت الحضارة بالتراجع والتقهقر فكانت الحملات الصليبية عام 668 هج وحاول العثمانيون تدارك الأمر وفعلا حرروا تونس من الإحتلال الأسباني 981هج غير أن ذلك كان متأخرا نسبيا في الزمن حيث أن الجرثومة الحضارية قضت على كثير من مقومات المناعة الداخلية فكان الغزو الثقافي الذي مهد للإحتلال العسكري 1881 ولم يكن يسع المقاومة سوى التصدي فكانت حركة الثعالبي ومن معه ( الحزب الحر الدستوري 1920) ثم كان الإشتباك مع المنهاج البورقيبي القائم على الجمع بين التحرير العسكري والولاء الثقافي لفرنسا ثم إلتحق المرحوم صالح بن يوسف بمعارضة ذلك المنهاج فكانت تصفيته جسديا في مدينة فرانكفورت الألمانية يوم 12 أوت 1961 على يد البشير زرق لعيون.


2 تونس قاعدة خلفية للفتح الإسلامي لأروبا. ما إن ثبت الإسلام أقدامه في تونس وإفريقية حتى إشرأبت أعناق الفاتحين إلى ما وراء المتوسط فكان نصيب موسى إبن نصير وطارق إبن زياد من الدعوة إلى الإسلام لتحرير البشرية من إصر الأباطرة هو مخر عباب البحر وفتحت الأندلس وعمر الإسلام هناك ثمانية قرون كاملات تعلمت فيها أروبا فنونا راقية في العمران والنظافة والحمامات وهندسة المدن وغير ذلك. ذلك فضل سيق لتونس وزيتونتها.

وبذلك كانت تونس بزيتونتها حافظا للهوية العربية الإسلامية على المستوى الإقليمي والإفريقي وليس على المستوى المحلي فحسب. بل كانت من بعد ذلك قاعدة إرتكاز لنشر قيم الحق والحرية والعدالة والكرامة والإلتقاء على كلمة سواء في ربوع أروبا مما يلي شمال الحوض المتوسط.

3 إعتلجت حلقات المقاومة ضد المحتل الفرنسي في أكثر من حقل من حقول المقاومة. فكان تأسيس الإتحاد العام التونسي للشغل في 20 جانفي 1946 على يد محمد علي الحامي وفرحات حشاد والحبيب عاشور عليهم رحمة الله جميعا.

4 فما إن إستقلت تونس حتى ألحقت بمن كان يحتلها. لمؤسس علم الإجتماع السياسي العلامة عبد الرحمان إبن خلدون ( وهو كذلك ثمرة من ثمرات الزيتونة التونسية ) قالة هي : المغلوب مولع أبدا بتقليد غالبه. قالة صحيحة ولم تشهد إلا إستثناء واحدا في التاريخ بمناسبة إحتلال التتار لعاصمة العباسيين بغداد إذ بعد قرنين فحسب إنقلب المحتلون إلى الإسلام دين المحتلين فكان الغالب أسيرا لثقافة المغلوب. كان مؤتمر قصر هلال في 2 مارس 1934 فاصلة تاريخية كبيرة جدا في التاريخ التونسي الحديث على نحو تمكنت فيه فرنسا من إختيار من يقاومها ويعارضها لضمان مصالحها الثقافية الكفيلة بعدم الجور على مصالحها الإقتصادية والسياسية. لما جمع بورقيبة أعيان تونس كان منهم الشيخ محمد صالح النيفر الذي عرض إختيار الإسلام سبيلا إلى النهضة وبناء الدولة فكان رد بورقيبة : لا أراهن على جواد خاسر. ثم كان إعلان الجمهورية في 25 جويلية 1959 وما إن إستتب الأمر لبورقيبة حتى أعلن حربا سافرة ضد الإسلام فكانت حملات شعواء ضد الزيتونة التي جعلت من تونس يوما مأوى علميا حصينا ومركزا للدعوة الإسلامية وتقدمت دبابات بورقيبة لتحصد كل ما يمت إلى الإسلام بصلة وجاء الدور على الأحباس التي حفظت للأمة كلها هويتها الإجتماعية ذات يوم بما عدلت من موازين العلاقة بين الدولة والمجتمع ثم جاء الدور على القضاء الشرعي ولم يفلت من الحملات رجال الإسلام من الزواتنة واليوسفيين حتى أعدم الشيخ الرحموني بتهمة مثبتة في تقرير ختم البحث إسمها : تفسير القرآن الكريم على غير ما فسره المجاهد الأكبر. بدأت حلقات المقاومة ضد الإلحاق التغريبي البورقيبي من لدن الشيخين محمد صالح النيفر و عبد القادر سلامة اللذين أسسا مجلة المعرفة في بداية الستينيات ولكن سرعان ما جمدها بورقيبة بسبب موقفها من دخول شهر رمضان ( الرؤية) وظلت كذلك عقدا كاملا من الزمن حتى عاد الشيخ النيفر من منفاه من الجزائر وعاود إصدارها في بداية السبعينيات وكانت حركة النهضة يومها تتلمس طريقها إلى الإصلاح وكانت المعرفة لسانها الأول ومنبرها الإعلامي. ( الجماعة الإسلامية يومها). وتواصلت هجمات بورقيبة ضد الإسلام مباشرة من خلال التهجم العلني ضد النبي محمد عليه الصلاة والسلام وضد فريضة الصيام وضد القرآن الكريم وعصا موسى عليه السلام وقيض الله سبحانه للحملات الجديدة فرسان مقاومة آخرين كان على رأسهم الشيخ المرحوم عبد الرحمان خليف الذي حكم عليه بالإعدام لأجل ذلك ثم خفف الحكم إلى الأشغال الشاقة المؤبدة ثم إلى سنوات في السجن ثم إلى الإقامة الجبرية والمنع من مزاولة التدريس بإثر تدخلات مشرقية. وعند ذلك الحد لم يسع بعض علماء الشرق إلا أن يصدروا تكفيرا كتابيا موثقا ودعوة إلى الإستتابة ضد بورقيبة وكان على رأس أولئك العلامة السعودي الشيخ إبن باز عليه رحمة الله سبحانه.

5 وتداعت أسباب أخرى لتنشأ الحركة ملبية نداء بلدها. تلك صورة عامة عن الوضع الثقافي في البلاد أي مشهد دبابات بورقيبة تدك قلاع الإسلام دكا عجيبا حتى قال الدكتور الهرماسي في صائفة عام 1969 على مدارج الجامعة التونسية أمام المثقفين : بلغت تونس شأوا قطعت فيه مع أي عودة محتملة للتدين. قال ذلك مغرورا وباثا الزهو به في صدور الساسة والمثقفين. ولم تشأ أقدار الرحمان سبحانه إلا أن تتأسس الحركة في العام ذاته بل في الصائفة ذاتها بعودة الشيخ راشد الغنوشي من باريس في زيارة عائلية إستعجالية ليلتقي بالشاب عبد الفتاح مورو في جامع الزيتونة في حلقة من حلقات الشيخ بن ميلاد عليه الرحمة وينطلق العمل على طريق جماعة الدعوة والتبليغ التي إنتمى إليها الغنوشي في باريس ثم في محاولة لتحديث جمعية المحافظة على القرآن الكريم لولا أن القائمين عليها تفطنوا لوجود شباب لا يتسع لهم التدين على الطريقة البورقيبية ولا حتى التقليدية. في أثناء ذلك كان أولئك الشباب ( الغنوشي ومورو وبن عبدالله ) ينظمون رحلة إلى الجزائر ويفيدون من تجربة المفكر مالك إبن نبي ( وريث المدرسة الخلدونية كما يسميه بعضهم) فضلا عن الإستماع إلى توجيهات الشيخين النيفر وسلامة. أما بقية المشايخ فلم يستجيبوا للدعوة الجديدة ممن عرض عليهم الأمر لحملها بل إن منهم من حذر من عواقب حملة بورقيبية جديدة تدك ما لم يقع دكه. وفي عام 1973 قرر الإخوة المؤسسون التفكير في منهاج دعوي جديد وذلك في إثر تعرض إجتماعهم في بعض مساجد سوسة إلى مداهمات بوليسية وفرض بطاقات إرشادات وتواضعوا على إنشاء نواة تنظيمية جديدة شبيهة ببعض التجارب المشرقية إصطفاء للشباب الذين يتلقون تربية إسلامية لإصلاح أنفسهم ومحاولة إصلاح بيئاتهم فنجحت التجربة الجديدة وكانت الجماعة الإسلامية في صائفة 1979 بمنوبة على موعد مع مؤتمرها التأسيسي الأول الذي إنتخب أميرا ونائب أمير ومجلس للشورى وقانون أساسي أهم ما فيه أن الجماعة تدعو إلى الإسلام بالمنهاج الإسلامي أي : الحكمة والموعظة الحسنة. وكانت وزارة الداخلية في عهد بورقيبة تبحث عن تلك الوثيقة بكل السبل لظنها أنها تحث على إحداث إنقلاب عسكري أو عصيان مدني. والحقيقة أن المعركة يومها كانت مع حملة الفكر الغربي من شيوعيون وملحدين وغيرهم. أما الإهتمام السياسي فلم يكن موضوع أبناء الحركة إلا النخبة منهم وبحدود محدودة.

وتداعت أسباب أخرى منها المحلي من مثل : فرض بورقيبة نفسه رئيسا مدى الحياة في مؤتمر صفاقس عام 1975 وكانت مناسبة لإنشقاق التيار الليبرالي بزعامة المناضل أحمد المستيري وحسيب بن عمار وغيرهما ممن تأسست على أيديهم من بعد ذلك الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان في 7 ماي 1977 وحركة الديمقراطيين الإشتراكيين التي فازت بإنتخابات خريف 1981 لولا التزييف الواسع ومنها التذبذب بين الخيارين الإشتراكي أو التعاضدي والرأسمالي ( أحمد بن صالح والهادي نويرة عليه الرحمة) ومنها الإقليمي والعربي من مثل : نكبة 1967 وتلتها خيانة 1973 وما حدث في المحاولة الوحدوية التونسية الليبية عام 1974 في جربة .. وأسباب أخرى يضيق عنها الذكر ساهمت جميعها متكافلة في نشوء الحركة بداية ثم في إنفلات جزئي من القبضة الحديدية البورقيبية بما ساهم في دعوة الحركة إلى الإعلان عن نفسها لأول مرة كيانا سياسيا. من ذلك مثلا : أحداث الخميس الأسود من جانفي عام 1978 ومحاولة القذافي الإنقلابية في قفصة عام 1979 وإنتصار الثورة الإيرانية في العام ذاته إلخ..

خلاصة أولى :

تلك هي تونس : بلد إحتضن حضارات كثيرة حتى تداركه الإسلام الذي عربه وهداه وبنى فيه أول معلم للعبادة والعلم والدعوة فكان حافظ هويته في إفريقيا ثم منطلق حملته نحو أروبا. ما إن إستقل ذلك البلد من الإحتلال الفرنسي حتى ألحق بفرنسا بطريق السلخ الموجع جدا. نشأت مقاومة ضد ذلك السلخ وكانت الحركة إحدى محطات تلك المقاومة عام 1969.

ما هي الحركة؟

1 لسنا حركة تيوقراطية منذ أول يوم. تقرأ في البيان التأسيسي المعد للندوة الصحفية بمناسبة إعلان 6 جوان 1981 ما يلي : „ على أن حركة الإتجاه الإسلامي لا تقدم نفسها ناطقا رسميا باسم الإسلام في تونس ولا تطمع يوما في أن ينسب هذا اللقب إليها. فهي مع إقرارها حق جميع التونسيين في التعامل الصادق المسؤول مع الدين ترى من حقها تبني تصور للإسلام يكون من الشمول بحيث يشكل الأرضية العقائدية التي منها تنبثق مختلف الرؤى الفكرية ..“.تلك هي الحركة منذ أول يوم. تقوم رؤيتها على أن الإسلام ملك مشاع بين كل التونسيين والتونسيات لا ينكر بعضهم على بعض تبني رؤية مناسبة إلا أن يكون حوارا هادئا تسلم فيه الأسلحة والأسنة إلى الحجج والبراهين وليس كما فعل بورقيبة الذي أعدم الشيخ الرحموني بتهمة تفسير القرآن الكريم على غير طريقته! من هم التيوقراطي إذن : بورقيبة أم الحركة؟ يجيبك المثل الفرنسي المعروف : حجة الأقوى هي دائما الأفضل.la raison du plus fort est toujours la meilleure

2 حركة تستلهم التاريخ التونسي منذ أول يوم كذلك. تقرأ في أول مهام الحركة في المؤتمر الصحفي المشار إليه آنفا : „ بعث الشخصية الإسلامية لتونس حتى تستعيد مهمتها كقاعدة كبرى للحضارة الإسلامية بإفريقيا ..“ أي بإعادة الإعتبار لجامع الزيتونة. أي أننا حركة تونسية قحة لحما ودما أي حركة وطنية لا تستنسخ التجارب حتى لو كانت ناجحة ولكنها تحاول بناء علاقة بين الواجب والممكن فوق أديم تونسي وطني قح بما يناسب الزمان والمكان والحال والعرف.

3 حركة تحديثية تجديدية إجتهادية منذ أول يوم كذلك. تقرأ في ثاني هدف : „ تجديد الفكر الإسلامي على ضوء أصول الإسلام الثابتة ومقتضيات الحياة المتطورة ..“. أي أنه لا قداسة عندنا سوى للوحي من قرآن وسنة وكل ما عداهما يطاله الإجتهاد والتجديد. لقد دعا الشيخ الغنوشي في عام 1980 في أثناء حوار مطول أدلى به لمجلة المجتمع الكويتية إلى صناعة قيادات نسوية إسلامية تعالج التطرف العالماني في تونس بما يناسبه من نظر وتفكير وحوار. لسنا عبيدا لسلف مهما تألق كسبه ولا عبيدا لخلف ( غربي ) مهما طال باعه في التحضر والترقي مع حفظ القدر والكرامة للسلف والخلف معا لا نغمط هذا حقه ولا ذاك. إنما يقودنا الإقتباس مع الإحتفاظ بحق التدين وفق ثقافتنا وهويتنا الثابتة الراسخة ورعاية للتطورات.

4 حركة تتعامل مع الواقع لتفيد من صالحه. أفادت الحركة من الحراك الفكري والنضالي اليساري في الجامعة التونسية كثيرا بمثل ما أفادت من الحراك اليساري الإسلامي الذي خرج بموجبه بعض الإخوة من الحركة من مثل الدكتور النيفر وصلاح الدين الجورشي. وبمثل ذلك أفادت الحركة من محاولة الإنقلاب البورقيبي ضد إتحاد الشغل ليترسخ إهتمامها بالعمل والعمال وحقوقهم وكانت ندوة شهيرة عام 1980 عرفت بندوة الزرارعية للملكية في الإسلام وكذلك أفادت الحركة من الثورة الإيرانية عام 1979 لتعمق إهتمامها بالوضع الدولي. وغير ذلك من الأحداث المحلية والدولية التي كانت مناسبة لترسيخ الإهتمام بهذا الجانب أو ذاك. لذلك وقع الإنفتاح على بعض التجارب الإسلامية في الإصلاح السياسي المعاصر من مثل التجربة السودانية والتجربة الإخوانية في مصر وغيرهما.

5 حركة لم تستخدم المساجد يوما للدعاية الحزبية. يظن بعض الناس أن للحركة موقفا جديدا في هذا الشأن قوامه أنها راجعت أمرها وخرجت على الناس بسياسة إسمها : عدم تسييس المساجد.ذلك وهم. لم تستخدم الحركة المساجد يوما للدعاية الحزبية. كل ما في الأمر هو أن الحركة نشأت في المساجد بسبب طابعها الإسلامي من جهة وبسبب إغلاق المنافذ التي يمكن أن تتواصل بها الحركة مع الناس من جهة ثانية. فكانت النتيجة هي أن رجال الحركة الذين يباشرون السياسة خارج المساجد كثيرا ما يكون بعضهم أو ربما جزء كبير منهم هم أئمة المساجد والناشطون فيها. على أن التمييز بين أمرين لا بد منه تعميقا للوعي وتصحيحا له : السياسة شأن من شؤون المسجد يأتيه الخطيب أو غيره دون ضير بل هو مطلوب لجماع الرسالة الإسلامية. إنما التحزيب للمساجد أي الدعوة صراحا أو إيماء إلى حزب ما .. ذلك هو الممنوع. ذلك هو الأمر الذي ظلت الدولة تستخدمه جهرا وعلانية وتكره الأئمة عليه وتقرب منهم وتستبعد بسببه فإذا حان زمان الهجوم ضد الحركة كانت التهمة جاهزة : تسييس المساجد. الدولة تحزب المساجد لفائدة الحزب الحاكم وتتهم الحركة بتسييسها. تلك هي الحقيقة التاريخية وعندما تجدد الحركة اليوم الدعوة إلى ذلك فإنما تصحح أمرا ضل به بعض الناس وليست تؤسس لأمر جديد أو تجبر صنيعا كانت تأتيه.

6 التعددية حق والجماهير هي المحدد لشروط ممارسته. ذلك عنوان بيان أمضاه الشيخان الغنوشي ومورو يوم 17 أفريل 1981. كان ذلك بمناسبة خطاب بورقيبة الذي إعترف فيه لأول مرة في حياته بحق التعدد. إعترف بذلك على الملإ فلما أعلنت الحركة عن نفسها بعد ذلك بأسابيع قليلة جابهها بالزج في السجون والمنافي والتعذيب البدني والطرد من الشغل. قال الشيخ الغنوشي عام 1980 في حوار شهير معروف : نحترم إرادة الشعب لو إختار الحزب الشيوعي ولكننا نعمل من بعد ذلك على تغيير موازين القوى بالوسائل السلمية. كان ذلك يومها ثورة في دنيا الإسلاميين شرقا وغربا. لم يقدر الناس ذلك يومها لا من هؤلاء ومن أولئك حتى فاء كثير منهم إليه. ظلت الحركة تعمل بالتكافل والإشتراك مع كل العائلات الفكرية والسياسية التونسية جنبا إلى جنب. لم يكن ذلك في مناسبة أو مناسبتين بل على إمتداد ثلاثة عقود كاملة.

7 الإعتراف بالقانون وطلب التأشيرة. لم يحدث قبل 6 جوان 1981 أن قدم حزب إسلامي مطلب تأشيرة لوزارة الداخلية في بلاده. لم يحدث ذلك قطعا إلا في تونس. تطور نوعي من وزن ثقيل جدا ولكنه تطور لم يلتقطه الناس فضاعت فرص كثيرة وكبيرة. لم يكن ذلك فلتة من فلتات الحركة بل ظلت متشبثة بالعمل تحت طائلة القانون وظلت تجهز الملفات وتقدمها في كل مناسبة إلى وزارة الداخلية. ( ما سمي بمكتب حمادي عام 1983 في شهر جانفي مثلا ولما تحول إسمها إلى النهضة عام 1989 وغير ذلك ).

8 أولوية الحريات والعدالة على الشريعة. تلك قالة صاغتها الحركة قبل ثلاثة عقود كاملات. حفل بها الناس أخيرا لما وقع إحياؤها من لدن بعض رموز العلم والدعوة في العالم الإسلامي. حفلوا بها على أساس أنه تطور جديد جدير بالإحتفاء. لم تطالب الحركة يوما بتطبيق الشريعة الإسلامية ليس تنكرا للشريعة ولا قصرا للإسلام الجامع على الحياة الروحية ولكن لأن الحركة تؤمن أن الإسلام لا يغدق عطاءه إلا في مناخات الحرية وأجواء العدل والكرامة. تأكيد الحركة أن رسالتها الأولى والأخيرة هي الحرية لكل الناس ليس مناورة سياسية أو تلاعبا بالألفاظ ولكن معنى ذلك هو أن الحرية هي صانعة العجائب في كل العلاقات : علاقة المرء بربه وعلاقة المرء بنفسه وعلاقة المرء بالإنسان وبالدولة والمجتمع في كل حقول الحياة. أمر الإسلام وتطبيقه هو أمر شعبي يهم الإنسان والمجتمع ولا مجال لفرضه ولو بآلة الدولة. لا قيمة لتدين لا يكون فيه المرء حرا. إذا تفيأ الناس ظلال الحرية الوارفة والعدالة إكتملت الرسالة. عندها تكون كل صنوف الإكراه قد بانت وعندها يتبين لكل ذي عينين رشد الأمر من غيه. أما قبل الحرية والعدالة فلا. حرية الإنسان كل إنسان من ذكر وأنثى هي قبل كل شيء وهي المقدمة التي لا يتجاوزها مصلح.

9 ممارسة العنف بإسم الجهاد ضلال مبين. هو كذلك موقف من المواقف التاريخية القديمة للحركة. ( أنظر الحوار الذي أجرته مجلة المجتمع مع الشيخ الغنوشي عام 1980). العنف مرفوض أبدا ودوما مهما كانت الظروف. الجهاد حق ولكنه مقيد بقوله “ وجاهدوا في الله حق جهاده “ وكذلك بقوله “ وجاهدهم به جهادا كبيرا “. الجهاد حق كل مستضعف مقهور مظلوم ولكنه لا يكون خارج الأرض المحتلة عسكريا إلا بالوسائل المدنية ( به : أي بالقرآن الكريم). الجهاد بالقرآن الكريم يعني بالأفكار التي حملها عن الموت والحياة والدين والألوهية والبعث وغير ذلك مما ورد فيه. الجهاد بالقرآن الكريم هو الجهاد السلمي المدني أي الفكري الثقافي. إذا كان المجاهد مؤمنا فإن ضابطا آخر ينضاف وهو ضابط “ في الله” أي إخلاصا له وحده سبحانه. ليس إعلاء لعصبية ولكن لكلمة الإسلام. فما هو حق الجهاد؟ حق الجهاد حقان : أن يكون من أهله ( المؤهلون له ) وأن يكون في محله ( مناسبة لمحله وجهادا بالقلم للمعتدي بالقلم وباللسان للمعتدي باللسان وسياسة للمعتدي بالسياسة إلخ .. وبالسنان للمعتدي بالسنان كما هو الحال في فلسطين المحتلة). قالت ذلك الحركة قبل ثلاثة عقود كاملة. قالت ذلك قبل خروج تنظيمات إسلامية وغير إسلامية تخلط أمر الجهاد بالعنف خلطا مريعا. قالت ذلك قبل كارثة سبتمبر 2001. قالت ذلك وإلتزمت به رغم كثرة الدواعي للدفاع عن النفس في الحد الأدنى.إنما كان الدفاع عن النفس بمنهاج إسمه : الصبر الجميل.

10 العلنية خيار الحركة كلما واتت المناسبة. الحركة من أولى الحركات السياسية التونسية التي أعلنت عن نفسها وكان ذلك في 6 جوان 1981. كلفها ذلك الإعلان سنوات من السجن والتشريد والطرد من العمل. ثم ما لبثت الحركة أن أعلنت عن مؤسساتها وقياداتها ومكاتبها في مناسبات كثيرة. أعلنت عن بعض الناطقين الإعلاميين لما كانت القيادة التاريخية في السجن ومنهم الأخ نجيب الخذيري ومنهم الشيخ عبد الوهاب الكافي وغيرهما. كما أعلنت قبل ذلك كله عن قيادتها لما ظل الشيخان الغنوشي ومورو يوقعان البيانات السياسية قبل حتى الإعلان عنها أصلا. ومناسبات أخرى كثيرة منها الإعلان عما سمي يومها مكتب حمادي أي في جانفي 1983 كما أعلنت عن كل مكاتبها الجهوية والمحلية في عام 1991. العلنية خيار إستراتيجي في الحركة.

خلاصة ثانية.

تلك هي الحركة. هويتها ومواقفها مثبتة في وثائقها لمن لا يعرفها. أما لمن يعرفها فله أن يحاكمها إلى تراثها على إمتداد ثلاثة عقود كاملات بل أزيد من ذلك أي أربعة عقود كاملات أي من صائفة 1969 حتى اليوم. حركة إسلامية ( إختارت الإتجاه الوسطي المعتدل من التجارب الإسلامية) سياسية ( لا علاقة لها بالتيوقراطية من جهة ولا تضفي على الممارسة السياسية وشؤون الدولة قداسة الدين والإسلام بل تعد ذلك إجتهادا بشريا سواء صدر منها أو من غيرها من جهة أخرى وتحتفظ بحقها في العمل السياسي على قاعدة خلفيتها الثقافية الإسلامية ومعرضة نفسها للمساءلة والمحاسبة والنقد والتقويم على أساس الإجتهاد وحرية الرأي من جهة ثالثة) ديمقراطية إصلاحية ( تؤمن بالتدرج في الإصلاح والتغيير كما وكيفا بين الحقول والأجيال وما تسمح به الإمكانات ) تجديدية تحديثية ( لا تطأ المنطقة المحرمة على الإجتهاد أي المعلوم من الدين بالضرورة أو ما سماه أهله : القطعي ورودا ودلالة وهو لا يشكل سوى ربع الإسلام ولكن تطأ بإجتهادها وإجتهاد غيرها ثلاثة أرباع أخرى وهي : القطعي ورودا الظني دلالة والظني ورودا القطعي دلالة والظني ورودا ودلالة معا). وقد ظهر ذلك منها في موقفها من المرأة والديمقراطية والحداثة والحريات والغرب والعالمانية والسلفية والدولة وغير ذلك مما يضيق عنه الذكر هنا.

هل حصل بين الحركة وتونس تنافر ونشوز أم حصل إندماج؟

بعدما عرفنا تونس وعرفنا الحركة نأتي إلى السؤال الذي بواسطته يمكن أن نجيب عن السؤال الأكبر المقصود وهو : هل كانت الحركة حاجة تونسية؟ السؤال الوسيط هو : هل حصل بين الحركة والمجتمع التونسي نشوز أم إندماج؟

1 إستطاعت الحركة أن تستقطب إليها من الشباب المثقف خاصة آلافا مؤلفة في غضون سنوات طويلة رغم أجواء القمع ومناخات التخويف والإرهاب. تمثل ذلك فيما لم تكن تخطئه عين رقيب منصف. تمثل ذلك في إنخراط الشباب التلمذي سيما في عقد الثمانينيات في الحركة إنتماء وتعاطفا وبمثله بل بأكثر منه الشباب الطلابي الذي بنى صرحا نقابيا عتيدا هو الإتحاد العام التونسي للطلبة عام 1986. لم يضن اليسار الطلابي في الجامعة التونسية عام 1982 على الإسلاميين الذين بدؤوا يكتسحون المقاعد الأمامية بحملات عنف وإرهاب.

2 ساهمت الحركة في إنتفاضة أواخر ديسمبر 1983 ( ثورة الخبز الأولى) مساهمات معتبرة وكان نصيب مناضليها السجون بإثر ذلك.

3 تضاعف عدد المنتمين إلى الحركة في الفترة التي سجنت فيها قيادة الحركة ( 1981 1984) أضعافا كثيرة. أما الحضور الإسلامي في المساجد وخارجها بمناسبة أعمال الحركة فلم تكن تخطئه عين رقيب منصف وهو ما عجل بالضربات البوليسية الوحشية في العهدين : بورقيبة وبن علي.

4 جندت الحركة بمناسبة إعتقال قيادتها عام 1987 عشرات الآلاف من أبنائها للتظاهر في الشارع : مظاهرة أبريل 1987 ثم مظاهرة أوت من العام نفسه.

5 تضاعف عدد المختمرات من النساء في زمن يعسر جدا أن تختمر فيه فتاة ( سيما من التلميذات أو الطالبات أو العاملات والمثقفات بصفة عامة) دون أن تكون لها بحركة النهضة صلة تنظيمية.

6 عدد القيادات دون غيرهم في كل محنة ( 1981 و 1983 و 1984 و1987 و1991 ) يكون بالعشرات والمئات بما يشي بأن عدد الآخرين أضعاف ذلك.

7 فوز الحركة من خلال القوائم المستقلة التي دعمتها في إنتخابات 2 أبريل 1989 بالخمس كاملا من أصوات الناخبين بحسب تصريحات الحكومة بعد إجراء ما يلزم إجراؤه من ضروب تزييف واسعة قبل الإنتخابات وفي أثنائها وبعدها. أما النسبة الحقيقية فهي لا تقل عن ثلثي الناخبين. ليس كل أولئك من المنتمين للحركة ولكنهم من المتعاطفين مع خيارها.

8 عدد المعتقلين في محنة 1990 2011 جاوز عشرة آلاف معتقل. وكان عدد الفارين بالآلاف كذلك. أما عدد من طالته المحنة بأي صورة فإن التقديرات تقول أنهم لا يقلون عن ثلاثين ألف.

خلاصة ثالثة.

تجاوب المجتمع التونسي في أغلبه مع الحركة ومنحها ثقته وبرز ذلك خاصة في المناسبات الإنتخابية في النقابات والجامعة والمعاهد فضلا عن الإنتخابات العامة كما رضي أغلب أبناء المجتمع التونسي بإمامة أبناء الحركة له في المساجد وخارجها. تلك حقيقة تاريخية لا ينكرها غير جاحد. هل كان ذلك نقمة على الحركة أم نعمة لها. ذلك سؤال في غير هذا الموضع.
الحديث دوما عن الأغلبية العامة. أما التزكية الكاملة الجامعة فلم يفز بها حتى الأنبياء المؤيدون بالوحي الكريم. ذلك مظهر من مظاهر تكريم الإسلام للبشر. أحرار في مواقفهم.

الخلاصة الرابعة.

كانت الحركة إذن حاجة تونسية. حاجة لبى بها المجتمع شوقه إلى تجديد إلتحامه بهويته الوطنية من عروبة وإسلام وحاجة لبى بها شوقه إلى طرف يقوم بدوره المطلوب على درب إستعادة المجتمع لعافيته ووزنه أمام دولة متغولة متغلبة قاهرة لإسترجاع حقه أو بعض حقه في العدالة والحرية والحق في المقاومة وتجسيم عمقه العربي والإسلامي. لو لم تكن الحركة حاجة تونسية للفظها المجتمع وتخلص منها كما يتخلص الكائن من الزوائد الدودية العالقة به.

أهم المراحل التاريخية التي مرت بها الحركة.

1 مرحلة الميلاد والبحث عن سبيل للعمل.

إمتدت تلك المرحلة من 1969 حتى 1973. ظلت الحركة على إمتداد هذه المرحلة تبحث عن سبيل لتحقيق ذاتها وإنفاذ عملها ومباشرة خطتها. تعلقت بإستراتيجية جماعة الدعوة والتبليغ بادئ ذي بدء حتى جاء عام 1973 فأنهاها كما مر بنا وكانت قبل ذلك قد تعلقت بالإصلاح من خلال جمعية المحافظة على القرآن الكريم حتى تم طرد المجموعة منها وفي أثناء ذلك ظلت تفيد من تجربة المصلح الجزائري الكبير مالك بن نبي وتعرض الدعوة على بعض المشايخ ليقوموا بها منهم الشيخ كمال التارزي وإبن عاشور وغيرهما عليهم جميعا رحمة الله سبحانه.

2 مرحلة الإستواء على إستراتيجية محددة في النشاط والتأثير.

إمتدت هذه المرحلة من 1973 حتى 1979. إهتدت الحركة إلى خطة شبيهة بالخطة الإخوانية في مصر أي عملا دعويا إصطفائيا أو يجمع بين الإصطفائية والإنفتاح بالأحرى يستند إلى خلاصة فكرية قوامها أن الإسلام في تونس يكاد يكون محصورا في الشأن الفردي والعائلي من جهة وفي فئة الكهول والمسنين من جهة أخرى وفي الطبقة التي لم تتلق تعليما جامعيا أو عاليا من جهة ثالثة وإلى تنظيم سري أو تغلب عليه السرية بعد حادثة سوسة 1973 . إستراتيجية إصلاحية تقوم على إصطفاء الشباب لتربيتهم وتزكيتهم وتوعيتهم توعية عقائدية وأخلاقية وفكرية أو يغلب عليها ذاك. حتى جاء موعد تنظيم ذلك وترتيبه في مؤتمر منوبة في صائفة 1979 حيث إتخذ العمل الإسلامي صورته التنظيمية الأخيرة.

3 مرحلة البروز السياسي والإعلامي والإنفتاح على الواقع والمحيط.

إمتدت هذه المرحلة من 1979 حتى 1989. بدأت الحركة في صياغة بيانات سياسية بتوقيع الشيخين الغنوشي ومورو بدء من عام 1979 أي بيانات إعلامية سياسية تنشر في بعض المنابر الإعلامية من مثل الرأي. حتى جاءت مداهمة البوليس في 5 ديسمبر 1980 لتكشف تنظيم الحركة كشفا شبه كامل وهو ما إضطر بورقيبة ليسمح بالعمل الحزبي السياسي لأول مرة في حياته وكان داعيا إلى الحركة لأن تعلن عن نفسها بعدما أسفر إستبيان داخلي للرأي عن نتيجة تدعو إلى الإعلان بنسبة فاقت الثلثين بل ربما ثلاثة أرباع وذلك عام 1980. كان إستبيانا داخليا موسعا جدا وكان يقوم على الرأي والرأي الآخر. إنعقد أول مؤتمر إستثنائي في تاريخ الحركة في ربيع 1981 ورتب للإعلان يوم 6 جوان 1981 عن حزب سياسي إسلامي إسمه حركة الإتجاه الإسلامي. كان حدثا عربيا وإسلاميا بأتم معنى الكلمة. ومما زاد من أصدائه مقابلة بورقيبة له بالزج في السجون. كان تحولا في الحركة عد ربما حتى اليوم هو الأغزر نوعا في تاريخ الحركة. كان تحولا كبيرا جدا وبقيت أصداؤه من بعد ذلك في مختلف التقويمات الداخلية للحركة : هل هو تحول تكتيكي أم تحول إستراتيجي. هي مرحلة شهدت تضاعف عدد المنتمين للحركة في المعاهد والجامعة والمعامل وقطاعات واسعة مؤثرة في المجتمع من مثل المحامين والأساتذة والأطباء والمهندسين وغيرهم فضلا عن النساء. مرحلة شهدت محنا كبيرة وطويلة ولكنها محن لم تزد الحركة غير قوة وصلابة. مرحلة تطورت فيها الآلة التنظيمية الداخلية للحركة حتى أصبحت مزودة بما يشبه الدفاعية الذاتية الواقية ضد الضربات البوليسية مهما كانت جائرة. توسع التنظيم الداخلي في هذه المرحلة وتعقدت مهامه. مرحلة شهدت خصوبة فكرية ثرية جدا كان مشروع الأولويات في الحركة هو رائد تلك الخصوبة ومولد طاقاتها. هي مرحلة تميزت في العموم بالتوازن بين حاجات الداخل التنظيمي للحركة وحاجات الواقع المحيط سياسيا وإعلاميا وإجتماعيا.
هي بإختصار شديد : العصر الذهبي للحركة.

4 مرحلة الإقتراب من السلطة وعدم الإستقرار.

إمتدت هذه المرحلة من عام 1989 حتى 1991. مرحلة قصيرة جدا ولكنها غنية بالأحداث والدلالات كثيرا. إقتربت الحركة من تسلم السلطة لو جرت إنتخابات 2 أبريل 1989 دون تزييف بل حتى لو كان ذلك التزييف محدودا نسبيا ليسمح للحركة بالمشاركة في السلطة. كانت علاقة الحركة بالسلطة في عام 1987 علاقة عاصفة ملؤها المواجهات حتى أفضى الأمر إلى إنقلاب بن علي ضد بورقيبة في 7 نوفمبر 1987. كانت سنوات 1988 و1989 شبيهة في ظاهرها بشهر العسل ولكن باطنها يخفي حركة إستئصال غير مسبوقة. إستئصال لم يكن موجها ضد الحركة حزبا سياسيا فحسب ولكن ضد منابتها ومنابعها ومن ذا جاءت خطة تجفيف المنابع الشهيرة ( خطة ماسونية أمريكية تستهدف تجفيف منابع الإسلام التي يعتقد أنها تغذي الحركات الإسلامية السياسية ). إستئصال شاركت فيه فلول يسارية كثيرة في تونس منهم محمد الشرفي وزير بن علي في حقل التربية والتعليم بل تورط فيه رجل كان من مؤسسي الحركة قبل إلتحاقه باليسار الإسلامي وهو الدكتور إحميده النيفر. مرحلة حاولت الحركة فيها المرور بنفسها بسلام في إثر ما سمي بالمجموعة الأمنية ( الموقف من مجلة الأحوال الشخصية في جويلية 1988 والمشاركة في التوقيع على الميثاق الوطني عن طريق نور الدين البحيري عام 1989) ولكن بحلول تاريخ 7 نوفمبر 1987 كان الوقت قد فات سوى أن السلطة الجديدة ترتب أوضاعها الداخلية والخارجية لقيادة أعتى حملة إستئصالية ضد الإسلام وضد حركة سياسية في التاريخ العربي المعاصر دون ريب ولا منازع. ساعدت على ذلك ظروف دولية معروفة منها سقوط الدب الروسي عام 1989 على يد قورباتشوف وحركة القلاسنوست والبروسترويكا ومنها الضغوط العربية والدولية لتدجين القضية الفلسطينية في إسطبلات مدريد عام 1991 ثم في أوسلو عام 1993 ووادي عربة عام 1994 إستئنافا لفضيحة إسطبل داود عام 1978 بين مصر وإسرائيل وفي أثناء ذلك إشتعلت حرب البلقان في البوسنة والهرسك لتصفية الوجود الإسلامي الإجتماعي الذي تخلت عنه الشيوعية الحمراء لصالح عالم أحادي القطبية أي الولايات المتحدة الأمريكية أي عام 1995 وما تلاها وهاهم اليوم مجرمو المقابر الجماعية هناك يحاكمون في لاهاي. مرحلة فقدت فيها الحركة إستقرارها الداخلي والتنظيمي بدرجات كبيرة بل كادت تضطرب فيها بعض الموجهات الإستراتيجية في منهاجها الإصلاحي المعروف.

5 مرحلة الإستئصال العظمى في تاريخ الحركة والبلاد.

إمتدت هذه المرحلة من 1991 حتى 14 جانفي 2011 أي إنبلاج فجر الثورة التونسية. هي مرحلة طويلة نسبية ولكن يمكن تقسيمها إلى مرحلتين كبريين : مرحلة بلوغ خطط الإستئصال أقصى درجاتها حيث تمحضت الدولة التونسية بأسرها وبكل مؤسساتها لإقتلاع الحركة بالكلية ليس حزبا سياسيا فحسب ولكن تجفيفا لمنابعها ومنابتها التي تغذيها. إمتد ذلك من 1991 حتى 1997 بوتيرة متصاعدة ووحشية وغير إعتيادية في التاريخ العربي المعاصر. لم يحدث مثل ذلك لا في العراق ولا في سوريا ولا في مصر أيام محاولة القضاء على حركة الإخوان المسلمين. ومرحلة ثانية هي مرحلة فتور القبضة الأمنية البوليسية بسبب عوامل داخلية وخارجية كثيرة منها : صمود الإخوة المساجين وتأبي المسرحين منهم عن الإندماج في هوى الدولة وثبات أولئك الذين لم تطلهم يد الغدر البوليسية ومنها كذلك : صمود المهجرين وأخذهم بجد وقوة ملف إعادة الإعتبار للمنهاج الوسطي السلمي الديمقراطي للحركة وتحقيق نجاحات معتبرة في ذلك فضلا عن ملف الإغاثة الإجتماعية الذي ساهم في جبر بعض الأضرار رغم محدوديته الكبيرة ومنها تبدل الواقع من حولنا سيما ببروز الفضائيات والفضاء الإلكتروني وإندياح سلطان الإعلام والكلمة بصفة عامة إندياحا لم تشهده البشرية من قبل. إمتدت هذه المرحلة من 1997 حتى 2001 حيث يمكن القول أننا دخلنا مرحلة ثالثة وهي مرحلة الحرب الدولية ضد الإسلام رأسا من لدن الولايات المتحدة الأمريكية في إثر كارثة سبتمبر في الحادي عشر منه. هي مرحلة لم تحدث تغييرات كبيرة جدا وجوهرية في تونس بسبب أنها وقعت في زمن إرتخت فيه القبضة الأمنية التونسية لعوامل داخلية وخارجية. وبذلك يمكن القول أن المرحلة الثانية هي من 1997 حتى 2005 حيث إستمر الضغط والقهر ولكن بوتيرة أخف نسبيا. في 2005 إحتضنت تونس مؤتمرا دوليا للإعلامية فكان مناسبة لتحول سياسي معتبر في تونس في إثر إعتصام وإضراب جوع طويل نسبيا خاضته مجموعة من قيادات العمل الحزبي والحقوقي في تونس وكانت الحركة مساهما معتبرا في ذلك. شكل ذلك حرجا كبيرا وبالغا للحكومة التونسية سيما أنها دعت رسميا الهالك شارون لزيارة تونس في ذلك الوقت بالذات لمشاركته في ذلك المؤتمر. تشكل لأول مرة تقريبا تحالف إسلامي يساري معارض بشكل جاد وقوي. كما ساهم خروج المساجين على دفعات وخاصة خروج القيادات في أثناء تلك السنوات عاملا آخر من عوامل الإنفراج النسبي المفروض ضد الدولة بالصبر والمصابرة والمغالبة الصامتة. ظهرت فضائح الفساد و النهب والسلب لأول مرة في العلن من خلال كتب منشورة وتداولت وسائل الإعلام الفضائية والإلكترونية ذلك ثم جاءت مرحلة الفايس بوك الذي تزايد الإهتمام به ليكون متنفسا غير خاضع لأي رقابة حكومية. ظهر الفساد ظهورا كبيرا بما جرأ الناس على رموز السلطة في المقاهي والشارع وظهرت تململات كثيرة توجت بإنتفاضة الرديف عام 2008 ثم عاجلت الحكومة إنتفاضة أخرى أقل حدة عرفت بإنتفاضة بنقردان عام 2010 وكانت السلطة قبل ذلك بسنوات قليلات أي 2006 قد ألقت القبض على مجموعات كبيرة ممن أسمتهم سلفيين في ضاحية سليمان بالعاصمة وأشبعتهم تعذيبا وسجنا تسويقا لبضاعتها ( أي بزنس الإرهاب والتطرف ) إستدرارا للعطف الدولي وللمال الدولي.

تلك هي أهم المراحل التاريخية التي مرت بها الحركة.

محطات ومؤتمرات ومواقف وقيادات.

عقدت الحركة ثماني مؤتمرات.

1 المؤتمر التأسيسي الأول في ضاحية منوبة في صائفة 1979. أفرز قانونا أساسيا لحمته وسداه : الدعوة إلى الإلتزام بالإسلام بالمنهاج الإسلامي أي : الحكمة والموعظة الحسنة. كما أفرزت الإنتخابات الشيخ الغنوشي أميرا للجماعة الإسلامية وتواضع المؤتمرون على مكتب تنفيذي ومجلس للشورى ثم وقع تعيين عمال المناطق.

2 المؤتمر الإستثنائي الأول في تونس في ربيع 1981. تجاوبا مع أمرين : أولهما إنكشاف تنظيم الحركة في 5 ديسمبر 1980 وثانيهما خطاب بورقيبة عن السماح لأحزاب سياسية بالتشكل والعمل في أبريل 1981. صادق المؤتمر على تغيير الإسم من الجماعة الإسلامية إلى حركة الإتجاه الإسلامي وهو الإسم الذي إختارته الصحافة المكتوبة في تلك الأيام للحركة كما صادق على الإعلان وحدد موعده ليوم 6 جوان 1981 وتقديم مطلب تأشيرة.

3 المؤتمر الإنتخابي العادي في تونس في صائفة 1984. صادق على ما تجهز من التقويمات التي بدأتها الحركة في إثر إعتماد مشروع الأولويات وأضفى على القيادة صفة الشرعية بسبب أن القيادة التي تولت الأمر في إثر إعتقالات ومحاكمات 1981 لم تكن منتخبة من صف الحركة ولكن من مجلس الشورى فحسب. إنتخب المؤتمر الشيخ الغنوشي رئيسا للحركة. كانت الحركة تقاد من أمينها العام في ذلك الوقت المهندس حمادي الجبالي وقبل ذلك تولى الأخ الفاضل البلدي المسؤولية.

4 المؤتمر العادي المضموني في تونس في ديسمبر 1986. هو أول مؤتمر مضموني للحركة. صادق على ورقات مهمة من مثل : حصائل التقويم و الإستراتيجية المؤقتة والرؤية الفكرية والمنهج الأصولي وورقة أخرى في السياسة التنظيمية للحركة. كما أعاد إنتخاب الشيخ الغنوشي رئيسا للحركة.

5 مؤتمر ربيع 1988. مؤتمر يغلب عليه الطابع الإنتخابي لإضفاء الشرعية القانونية على القيادة بسبب مخلفات الإعتقال والمحاكمات. عقد المؤتمر وقيادة الحركة المحاكمة أمام محكمة أمن الدولة لازالت في السجن وإنتخب الدكتور الصادق شورو رئيسا للحركة.وكان ذلك آخر مؤتمر في البلاد بسبب الحملة الإستئصالية غير المسبوقة التي ستجد بعد ذلك بسنتين فحسب.

6 مؤتمر مضموني إنتخابي موسع في المهجر لأول مرة في ربيع 1995. أعاد إنتخاب الشيخ الغنوشي رئيسا للحركة من جهة وثبت الطبيعة السلمية الديمقراطية للحركة وأسس لمؤسسات في المهجر تتولى الأمر حتى عودة الحركة إلى البلاد وبادر إلى العمل على إطفاء الحريق المشتعل في البلاد إغاثيا وإنسانيا وحقوقيا وإعلاميا قدر الإمكان للتخفيف من آثار القصف سيما أن المناخات الحقوقية والإعلامية في الخارج سانحة نسبيا. كان موسعا بطبيعة الحال بسبب الحريات المتاحة في المهجر قياسا مع البلاد العربية وخاصة تونس. هو أول مؤتمر في المهجر.

7 مؤتمر 2001. جد قبل كارثة سبتمبر بقليل. أعاد إنتخاب الشيخ الغنوشي رئيسا للحركة.

8 مؤتمر 2007. هو آخر مؤتمر في المهجر وهو المؤتمر الثامن في تاريخ الحركة. أعاد إنتخاب الشيخ الغنوشي رئيسا للحركة.

قيادات تولت المسؤولية في الحركة.

قيادات الحركة لا يكاد يحصون لكثرتهم. هناك قيادات تنظيمية داخلية وهناك قيادات فكرية وهناك قيادات سياسية. منهم نخب وطنية أو دولية وعربية معروفة ومنهم غير ذلك. كل من تحمل مسؤولية مركزية في الحركة هو قيادي ( رئيس حركة أو عضو مكتب تنفيذي أو عضو مجلس شورى أو عامل منطقة ).
رؤساء الحركة أو من قاموا بذلك في مناسبات إستثنائية محدودة.
1 الشيخ راشد الغنوشي.
2 المهندس حمادي الجبالي.
3 الأخ الفاضل البلدي.
4 الدكتور عبد الرؤوف بولعابي.
5 الأخ محمد القلوي.
6 الأخ محمد العكروت.
7 الأخ وليد البناني.
8 الأخ جمال الطاهر.
9 الشيخ الحبيب اللوز.
10 الدكتور الصادق شورو.
11 المهندس محمد بن سالم.

وثائق وكتابات ومنابر ومنشورات.

1 أهم الوثائق التي توضح هوية الحركة ومواقفها.

أ القانون الأساسي.
ب البيان التأسيسي ليوم 6 جوان 1981.
ج الرؤية الفكرية والمنهج الأصولي.
د وثيقة بعنوان : دروس الماضي وإشكالات الحاضر وتطلعات المستقبل بمناسبة الذكرى الخامسة عشر لتأسيس الحركة. ( وثيقة صدرت بالمهجر وتحوي حوالي 50 صفحة). 6 جوان 1996.
ه وقائع الندوة الصحفية ليوم 6 جوان 1981.( كتاب بعنوان : حقائق حول حركة الإتجاه الإسلامي يتضمن مجموعة من البيانات والمواقف وتطور الأحداث حتى 1982).
و كتاب بعنوان : بورقيبة والإتجاه الإسلامي : من يحاكم من. وليد المنصوري.

ز كتاب حقائق حول حركة الإتجاه الإسلامي بمناسبة الذكرى الثانية لتأسيسها. جوان 1982.
ح الحركة الإسلامية ومسألة التغيير. المركز المغاربي للبحوث والترجمة.2000.

2 أهم المنابر الإعلامية التي إعتمدتها الحركة.

أ مجلة المعرفة.
ب مجلة المجتمع.
ج جريدة الحبيب.
د جريدة الفجر.

ه جريدة المتوسط. تجربة مهجرية.

و نشرية تونس الشهيدة. تجربة مهجرية.
ز نشرية صوت تونس. تجربة مهجرية.
ح فضائية الزيتونة. تجربة مهجرية.


فضلا عن حضور الحركة في عدد من وسائل الإعلام التونسية منها على سبيل الذكر جريدة الرأي التي كانت متنفسا للمعارضة التونسية ومجلة حقائق والمغرب العربي وغيرها وكذلك عدد من الفضائيات المعروفة.

3 كتب تقويمية للحركة أو بعض ما كتب عنها.

1 كتاب من تجربة الحركة الإسلامية من إصدار المركز المغاربي للبحوث والترجمة.2001
2 مأساة مساجين الرأي في تونس من إصدار لجنة الدفاع عن المساجين السياسيين بتونس.2002.
3 كتاب من الفكر الإسلامي بتونس من إصدار دار القلم للنشر والتوزيع بالكويت.( سلسلة إصدارات بدء من عام 1992).
4 رسالة دكتوراه للدكتور عزام التميمي عن الفكر السياسي عند الغنوشي.
5 كتاب مواطنون تحت الحصار ( المراقبة الإدارية في تونس) من إصدار الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين في تونس تونس مارس 2010.

رجال دافعوا عن الحركة وشهداء.

رجال دافعوا عن الحركة.

الذين دافعوا عن الحركة لا يكاد يحصون داخل تونس وخارجها ولكن نكتفي بذكر بعضهم ومنهم : المرحوم حسيب بن عمار وعميد المحامين الأسبق المرحوم محمد شقرون والمناضل أحمد المستيري والدكتور المنصف المرزوقي.

شهداء الحركة.

شهداء الحركة ناهزوا الخمسين بحسب إحصائيات أغلب المنظمات الحقوقية المحلية والدولية من مثل الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان و منظمة العفو الدولية وغيرهما. لا يتسع المقام لذكرهم جميعا وها هي عينة منهم عليهم جميعا رحمة الله سبحانه :

1 عثمان بن محمود.
2 الطيب الخماسي.
3 عبد العزيز المحواشي.
4 عامر دقاش.
5 فتحي الخياري.
6 إسماعيل خميرة.
7 كمال المطماطي.
8 الهاشمي المكي.
9 المنصف زروق.
10 سحنون الجوهري.
11 عبد الروؤف العريبي.
12 الشيخ المبروك زرن.
13 مصطفى الحجلاوى.
14 عبد الواحد العبدلي.
15 عبد القادر الصويعي.

16 صلاح الدين باباي.
17 المبروك الزمزمي.
18 طارق الزيتوني.
19 إبراهيم عبد الجواد.
20 الرائد المنصوري.
21 عبد الرزاق سعيد.
22 أحمد عمري.
23 عدنان سعيد,

24 مبروك رتيمة.
25 جمال الزموري.
26 محمد فتحي الزريبي.
27 مصطفى بن حسين.
28 فيصل بركات.
29 عزالدين بن عائشة.
30 عبد القادر لخضر.
31 المولدي بن عمر.
32 رضا الخميري.
33 التيجاني دريدي.


وآخرين لا يتسع المقام لذكرهم.

كما أعدم بعض الإخوة منهم على سبيل الذكر لا الحصر:

1 بولبابة دخيل.
2 محرز بودقة.

رجال رحلوا عنا.

لا يتسع المقام لذكر كل أولئك ولكن نكتفي بذكر بعضهم ومنهم بعد الشيخين : محمد الصالح النيفر وعبد القادر سلامة :

1 الأخ علي نوير. من مؤسسي الحركة.
2 الأخ ضو صويد . من مؤسسي الحركة.
3 الأخ الهادي الحاجي . من مؤسسي الحركة.
4 الأخ عبد الفتاح لغوان .
5 الأخ الهاشمي المدني.

مصادر أخرى مفيدة في الموضوع.

1 بورقيبة و الإسلام : الزعامة والإمامة لطفي الحجي. دار الجنوب للنشر تونس2004.
2 صراع الهوية في تونس الدكتور عبد المجيد عمر النجار دار الأمان للنشر جويلية 1988.
3 التطرف العلماني في مواجهة الإسلام تونس وتركيا نموذجا الإمام القرضاوي. المركز المغاربي للبحوث والترجمة. 2001.
4 الحريات العامة في الدولة الإسلامية الشيخ الغنوشي مركز دراسات الوحدة العربية.أوت 1993.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.