قال مسؤول رفيع في ادارة السجون المغربية يوم الاربعاء ان زعيم تنظيم اسلامي متشدد محكوم عليه بالسجن المؤبد توفي صباح الثلاثاء بعد نقله الى المستشفى اثر اصابته بأزمة ربو حادة وان تحقيقا فتح في الموضوع. وقال محمد عبدالنباوي المدير العام للسجون في المغرب لرويترز ان الميلودي زكريا الذي تصفه السلطات بانه زعيم تنظيم جماعة "الصراط المستقيم" المتشددة "طلب الاستغاثة قبل الساعة الثانية من صباح الثلاثاء" وسارع الحراس بنقله الى المستشفى على الفور لكنه توفي. واضاف ان وزير العدل المغربي "امر بفتح تحقيق في الموضوع وينتظر ان يجرى تشريح على الجثة لمعرفة الاسباب الحقيقية للوفاة." وذكرت عدة صحف مغربية يوم الاربعاء ان الميلودي تعرض لاهمال ادى الى وفاته الا ان عبد النباوي قال انه كان مصابا بالربو منذ ثلاث سنوات وأجري له خلال سجنه في السنوات الثلاث الاخيرة "68 فحصا واخر فحص له كان في 30 اكتوبر الماضي وان الادوية كانت تسلم له بانتظام" نافيا ان تكون الوفاة نتيجة اهمال. وقالت يومية "المساء" المستقلة ان الميلودي "بدأ يشتكي من ضيق في التنفس وفي حدود منتصف الليل فتح الحراس بوابة الزنزانة التي كان يتواجد فيها ليجدوه قد فارق الحياة حيث تم نقله بعد ذلك الى المستشفى." وقالت يومية "النهار المغربية" ان الميلودي "ظل يطرق الباب ويصرخ بعد ان اصيب بأزمة ربو حادة من العاشرة ليلا من يوم الاثنين الى غاية الثانية والربع من صباح الثلاثاء حيث تم اخراجه الى مصحة السجن وحقنه بمضاد لكنه توفي بعد ذلك." واضافت ان "رواية اخرى تفيد انه توفي..وتم اخراجه ميتا من زنزانته." وحكم على الميلودي سنة 2003 بالسجن المؤبد بعد تفجيرات الدارالبيضاء الانتحارية التي وقعت في مايو ايار من نفس العام بعد ان اعتبرت السلطات جماعات اسلامية متشددة لم تكن معروفة من قبل على رأسها "الصراط المستقيم" و"السلفية الجهادية" مسؤولة عن هذه التفجيرات التي خلفت 45 قتيلا من بينهم 12 انتحاريا نفذوا العمليات. وكانت تقارير اخيرة لجمعيات حقوقية افادت ان اوضاع السجون المغربية تشهد تحسنا ملحوظا الا انها لا تزال سيئة ويعاني السجناء احيانا من الاهمال وسوء المعاملة بالاضافة الى مشاكل التغذية والتطبيب والنظافة. وتعزو جميع التقارير الحقوقية سواء منها الرسمية او المستقلة سوء اوضاع السجون المغربية الى الاكتظاظ كسبب رئيسي.