ذنب القيادي الاخواني الدكتور عصام العريان في رقبة قناة الجزيرة ، ولذلك لا يكفي هذه القناة لتكفر عن ذنبها ان تنشر في شريط الأخبار خبرا من بضعة كلمات، كلما تم تجديد الحبس له، فهذا لا يليق بقدر شخصية في حجم العريان، ولا يتفق مع حجم عملية التنكيل به، كما انه لا يتسق مع الجرم الفظيع والشنيع الذي ارتكبته القناة القطرية في حق الرجل. عصام العريان كان في حاله، لا له، ولا عليه، إلي ان رشحته قناة الجزيرة ضمن الذين يصلحون للترشيح لموقع رئيس الجمهورية في مصر، ومن يومها والنظام الحاكم يعامله معاملة غرائب الإبل، وكان هذا النشر مبررا لان يلتفت القوم إلي خطورة الرجل، وهو من وجهة نظري اخطر شخصية في جماعة الإخوان المسلمين، لقدرته الفائقة علي التعامل مع وسائل الإعلام، وفي مجادلة الخصوم، ومثالي علي ذلك انني شاهدت منذ فترة عبر قناة الحرة احد قيادات الاخوان، في برنامج شارك فيه مكرم محمد احمد، وقد استولي الأخير علي البرنامج، وكان المذيع ضعيفا، وخيل لي أن القيادي الاخواني جيء به ليقوم بدور الجمهور، علي طريقة الذين تستأجرهم بعض البرامج التلفزيونية، من عينة برامج هالة سرحان، ليصفقوا لها عندما تضحك. معذرة لهذه الدخلة فأنا أقوم بوقيعة بين الاخوان، ليتشتت شملهم، لأنهم المسؤولون عن التراجع عن الإصلاح السياسي بعد فرح العمدة الذي نصبه أهل الحكم، فانطلق إعلامهم ليحدثنا عن عظمة الإصلاحات عندما تنبع من الداخل، لتجيء الانتخابات البرلمانية ويفوز للإخوان 88 نائبا، فلتوا من التزوير بأعجوبة، علي الرغم من ان برامج التلفزيون المصري احتشدت للهجوم علي الجماعة المحظورة واستعانت بالهاجع والناجع والنائم علي صرصوره، من اجل هذه المهمة الوطنية. العريان لديه قدرة علي الحوار والجدل، وفي إقامة علاقات مع الآخر، الأمر الذي حوله الي عنصر خطر في جماعة الإخوان، وعلي الرغم من ان الجزيرة عندما رشحته علي رأس الشخصيات المصرية التي يمكن ان تخوض الانتخابات ضد الرئيس مبارك، لم تكن المادة 76 في الدستور قد تم تعديلها، وبالتالي فان ترشيحه كان من باب التخيل الإعلامي، فقبل التعديل كان الأمر يتم بالاستفتاء وليس بالانتخاب، وعلي الرغم من ان التعديل الذي تم بعد ذلك جعل المنافسة مقصورة علي الأحزاب، والعريان ينتمي إلي جماعة محظورة ، علي الرغم من هذا وذاك يا قراء، فان القوم عاملوا صاحبنا علي انه بديل وبالتالي قيل: يا داهية دقي. وقيل والله أعلم ان العريان بعد عملة الجزيرة اتصل هاتفيا بأهل بيته، وانسحب من لسانه وقال لزوجته مازحا بأن عليها أن تقف أمام هذه اللحظة التاريخية الدقيقة في تاريخ امتنا العربية، التي تكلم فيها السيد رئيس الجمهورية، وقد فاته ان هناك أمورا لا تقبل الهزار ، علي رأسها هذا الأمر، ومعلوم للكافة أن هواتفنا تحت المراقبة باعتراف الوزير المختص نفسه، والذي قال ان علي من يخاف.. ألا يتكلم، وأنا شخصيا لا أتكلم في الهواتف، وإنما استخدم الحمام الزاجل في إرسال الرسائل، وعندما اضطر للتعامل مع التليفونات، فانه لا يفوتني ان أؤكد، ولو بدون مناسبة، أنني مبسوط من الحكومة والحمد لله، علي طريقة عادل إمام في مسرحية شاهد ما شافش حاجة . وبسبب استطلاع الجزيرة ، ووقوف القوم علي خطورة صاحبنا لا هو صاحبي ولا يحزنون ولكنها لازمة فقد تم منعه من السفر، ومن المشاركة في كل البرامج التلفزيونية التي دُعي للمشاركة فيها، ومن محطات تلفزيونية مختلفة، صحيح ان المنع من السفر تم مع كثيرين من قيادات الجماعة المحظورة ، لكن هؤلاء كان منعهم لأنهم رجال تنظيم، اما العريان فلانه يملك قدرة علي التعامل مع الإعلام، وفي هزيمة مناظره علي أرضيته، وليس علي أرضية قال الله وقال الرسول، لا سيما اذا كان ذلك في برنامج مثل الاتجاه المعاكس لصاحبه الدكتور فيصل القاسم. وصلة نكد وعلي الرغم من ان المنع من السفر يمثل انتهاكا للحرية الشخصية المكفولة بنص الدستور، إلا أننا لم نشاهد احتجاجا من الذين وصفوا أنفسهم بأنهم المثقفون المصريون ، وبهذه الصفة خرجوا يذرفون الدمع الهتون حزنا علي انتهاك حرية الرأي والتعبير، عندما احتج البعض علي ازدراء وزير الثقافة المصري للحجاب والمحجبات، وربط بشكل متعسف وجاهل بين الحجاب والتخلف. لا بأس، فأنصار فاروق حسني من لمامة اليسار في مصر، لا نسمع صوتهم عندما يقع انتهاك حقيقي للحريات من جانب السلطة، فلا صوت عندما يتم تزوير الانتخابات البرلمانية والتنكيل بالمعارضين، ولا اعتراض عندما تم تزوير الانتخابات الطلابية، والزج بالبلطجية الي الحرم الجامعي للاعتداء علي الطلبة، ولا كلمة عندما قام البواسل رجال الحزب الحاكم بالتحرش بصحافية ومحامية في وضح النهار، ولا صرخة عندما تم سحل قاض أمام ناديه في سابقة هي الأولي من نوعها في التاريخ المصري، ولا تبرم عندما تم إغلاق صحيفتي الشعب و آفاق عربية وتشريد العاملين فيهما، ولا ضيق عندما تم حل حزب العمل بقرار سلطوي غاشم، ولا بيان من سطر احتجاجا علي عدم اعطاء المجلس الاعلي للصحافة الرخصة القانونية لصحيفة البديل اليسارية، في الوقت الذي اغرق فيه السوق بصحف بئر السلم ، ويتباهي في كل اجتماع بأنه منح الترخيص لعشرات الصحف، ويحجب أسماءها، لان مجرد ذكر الأسماء سيجعلنا نقف علي اننا أمام حرية تليق حقيقة بالفكر الجديد للحزب الحاكم، فالأسماء علي شاكلة صحيفة الوردة البيضاء و سنابل الخير والأمل و مصر بتسلم عليك ، وذكرها سيجعل القارئ يتأكد من انه أمام مشهد هزلي. العريان يا قراء تم إلقاء القبض عليه، من شارع القصر العيني، حيث كان ينوي والنية لله ان يشارك في مظاهرة دعت إليها القوي الوطنية للتضامن مع القضاة في مطالبهم العادلة، وكان بينه وبين موقع الحدث ربع ساعة بالخطوة المعتادة، ولان أجهزة الأمن في عالمنا العربي تعلم ما يدور بخلد أي مواطن، فقد وقفت علي ان صاحبنا لا هو صاحبنا ولا حاجة ينوي المشاركة، ولان دورها هو منع الجريمة قبل وقوعها، فقد أخذت العريان من الشارع الي السجن، وكانت قد قبضت علي العشرات من المتظاهرين، و تم الإفراج عنهم، مجموعة بعد مجموعة ليظل العريان محبوسا، وفي كل مرة نقول: هانت، فيمددون له 15 يوما أخري، حبسا احتياطيا، وفي كل مرة تكتفي قناة الجزيرة بنشر الخبر في شريط الأخبار. العريان بالذات نعلم لماذا عصام العريان بالذات الذي بقي في السجن حتي الآن ومنذ عدة شهور، علي الرغم من ان الذين القي القبض عليهم من ساحة الوغي تم الإفراج عنهم علي دفعات، لكن الذي لا نستوعبه هو عدم إحساس القناة القطرية بالذنب تجاه ما جري، فلا تقدم تقريرا مطولا حول التنكيل بالعريان، او تخصص حلقة عنه في ما وراء الخبر ، او تتم إذاعة الخبر في النشرة ويتم الاتصال بمراسل القاهرة للوقوف علي حقيقة ما يجري لهذا المعارض، ولا نطلب بالقطع بأن تتم معاملة عصام العريان معاملة تيسير علوني، او حتي مصور القناة الرهينة لدي الرئيس بوش في غوانتنامو. فهذا المطلب سيكون طمعا ولسنا بطماعين، علي الرغم من ان الثلاثة ينبغي ان تتم معاملتهم معاملة واحدة، فتيسير وزميله ضحية العمل في القناة المذكورة، وصاحبنا (قلنا أنها لازمة) كان في حاله، لن ينافس الرئيس مبارك، ولا تنطبق عليه شروط الترشيح، ولن تنطبق عليه في يوم من الأيام، ومع هذا فان الجزيرة رشحته للموقع، ومن بعدها لم ير الرجل يوما حلوا. قد تكون إدارة الجزيرة معذورة، لأنها تقع ضحية في تقييمها لمثل هذه الأحداث لمراسليها، وقد يكون مراسل القاهرة لا يريد استفزاز خصوم العريان وهم مستفزون بالسليقة، ولهذا فانه يرشح الخبر علي انه لا يستحق أكثر من بثه في شريط الأخبار ، كما لو كان العريان قارئا مغمورا، يتم سجنه في قضية نشر مثلا. ومراسل القاهرة معه عذره فهو في عملية ملاغية مستمرة مع أهل الحكم، فهم يمنعونه من السفر، ثم يسمحون له به، ليكون القرار الأخير جميلا في رقبته، ويتم اختطافه من شرم الشيخ بملابس البحر، وبعد تحقيقات وسين وجيم وكفالة، يخرج ليشيد برقي المعاملة، لكن يمكن ان تخرج إدارة القناة مراسلها من الحرج، وتتعامل بشكل مباشر مع الحدث، فتتصل بمحامي عصام العريان، وبزوجته، إذا لم يكن لان عصام العريان شخصية مهمة، والتنكيل الذي يتعرض له فجا، فمن باب التكفير عن ذنب ارتكبته القناة. ارض جو عندما استمع الي شيوخ قناة الناس أتصور ان القيامة قد قامت، واننا دخلنا النار. اعتقونا لوجه الله! ہ أغلقت السلطة الحاكمة في العراق ثلاث قنوات فضائية دفعة واحدة.. انها الديمقراطية علي الطريقة الامريكية. ہ المذيعة السعودية ابتسام الجبيل قالت: ما وصلنا إليه إعلاميا ليس سوي البداية. وما الذي وصلتم إليه حضرتك؟ ہ كاتب وصحافي من مصر