دخلت أمس الرئاسة السودانية على خط الحملة التي أطلقتها مجموعات إسلامية بارزة، قبل يومين، ضد «مخطط إيراني لنشر المذهب الشيعي في البلاد». ورد «مجمع الفقه الإسلامي» الذي يرأسه الدكتور أحمد علي الإمام مستشار الرئيس عمر البشير، على مضامين كتب عرضت في الجناح الإيراني الرسمي في معرض الخرطوم للكتاب أخيراً. ونشرت صحف قريبة من الحكومة بياناً للمجمع التابع للرئاسة في صفحة كاملة، على شكل إعلان مدفوع، جاء فيه أن الجناح الإيراني عرض «كتباً تتجه كل مضامينها إلى هدم الإسلام وعقائد أهله، وتطعن في القرآن والسنة النبوية ورواتها من الصحابة، وترمي أمهات المؤمنين بأقذع الاوصاف، وتطعن في الصحابة والخلفاء الراشدين، وتدعو إلى إشاعة الفاحشة والزنا لهدم الاخلاق والقيم وإفساد المجتمع بما تسميه نكاح المتعة. وتدعي أن هذه الصورة من الزنا هي من سنن الدين». ورد المجمع على سبعة كتب اعتبر ما ورد فيها «تحريفاً للقرآن الكريم، ومزاعم بوجود مصحف فاطمة وطعناً في الصحابة والحط من شأنهم وقدرهم، وإجازة نكاح المتعة، والغلو في دعواهم أن ائمتهم يعلمون الغيب، وغلوهم في قبور ائمتهم وتشبيه زيارتها بزيارة المساجد المفضلة». وكان «المجلس الأعلى للتنسيق بين الجماعات الإسلامية» الذي يضم أبرز التيارات الإسلامية في السودان، حذر من «مخطط كبير لنشر المذهب الشيعي وراءه طهران». وأشار إلى أن «قرى بأكملها تشيعت، كما انتشرت الحسينيات والزوايا في العاصمة». وطالب الرئيس عمر البشير بإغلاق المستشارية الثقافية الايرانية، وفتح تحقيق في عرض كتب شيعية في معرض الكتاب في الخرطوم. من جهة أخرى، بات تمرد جديد يهدد إقليم كردفان المجاور لدارفور بعد استمرار العصيان المدني والتوتر وتوزيع بيانات تدعو إلى «الاستعداد لانتزاع حقوق مواطني الإقليم في التنمية والتوظيف في شركات النفط، وإزالة التهميش». وقللت مصادر رسمية تحدثت أمس إلى «الحياة» من مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان، من البيانات المناهضة للحكومة التي وزعت في عدد من مدن الولاية وقراها خلال الأيام الماضية. واتهمت جهات سياسية لم يُسمها بالوقوف وراء «نشاط معاد للسلطة»، مستبعداً أن يتحول الاحتجاج السياسي إلى تمرد عسكري. وتواصل أمس التوتر المخيم على مدن القطاع الغربي في ولاية جنوب كردفان. وقالت المصادر ذاتها إن مجموعة من الشبان نظمت عصياناً مدنياً في رِجْل الفولة، وهي العاصمة الثانية للولاية، وتعد «لتصعيد أكبر ربما يتجاوز المدينة الي بقية مدن القطاع في بابنوسة وكيلك والمجلد وأبيي». وأضافت أن «حرب المنشورات والبيانات المؤيدة لمطالب التنمية والخدمات استمرت في شكل كبير في المجلد وبابنوسة». ويطالب أهالي المنطقة بنصيب من مخصصات التنمية وتنفيذ مشاريع خدمات، إضافة إلى توظيف أبنائهم في شركات النفط العاملة هناك. وسلم ممثلوهم السلطات المحلية رسائل وأمهلوها شهراً لتنفيذ مطالبهم قبل اتخاذ خطوات أخرى. وكانت المنطقة التي تقطنها قبيلة «المسيرية» العربية المعروفة بقدراتها القتالية شهدت تمرداً قادته «حركة شهامة». لكن نشاط هذه الحركة كان محدوداً، وضعفت بعد موت مؤسسها واتفاق الحكومة مع بعض قياداتها على وضع السلاح.