شهد مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان ندوة ساخنة مساء الأربعاء تحت عنوان "المليشيات.. الدولة وسيادة القانون"، تناولت ما وصفته أجهزة الإعلام بعرض "شبه عسكري" لمجموعة من طلاب الإخوان المسلمين بالأزهر، اعتقلت السلطات إثره نحو 130 طالبا. واتفق الضيوف على إدانة سلوك الطلاب، والتنديد ب"الإشارة الخطيرة" التي حملها عرضهم، مطالبين بالإفراج عنهم. وانقسم المشاركون بالندوة بين متهم للإخوان ومدافع عنهم، وتباينت المواقف بين تحميل المسؤولية للدولة وسياستها المستبدة وإدانة البنية الفكرية للجماعة، وسط تساؤلات عن مدى إيمانها بنبذ العنف سلوكا ومنهجا. نجاد البرعي مدير جمعية تنمية الديمقراطية أكد أن "المسألة ليست مجرد عرض طلابي، وإنما هناك هواجس حقيقية في نوايا تيار سياسي بعينه". واعتبر أن الحدث أعطى انطباعا سلبيا عن تطور الحياة السياسية في مصر، وقال إنه كان يستدعي اعتذارا من المرشد العام وليس الطلاب فقط. وأضاف "نريد لكل القوى السياسية، ومنها الإسلامية، أن تصل للسلطة سلميا وتتركها سلميا أيضا"، واستدرك أنه لا يمكن أن نقبل انتقال الدولة من الاستبداد السياسي إلى الاستبداد الديني، مستدلا بعدة أمور، منها أن تصريحات المرشد المتعاقبة ليست مشجعة، وأن أداء الإخوان في البرلمان في ما يتعلق بحرية التعبير لا يدفع للاطمئنان. واعتبر حافظ أبو سعدة الأمين العام للمنظمة المصرية لحقوق الإنسان أن ما حدث يعبر عن توجه للجماعة وأنه رسالة موجهة للأمن. وأضاف أن ال من تبني العنف لها أصل بسبب الأحداث الإرهابية التي وقعت في التسعينيات، نافيا أن تكون هناك ازدواجية في انتقاد العنف، مذكرا بموقف "الكتاب والصحافيين الذي انتفضوا بنفس القدر حينما اقتحم نعمان جمعة حزب الوفد بالبلطجية"، ومشددا على أن عنف الدولة لا يعطي مبررا للعنف المضاد. أما نائب مدير مباحث أمن الدولة السابق اللواء فؤاد علام فذكر أن الحوار هو خير وسيلة للوصول لحل كل المشكلات التي تصادف المجتمع. وقال إن الإخوان موجودون في المجتمع، لكن بشكل غير شرعي. واتهمهم باستمرار التنظيم السري وبفرض أنفسهم بالقوة والإرهاب الفكري. ورأى أن أحداث جامعة الأزهر كانت في هذا السياق، رافضا التقليل من حجمها، كما طالب الجماعة بسلوك الطريق السليم (الديمقراطية) والعلني للوصول لأهدافها. تضخيم وتفزيع واعترض الأمين العام لكتلة الإخوان بالبرلمان محمد البلتاجي على وصف العرض الرياضي ب"المليشيات"، وطالب بوضع الحدث في سياقه الطبيعي وعدم تضخيمه، مستدلا بمقتطفات من شهادة كتبها مصور جريدة "المصري اليوم"، التي نشرت الحدث، حيث ذكر أنه كان "فقرة رياضية أخذت شكلا غير تقليدي". وأضاف البلتاجي "أخذنا عن عمد كفزاعة لتخويف المجتمع المصري الذي أعطى 3.5 ملايين صوت للإخوان في انتخابات البرلمان و150 ألف صوت للاتحاد الحر في الجامعات"، مؤكدا أنه يتم استدعاء فزاعة الإخوان كلما زاد نشاطهم وزاد التجاوب الشعبي معهم. ورد على ال التي أثارها البعض بقوله "إن الإخوان يرفضون العنف والتلويح به، ولدينا خط أحمر اسمه حالة الفوضى، لأننا نعلم جيدا من سيستفيد منها". كما ندد بعدم نشر الإعلام بيان الطلاب الذي اعتذروا فيه عن خطئهم وإساءتهم لشكل الجامعة بعرضهم. وعرض البلتاجي صور ما وصفه بالذبح والقتل الذي وقع في جامعة عين شمس حينما اعتدت مجموعة من المسلحين على طلاب الاتحاد الحر، معتبرا أن الإخوان هم الذين يعاقبون ويضطهدون، لأن النظام لم يستطع مواجهتهم من خلال المنافسة السياسية. واتفق الجميع على أنه لا يجب أن تؤثر مناقشات الندوة على الموقف القانوني للطلاب المعتقلين أو تستخدم ضدهم في القضية، مطالبين بدمج الإخوان في الحياة السياسية الحزبية، وإجراء حوار موسع بين كل القوى الوطنية. المصدر: الجزيرة