اعلن متحدث باسم الحكومة الاثيوبية الاحد لوكالة فرانس برس ان القوات الاثيوبية شنت "هجوما مضادا" في الصومال على المقاتلين الاسلاميين الذين يخوضون نزاعا مسلحا مع الحكومة الصومالية الانتقالية. وقال المتحدث نقلا عن وزير الاعلام برهان هايلو "ان القوات الاثيوبية الدفاعية شنت هجوما مضادا اليوم" الاحد. واضاف المتحدث نقلا عن الوزير نفسه "ان الهجوم المضاد يجري في هذه اللحظة على الارض. ان صبرنا قد نفد ازاء استفزازات واعتداءات المتطرفين. وقررت اثيوبيا استخدام حقها المشروع في الدفاع عن النفس". من جهة اخرى قال شهود ومسؤول عسكري اسلامي ان اثيوبيا شنت هجمات جوية استهدفت محيط بلدة كالابركا على بعد 20 كلم شمال بلدوين المدينة التي يسيطر عليها الاسلاميون والواقعة على بعد 30 كلم من الحدود الاثيوبية وعلى بعد 300 كلم شمال العاصمة الصومالية مقديشو. وقال الشيخ حسن ديرو المسؤول الاسلامي لوكالة فرانس برس في اتصال هاتفي من مقديشو ان "اعداء الله (اثيوبيا) بدأوا بقصف مدنيينا بقنابل انهم يستخدمون طائرات مقاتلة لاسيما ميغ ويدمرون الصومال". وافاد احد سكان بلدوين عبد الله حسن لوكالة فرانس برس ان بامكانه رؤية الطائرات تحلق فوق المدينة قائلا انها "قصفت كالابركا واماكن اخرى. الناس في حالة صدمة وكلهم خائفون مما يحصل". وكانت رقعة المعارك العنيفة قد اتسعت في الصومال بين القوات الحكومية المدعومة من اثيوبيا والميليشيات الاسلامية الاحد لتصل الى جبهتين جديدتين في وسط البلاد كما اعلنت الاطراف المتحاربة. وقال الطرفان ان المعارك اندلعت في بلدتي بلدوين (يسيطر عليها الاسلاميون على بعد حوالى 30 كلم من الحدود الاثيوبية) وبانديرادلي (منطقة غالكايو وسط) الواقعة على بعد حوالى 630 كلم شمال العاصمة مقديشو. وقال الناطق باسم الاسلاميين في المنطقة محمد محمود جومال لوكالة فرانس برس "انها المعارك الاعنف لقد بدأت في وقت مبكر هذا الصباح قرب بانديرادلي (...) لقد هاجمنا الاثيوبيون واستخدموا المدفعية الثقيلة والدبابات". من جهته قال مسؤول حكومي في منطقة غالكايو احمد نور ايندوبور ان "المعارك احتدمت هذا الصباح". وكانت المعارك بين الطرفين اندلعت في 20 كانون الاول/ديسمبر واعلن المقاتلون الاسلاميون امس انهم استولوا على مدينة ايدال الاستراتيجية (60 كلم جنوب بيداوة). وتعتبر ايدال مدينة استراتيجية تقع على خط الجبهة في جنوب غرب بيداوة (250 كلم الى جنوب غرب مقديشو) مقر الحكومة الانتقالية التي فقدت السيطرة على اجزاء واسعة من الاراضي الصومالية. وازاء هذا التصعيد الذي يزيد من المخاطر في منطقة القرن الافريقي اطلق الامين العام للامم المتحدة كوفي انان نداء الى وقف اطلاق النار وعبر عن قلقه على المدنيين وتخوفه ازاء ضلوع قوات "اجنبية" في الصومال.