أطلقت ألمانيا بنجاح من قاعدة "بلايزيك" الفضائية الروسية أول قمر صناعي أوروبي يستخدم في أغراض التجسس والإنذار المبكر والبحث العلمي. وذكرت مجموعة "أو أتش بي" الألمانية العملاقة لصناعات الفضاء والطيران -في بيان أرسلت نسخة منه للجزيرة نت– أن القمر الصناعي "سار لوبيه" تم البدء في نقله أوائل ديسمبر/كانون الأول الجاري من مصانع المجموعة في بريمن إلى القاعدة الروسية حيث جرى تحميله وإطلاقه على متن الصاروخ الروسي "كوزموس3 أم". وأوضحت المجموعة أن هذا القمر يعد واحدا من خمسة أقمار صناعية تعاقدت هي على إنتاجها حتى عام 2008 لصالح وزارة الدفاع الألمانية مقابل 733 مليون يورو، وأشارت إلى أن القمر "سار لوبيه" هو باكورة مشروع ألماني فرنسي أوروبي مشترك يهدف إلى تطوير صناعات الفضاء والأقمار الصناعية الأوروبية، و إنهاء اعتماد أوروبا مدنيا وعسكريا على صور الأقمار الصناعية الأميركية. وفي تصريح للجزيرة نت قالت دانييلا سيل رئيسة القسم الإعلامي بمجموعة "أو أتش بي" إن القمر الجديد الذي يصل وزنه إلى 720 كلغ سيؤدي مهامّ عسكرية وعلمية ويحلق في مدار يصل ارتفاعه إلى 500 كلم عن سطح الأرض ويمكنه العمل ليلا ونهارا وفي كافة الظروف المناخية. ولفتت إلى أن القمر سيكون قادرا بدءا من يناير/كانون الثاني القادم على التقاط كافة الصور حتى التي يقل حجمها عن متر مكعب، ونقلها خلال فترة لا تزيد عن 36 ساعة، إلى غرفة التحكم والسيطرة بالمركز الألماني للطيران والفضاء في مدينة أوبرفنهوفن، وإلى مركز التشغيل بالقيادة المركزية للجيش الألماني في مدينة جلسدورف. واعتبر متحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية -امتنع عن ذكر اسمه- أن إطلاق القمر الصناعي الجديد يحقق للجيش الألماني متقدمة تتيح له المشاركة بفاعلية في إدارة الأزمات الدولية القادمة والاعتماد للمرة الأولى على صوره ومعلوماته الخاصة عند التخطيط لأي عمليات عسكرية خارجية. وذكر أن القمر "سار لوبيه" سيوجه لرصد القوات المعادية خلال الحروب وموجات اللاجئين غير الشرعيين في أوقات السلم ونقل صورهم بأسرع ما يمكن إلى غرفة العمليات والقيادة في الجيش الألماني لتتخذ بشأنها القرارات المناسبة. ويرى عدد كبير من المراقبين أن إطلاق القمر "سار لوبيه" يحقق للحكومة الألمانية هدفا طالما سعت للوصول إليه هو الحصول مباشرة على صور ومعلومات مبكرة لتطورات النزاعات والأزمات الدولية حتى تتمكن من التعامل معها بشكل مناسب. وكانت حكومة المستشار غيرهارد شرودر السابقة قد وجهت خلال حرب الناتو ضد يوغسلافيا عام 1999 انتقادات حادة للولايات المتحدة بسبب عدم تسليمها سوى عدد محدود من صور أقمارها الصناعية للجيش الألماني. عسكرة الفضاء من جهتها اعتبرت اللجنة الألمانية لمقترحات السلام أن إطلاق القمر "سار لوبيه" يمثل خطوة واسعة في مسيرة تحول الاتحاد الأوروبي تحت قيادة ألمانيا وفرنسا إلي قوة عسكرية عالمية تسعى لنقل سباق التسلح إلى الفضاء. وتوقعت اللجنة -في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه- أن يثير الإعلان عن إطلاق القمر مخاوف دول أخرى من الاتحاد الأوروبي ويدفعها للرد بإجراءات مماثلة تسهم في تكريس عسكرة الفضاء. ودعت اللجنة إلى نزع الصبغة العسكرية عن القمر الجديد بقصر استخدامه على إجراء الأبحاث العلمية ونقل الإشراف عليه من الجيش الألماني إلى جهة مدنية.