كناقدة عنيفة للإسلام، ظلت السياسية الهولندية أيان هيرسي علي تحتل العناوين الرئيسية في العالم كشخصية مثيرة للجدل. بلغت شهرتها القمة في عام 2006 عندما أدى جدل حول جنسيتها إلى أزمة أسفرت عن سقوط الحكومة. جُردت أيان هيرسي من جواز سفرها لفترة، وأصبح المستقبل أمامها غير واضح. حدث كل ذلك عقب سنوات من العيش المستمر تحت حراسة الشرطة بسبب التهديدات العديدة بالموت التي وجهت ضدها. تسببت في حدوث عاصفة من الاحتجاجات خلال وجودها في هولندا، ومع ذلك بدأت نقاشاً كان شبه محظور لوقت طويل. تجسد منهجها الهجومي في بداية عام 2006 خلال قمة الجدل حول نشر الرسوم المسيئة للرسول محمد (ص) في صحيفة دنماركية. حيث ذهبت إلى برلين وعقدت هناك مؤتمراً صحفياً عالمياً، حضره المصورون من جميع أنحاء العالم، لتعلن أنها ذهبت إلى هناك " للدفاع عن الحق في إثارة غضب الآخرين". عكس ذلك منهجها غير المساوم في سعيها لنقل رسالتها التي تتضمن أن الإسلام في حاجة للإصلاح إذا كان له أن يجد موطيء قدم في العالم الحديث. ولكن ماذا عن حملتها الرئيسية؟ الدور الذي حددته لنفسها كمحررة للنساء المسلمات اللائي تعتقد أنهن يخضعن لاضطهاد قاس – هل وصلت إلى هؤلاء النساء وما هو تأثيرها عليهن؟ تدلي إمرأتان شابتان مسلمتان ناشطتان لديهن آراء مختلفة جدا عن أيان حرسي بآرائهما. نعيمة طاهر، محامية مهتمة بحقوق الإنسان، كاتبة وصديقة لأيان حرسي. بالنسبة لها، تأثير أيان إيجابي جداً بالرغم من طريقتها التي تقود إلى الإتقسام. " كل فكرة طرحتها أيان هيرسي، لا تزال باقية، بعض الناس يوافقون تماماً على ما قالت، ثم يستمرون في التفكير فيما قالت. لذلك، إذا قالت أن محمداً منحرف، يقومون بالنظر في ذلك ثم يقولون ‘ حسناً، دعينا ننظر إلى ذلك من الوجهة التاريخية – تزوّج طفلة، لذلك ربما علينا أن نتحدث عن هذا الأمر‘ – في واقع الأمر، يحمل بعض الناس هذه الأفكار وهناك نقاشات تدور حولها". " أناس آخرون يجدون أن ذلك قاس جداً. ولكن حتى في مثل هذه الحالات، تقوم أفكار أيان هيرسي بزراعة بذور في رؤوسهم ربما تخرج بعد عشر سنوات، لا يستطيع الناس تجاهل مادة مثل هذه". جميلة فالون مرشدة اجتماعية في مدينة دوردريخت تعمل في جبهة الاندماج وتقوم بتقديم النصائح حول كيفية تحسين الروابط بين المجموعات المختلفة داخل المجتمع. بالنسبة لها، تُعتبر أيان هيرسي علي ذات تأثير سام. تقول جميلة: " أعتقد أنها تتعمد استفزاز المسلمين لأنها تدري أن هناك بعض الأشياء مصدر حساسية عالية لجميع المتدينين" بالنسبة لنعيمة طاهر، رغم أن الاستفزاز ضروري لكسر طوق الصمت المضروب حول دور النساء في الإسلام – قضية تقول إنها ظل التطرق إليها ممنوعاً وتناولها بالنقاش (تابو) طويلاً في هولندا. " إلا أنها – أي أيان هيرسي - تبحث دائماً عن دقة وصرامة النقاش، وعند نقطة معينة، أصبح ذلك جزءً من هويتها، ولكنني أعتقد أن ذلك ضروريُ، مرّت علينا فترة 30 عاماً لم يتطرق فيها أي أحد بالحديث عن المهاجرين" " هناك الكثير من الاختلافات الثقافية الأمر الذي أدى إلى الكثير من المشاكل مع المهاجرين الذين لا يتحدثون الهولندية، كما أدى إلى الانعزال وتدهور العلاقات بين الناس – لذلك نجد أن أيان، وآخرين جعلوا النقاش أكثر دقة وصرامة. لقد بدءوا غير مهتمين كثيراً بأن يكونوا على صواب من الناحية السياسية، وبدأت كثير من الأشياء تتصدع. أعتقد أن ذلك كان ضرورياً لأن الصمت استمر 30 عاماً". أما جميلة فالون، فتقول إن أيان، في النهاية هي شخص يتحدث أكثر لغير المسلمين من سكان هولندا ويزيد من مخاوفهم من الإسلام." إذا نظرت إلى الناس المؤيدين لأيان هيرسي تجدهم في الغالب سياسيين وهولنديين أصليين، فإن أيان هيرسي بالنسبة لهم شخص ذو نفوذ لأنها وضعت الإسلام، كدين على مائدة النقاش، ولكنك إذا نظرت إلى النساء المسلمات اللائي تدعي أنها تريد تحريرهن، فلا أعتقد أنها قد أنجزت ما كانت ترغب فيه". رغم كل النقد، تظل نعيمة طاهر على قناعة بأن أيان هيرسي كانت قوة خيّرة – على القمة - وسوف يُنظر إليها، في المستقبل، بفخر. " أعتقد أنها، على الأقل، حركت سكون الناس، وهذا شيء جيّد. اليوم، يتحدث الناس ويعملون أكثر من أي وقت مضى؛ كما أنهم أكثر طموحاً من قبل. أعتقد أن هناك، اليوم، وعياً كبيراً وسط المسلمين كأفراد وكمجتمعات بأنه إذا حدثت أي انتهاكات داخل مجتمعاتهم، فيجب عليهم عدم التهاون معها". أيان هيرسي علي خرجت من السياسة الهولندية في مايو الماضي، والآن تعيش في الولاياتالمتحدة وتعمل مع فريق العمل الفكري اليميني أمريكان انتربرايز إنستيتيوت.