أعلنت وزيرة الهجرة والاندماج الهولندية "ريتا فيدونك" أن النائبة المستقيلة الصومالية الأصل "أيان هيرسي" ستحتفظ بجنسيتها الهولندية، واعتبرت أن الجنسية لم تسقط منها أصلا؛ وذلك بعد مرور ستة أسابيع على مباشرة البحث في أسباب سحب الجنسية منها في الخامس عشر من مايو الماضي، إثر الضجة التي تسببت بها الوزيرة "فيردونك" بإعلانها أن "هيرسي علي" قد كذبت في اسم عائلتها وتاريخ ميلادها في طلب اللجوء الذي تقدمت به عام 1997. وكانت "أيان هيرسي علي" تعيش تحت حراسة وإجراءات أمنية مكثفة، بعد أن تلقت العديد من التهديدات إثر مقتل المخرج السينمائي الهولندي "ثيو فان خوخ" الذي أخرج فيلما كتبت "هيرسي علي" نصه حول معاملة النساء المسلمات. وقد تقدمت "هيرسي علي" باستقالتها من البرلمان الهولندي بعد تصريحات وزيرة الهجرة الهولندية حول الطريقة التي حصلت بها على الجنسية الهولندية. وأعلنت الوزيرة الهولندية أنها أسست قرارها الجديد بصحة حصول "أيان هيرسي" على الجنسية الهولندية بناء على أن "أيان هيرسي" قد أعلنت عدة مرات أنها كذبت في اسمها (الثالث) وتاريخ ميلادها في مقابلات أجريت معها ونشرت في هولندا، وأكدت أن اسمها الصحيح هو "أيان هيرسي ماجان"، وأنها أصغر سنا بسنتين من العمر الذي ذكرته في طلب اللجوء وقد أثارت القصة ضجة واهتماما واسعا في هولندا بل في الخارج أيضا، حيث تتمع "هيرسي علي" بشهرة واسعة كمنتقدة للإسلام الأصولي والعنيف. وتحولت القضية إلى ما يشبه الفضيحة لهولندا؛ لأن قرار سحب الجنسية منها اعتبر في الخارج - عقابا لها على مواقفها النقدية من الإسلام. في هولندا أثارت السرعة الفائقة التي اتخذت بها الوزيرة قرارها سخط الساسة من كل الاتجاهات، خاصة وأنها لم تطلع زملاءها في الحزب الليبرالي على قرارها، ولم تستشر حتى رئيس الوزراء "بالكينينده". وتعرضت الوزيرة "ريتا فردونك" لضغوط شديدة وانتقادات لاذعة طوال جلسة كاملة للبرلمان خصصت لهذه القضية في مايو الماضي واضطرت في نهاية الأمر إلى التنازل عن موقفها المتشدد والوعد بإعادة النظر بقرارها. وقالت الوزيرة في رسالة بعثت به للبرلمان اليوم إن "أيان هيرسي علي" ستحتفظ باسمها الثالث "علي"؛ لأن جدها "ماجان" كان يسمى "علي" أيضا، ويجب على "أيان هيرسي" أن تستخدم اسم جدها الأول وفقا للأعراف الصومالية. وجاء في قرار الوزارة أن تعديلا مثل هذا على اسم العائلة لا يترتب عليه إسقاط الجنسية الهولندية إضافة إلى السجلات الصومالية لتسجيل المواليد لا تتسم بالدقة التي يمكن الاعتماد عليها. وهكذا لم تكذب "أيان هيرسي" فعليا، بل اختلط عليها الأمر في مقابلات طلب اللجوء، وفقا للوزيرة "فردونك". وقد استعانت تحقيقات وزارة الهجرة الهولندية بشهادات عديدة منها شهادة أشقاء "هيرسي علي" وأقربائها، وتوصلت إلى أن حصولها على الجنسية الهولندية كان صحيحا ولا غبار عليه، وبالتالي لم يسحب أصلا. وكان البرلمان الهولندي قد استدعى الوزيرة "فردونك" لاستجواب عاجل مساء الثلاثاء لتوضيح قرارها. ومها تكن نتيجة الاستجواب البرلماني فإن السيدة "فردونك" ستدفع ثمنا سياسيا لقرارها السابق بسحب الجنسية من "أيان هيرسي" في عجلة غير مناسبة وغير ضرورية ودون تحريات كافية؛ مما أدى لاستقالة "أيان هيرسي" من البرلمان، وستنال الكثير من اللوم أحزاب المعارضة، ولن تتمتع بدعم يذكر من أحزاب الائتلاف الحاكم. هذا وقد أعربت "أيان هيرسي علي" نفسها عن سعادتها بقرار وزارة الهجرة والحكومة الهولندية، لكنها لن تتراجع عن قرارها بمغادرة هولندا للعمل مع معهد "أميركان انتربرايس" في واشنطن.