نقلت وكالة الأنباء الجزائرية، أول أمس، عن مصدر أمني أن دورية عسكرية ألقت ليلة 19 ديسمبر الماضي، القبض على تونسيين ''ينتميان إلى شبكة إرهاب دولية''، وأشار إلى أن الاعتقال تم في قرية الجبابرة، بلدية مفتاح بولاية البليدة، وأن الشخصين كانا على ''أهبة الالتحاق بالجماعة السلفية''، وأنهما قدما من ليبيا· وأضاف المصدر الأمني أن المعتقلين خضعا للتحقيق على أيدي الشرطة القضائية والتحريات بشأنهما لازالت جارية· ورمز إلى إسميهما ب''س·ل'' و''ل·س''· ولم يقدم المصدر تفاصيل أخرى عن القضية، مثل الغرض من محاولة الانضمام إلى الجماعة السلفية وظروف دخولهما الجزائر وماذا كانا يفعلان في ليبيا، ولم يقدم أيضا أي شيء عن الشبكة الإرهابية التي قال أنهما ينتميان إليها· وتعد الجبابرة أحد معاقل الجماعة الإسلامية المسلحة سابقا، تقع في سفح الجبل وتطل على مدينة مفتاح· وقد شهدت أعمال تقتيل وتخريب تسببت في هجرة عدد كبير من العائلات نحو مناطق أكثر أمنا· وأفادت مصادر مطلعة ل''الخبر'' أن التونسيين ''ينتميان على الأرجح لشبكات تجنيد وتدريب أشخاص يرغبون في القتال بالعراق، وآخرين يبحثون عن فتح جبهات قتال في بلدانهم الأصلية''· وأوضحت أن كتائب الجماعة السلفية النشطة في شمال البلاد وفي الصحراء تضم مسلحين ينحدرون من عشر جنسيات، أغلبهم من تونس وموريتانيا وليبيا ومالي والنيجر· وعجزت المصادر عن تقدير عدد الأجانب الموجودين حاليا في معاقل الإرهابيين، ولم تؤكد وجود عناصر عادت إلى بلدانها لتنفيذ هجمات· وحسب ذات المصادر، فإن الإرهابيين أقاموا ما يشبه مراكز تدريب متنقلة في الجبال والصحراء، يتلقى فيها المجندون الأجانب أساليب حرب العصابات قبل إيفادهم إلى بلدانهم لشن هجمات على أهداف محلية وغربية· وتؤكد عملية إلقاء القبض على التونسيين أخبارا سابقة عن تجنيد تونسيين في صفوف الجماعة السلفية لتلقي التدريبات في مراكز تدريب متنقلة· حيث اعتقلت مصالح الأمن، مطلع العام، شخصا يكنى ''أبو المثنى''، بشبهة التنسيق مع خلية تتكون من خمسة تونسيين، طلبت منه السعي لضم عناصر تونسية إلى ''السلفية''، لتلقي التدريب على السلاح والمتفجرات لضرب أهداف في تونس· وقد تسلم التونسيون بالفعل أسلحة كلاشنيكوف ومسدسات آلية من المستشار العسكري للجماعة المدعو ''أبو عمار''· وألقت مصالح الأمن، العام الماضي، القبض على 10 تونسيين بعنابة والعاصمة، كانوا بصدد الالتحاق بالتنظيم الإرهابي، وتم تسليمهم إلى الأمن التونسي بعد خضوعهم للتحقيق· وأدان القضاء المغربي في 24 ديسمبر الماضي، ناشطين مغربيين بالإعدام، بتهمة السعي للحصول على أسلحة من الجماعة السلفية، تحسبا لتفجيرات الدارالبيضاء (ماي 2003)· وقد التقى أحدهما بمبعوث من ''السلفية'' يدعى ''أبو الزبير'' في مسجد قرب الحدود الجزائرية المغربية، وتلقى منه وعدا بتسليمه أسلحة لإدخالها إلى المغرب·