اكد المعارض المصري ايمن نور المسجون منذ عام في سجن مزرعة طره (جنوبالقاهرة) ان السلطات في مصر تنتظر شيئا واحدا وهو ان يموت خلف القضبان. وقال نور لوكالة فرانس برس في اول مقابلة صحفية يجريها داخل الحبس "ساموت في هذا السجن". وكان حكم بالسجن خمس سنوات صدر في كانون الاول/ديسمبر 2005 بحق نور الذي جاء في المرتبة الثانية في اول انتخابات رئاسية تعددية شهدتها مصر في ايلول/سبتمبر من العام نفسه ولكن بفارق كير بينه وبين الرئيس حسني مبارك. ودين نور الذي اتهم السلطات ب"تلفيق قضية ضده" بتزوير توكيلات اوراق حزب الغد الذي كان يتراسه. ويؤكد نور وهو محام في الثانية والاربعين من عمرة انه يدفع ثمن تحديه للرئيس المصري الذي يتولى السلطة في مصر منذ 25 عاما. وقال "من الواضح انهم يعاقبونني". ويتساءل "لماذا لم يحكموا علي بالاعدام؟ لماذا يريدون تعذيبي واهانتي بهذه الطريقة". وكان الاعياء باديا على نور الذي كان يرتدي ملابس زرقاء داكنة وهو اللون المفروض على كل المدانين باحكام سجن. واضاف "عندما القوا القبض علي فهمت انهم يحاولون اسكاتي وهم الان يرفضون السماح لي بتلقي العلاج ويمنعون اطبائي من متابعة حالتي الصحية وهم ينتظرون موتي". ويعاني نور من مرض السكري ويؤكد انه لا يستطيع تلقي العلاج المناسب لحالته. ويتابع "انني افقد البصر تدريجيا واعاني من مشكلات في القلب كما ان جروحي لا تندمل". واشار المعارض المصري الى جرحين في ساقيه اصيب بهما بعد ان سقط على سلم سيارة الترحيلات الخاصة بالسجناء قبل شهر لانه لم يكن يرى جيدا الدرج. ويشكو نور من ان اطبائه لا يستطيعون الاتيان بمعداتهم الطبية الخاصة عندما يزورونه في السجن كما انه لايزال ممنوعا من كتابة المقالات التي كان ينشرها في صحيفة "الغد" الاسبوعية الناطقة باسم حزبه. ويعتبر انه ضحية لعملية "اغتيال سياسي" وهو ما تنفيه السلطات. وكانت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الغت زيارة الى مصر في ربيع 2005 احتجاجا على اعتقال على ايمن نور الذي بدا منافسا قويا للجناح الليبرالي في الحزب الوطني الحاكم الذي يقوده جمال مبارك نجل الرئيس المصري. واذا كانت انتقاداته الحادة لاسرة الرئيس المصري لفتت الانظار اليه على الصعيد الدولي فانها كلفته حريته في بلده. ويقول نور انه منذ ان دخل السجن "نسيه العالم". ويختم "كنا نحلم في وقت من الاوقات بتغييرات دستورية هامة ولكن الان كل ما اتمناه هو ان يطبق الدستور الحالي حتى احصل على حقوقي".