اعلنت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) الجمعة تعليق الحوار مع حركة فتح احتجاجا على الاحداث والاشتباكات المسلحة التي اسفرت عن سقوط 12 قتيلا خلال 24 ساعة في قطاع غزة. وقال اسماعيل رضوان "قررت حركة حماس وقف الحوار الوطني مع حركة فتح احتجاجا على هذه الاحداث واطلاق النار على المواطنين في شمال قطاع غزة ومدينة غزة". من جهتها، اتهمت حركة فتح حماس بانها مسؤولة عن تعطيل الحوار وعدم التوصل الى اتفاق. وقال ماهر مقداد المتحدث باسم حركة فتح ان "هذا التعليق ليس مفاجئا، ان كل ما مارسته حماس من قتل هدف الى افشال الحوار". واضاف "كان عليهم عدم اراقة الدم وكان بامكانهم الا يدخلوا الحوار وان يرحموا ابناء شعبنا من هذا القتل". وقال مقداد ان "الجرائم ترتكب من حماس للالتفاف على الحوار، حماس لا تريد حوارا وطنيا ولا تريد حكومة وحدة، كلما اقتربنا من اتفاق يتحرك التيار الدموي لافشال الحوار". وكان هذا الحوار يهدف الى تشكيل حكومة وحدة وطنية. وقد تم الاتفاق عليه خلال لقاء بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل خلال اجتماعهما في دمشق قبل يومين. واوضح مقداد "لا نريد حوارا مع مجموعة من القتلة ولا تحت وقع التصفيات والقتل والجرائم، هم يحتفلون بمرور عام على فوزهم في الانتخابات التشريعية على حساب جماجم ابناء الشعب الفلسطيني وهذا لن يكون مقبولا". وقتل 12 فلسطينيا واصيب 35 اخرين على الاقل غالبيتهم من عناصر حركتي حماس وفتح في اشتباكات عنيفة مسلحة بين الحركتين في الساعات الاربع والعشرين الماضية اضافة الى اختطاف العشرات من عناصر وكوادر الحركتين في مناطق مختلفة من قطاع غزة، حسب مصادر طبية وامنية. وتبادلت الحركتان الاتهامات حول تجدد الاشتباكات. ومن جهته، افاد المتحدث باسم القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية ان منزل وزير الخارجية الفلسطيني محمود الزهار تعرض الجمعة لاطلاق قذائف دون اصابة احد. وقال اسلام شهوان ان منزل محمود الزهار وزير الخارجية الفلسطيني في منطقة تل الهوى غرب مدينة غزة "تعرض لاطلاق قذائف من نوع آر بي جي ما احدث اضرارا دون ان تقع اصابات". وحمل شهوان حركة فتح المسؤولية. من جهة ثانية، اطلق مسلحون عددا من القذائف على مقر قيادة الامن الوقائي في منطقة تل الهوى بغزة "ما اوقع عددا من الجرحى واحدث اضرارا جسيمة"، حسبما ذكر مصدر امني. وحمل المصدر القوة التنفيذية وحركة حماس المسؤولية عن اطلاق القذائف والنيران. وفي وقت متأخر من الجمعة قتل عنصر من اجهزة الامن التابعة للسلطة الفلسطينية برصاص مسلحين مجهولين في مدينة غزة. وقال مصدر طبي ان "المواطن كمال خليل وصل الى مستشفى الشفاء في غزة مقتولا بعدة رصاصات". وذكر شهود عيان ان خليل تعرض لاطلاق نار من قبل مسلحين مجهولين في شارع عمر المختار الرئيسي وسط مدينة غزة. وفي خان يونس (جنوب)، قتل طفل يبلغ من العمر عامين خلال تبادل لاطلاق النار بين مجموعتين متنافستين. وفي جباليا (شمال)، قتل الناشط في حركة فتح نبيل الجرجير برصاص القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية والموالية لحماس، وتعتبره حماس المتهم الاول في قضية تفجير عبوة في طريق سيارة جيب للقوة التنفيذية ادى الى مقتل عنصرين من القوة. وردا على مقتل الجرجير، خطف ناشطون من فتح تسعة عناصر من حماس فردت القوة التنفيذية بخطف خمسة ناشطين من فتح. وفي جباليا ايضا، قتل ناشطان من فتح الجمعة، وفتح رجال مسلحون النار على اثنين من ناشطي حماس فقتلوا احدهما وجرحوا الاخر. كما طوقت عناصر من فتح واخرى من القوة التنفيذية في جباليا منزل قائد محلي في كتائب شهداء الاقصى التابعة لحركة فتح هو منصور شلايل واطلقوا صواريخ مضادة للدروع باتجاه المنزل. ونجحت عناصر من كتائب الاقصى في كسر الحصار، كما قتل فتى في ال16 من العمر برصاص بالقرب من منزله. وامتدت اعمال العنف الى الضفة الغربية حيث خطف رجال من فتح تسعة عناصر من حماس وجرح ناشط من حماس بالرصاص. وخرقت هذه المواجهات التهدئة النسبية التي استمرت اسبوعين في الاراضي الفلسطينية التي تشلها ازمة سياسية ومالية.