حذر مسؤولون عرب اليوم الثلاثاء من "مخاطر الإرهاب ومخططات الانقسامات داخل عدد من الدول العربية مثل العراق والسودان ولبنان وفلسطين والصومال". وقال محمد علي بن كومان، الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب في كلمة افتتح بها أعمال الدورة 24 لمجلس وزراء الداخلية العرب، إن "من اخطر ما يخشى منه (هو) إشعال نار الفتنة وبث الفرقة بين أبناء الدول العربية بحيث يقتتل أبناء الوطن الواحد لأسباب هامشية ومفتعلة تضيع خلالها الثروات والمكتسبات وتنتهي إلى الانقسام والضعف والتردي".وأكد بن كومان أن "الظروف الدقيقة والحساسة" التي تمر بها المنطقة العربية "تقضى توحيد كل الطاقات والإمكانيات الخيرة لمواجهتها وإبعاد الإخطار الفادحة عن الدول والشعوب العربية" مشيرا إلى أن اغلب النقاط الساخنة في العالم اليوم موجودة في المنطقة العربية أو في جوارها حيث تتعدد الأزمات والصراعات وتأخذ في الغالب طابعا دمويا عنيفا يهدد أحيانا وحدة بعض الدول العربية وثرواتها فضلا عن مستقبل شعوبها وأملهم في التطور والتقدم.وشدد المسؤول العربي على ضرورة "التحرك السريع لمواجهة الخطر والتصدي لتلك المخططات بالوعي والحكمة والتبصر والتكاتف ورأى أن إصابة أي عضو من أعضاء المجموعة العربية بالأذى أو الضرر لابد أن يطال جسد الأمة كلها".من جهة أخرى، حذر بن كومان المسئولين الأمنيين العرب من مخاطر الجريمة بمختلف صورها ولاسيما المنظمة منها مسجلا أن من آخر ما يظهر في هذا المجال "ظاهرة الإرهاب التي تهدد الحياة وتنشر الموت والدمار في كل مكان"، مؤكدا أن "الإرهاب يستهدف المجتمع بأسره، من خلال العمل على تقويض مقوماته والنيل من مؤسساته وضرب طاقاته ومقدراته تحت شعارات ودعاوى باطلة تستغل مطية لتحقيق أغراض خفية لدى تنظيمات إرهابية تتستر بالدين الذي هو منها براء". وأشار إلى أهمية أن تكون "مواجهة هذه الجرائم شاملة" بحيث "تشارك فيها كل مؤسسات الدولة ومكونات المجتمع وقواه الحية". وأكد ضرورة "تهيئة الظروف الاقتصادية والاجتماعية والتربوية والثقافية والتنموية، التي من شانها أن تؤمن فرص التنمية الحقيقية وتوفر الاستقرار الاجتماعي وتعزز الانتماء الوطني وتقضي على الجهل والأمية والبطالة والتهميش".أما الأمير نايف بن عبد العزيز، الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب ووزير الداخلية في المملكة العربية السعودية ، فأبرز، من جهته، "أهمية البعد الفكري في المعالجات الأمنية للظواهر والحالات الإجرامية خاصة في ظل ما يغزو العالم العربي من متغيرات فكرية وتوجهات سلبية تهدف إلى عزل الأمة عن ثوابتها وقيمها الأصيلة والسعي إلى استبدالها بثقافة العنف والصراع تحت شعارات زائفة عملت على نشرها والترويج لها جهات يديرها أشخاص مأجورون أو مغرر بهم أو جاهلون يتسترون وراء واجهات وأقنعة مختلف"ة.وأضاف الوزير السعودي أن "السياسة الأمنية الوقائية والعلاجية لهذه الظواهر تعد مسؤولية جسيمة لا بد أن يعاضدها جهد جماعي من كافة مكونات المجتمع وأجهزته المختلفة بما يمكن من تحقيق حصانة فكرية ووعي حضاري وتبصير الأجيال بالتحديات المحيطة بها وتكوين شخصيتها المرتبطة بالقيم والثوابت الوطنية الأصيلة لتكون قادرة على الاستفادة من معطيات الحضارة والتقنية المعاصرة بوعي وإدراك".