أكد وزير الداخلية السعودي الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب الأمير نايف بن عبدالعزيز، «ضرورة الاهتمام بالأبعاد الفكرية والثقافية والشرعية في موازاة العمل الأمني العربي الدؤوب لمكافحة الارهاب». وشدد على «أن الأمن وحده لن يفيد إذا لم تتم محاربة الفكر الضال، وبذل جهود على المستويات الفكرية والثقافية والشرعية، وهو أمر يعتمده وزراء الداخلية العرب». وأوضح الأمير نايف، في تصريحات صحافية في تونس، حيث رأس وفد المملكة إلى اجتماعات الدورة ال24 لمجلس وزراء الداخلية العرب التي بدأت أمس، «أن جميع القضايا ذات الصلة بالأمن تأتي في مقدم أولويات وزراء الداخلية العرب، ومن ذلك ما يتعلق بالإرهاب والوضع القائم حالياً». وأعرب عن ارتياحه الى الجهود العربية على صعيد مكافحة الإرهاب والمخدرات، مشيراً الى «ان الجهود العربية على هذا الصعيد حققت نجاحات تصل إلى نحو 90 في المئة». ودعا الأمير نايف، في كلمة خلال أعمال الدورة الى «تعاون مشترك بين أجهزة الأمن في مجتمعنا العربي وأجهزة التنشئة الاجتماعية والتوجيه الفكري والثقافي، وإلى تحقيق حصانة فكرية ووعي حضاري والتزام خلقي... وتبصير الأجيال بالتحديات التي تحيط بها... وتكوين شخصيتها ذات الأبعاد المرتبطة بالقيم والثوابت الوطنية الأصيلة، لتكون قادرة على الاستفادة من معطيات الحضارة والتقنية المعاصرة بوعي وإدراك، من دون الانفصام عن المعتقد وواجبات الوطن وأمنه واستقراره». وخاطب الأمير نايف الحضور بالقول: «ان اجتماع مجلسكم في هذه الدورة حافل بالعديد من المواضيع ذات الصلة بالعمل الأمني، واستراتيجيات تنفيذه ومتابعته، التي تؤكد في مجملها أهمية البعد الفكري في المعالجات الأمنية للظواهر والحالات الإجرامية، خصوصاً في ظل ما غزا عالمنا العربي من متغيرات فكرية وتوجهات سلبية تهدف إلى عزل الأمة عن ثوابتها وقيمها الأصيلة، والسعي إلى استبدال ثقافة العنف والتحلل والصراع بها، تحت شعارات زائفة عملت على نشرها والترويج لها جهات يديرها أشخاص مأجورون أو مغرر بهم، او جاهلون يتسترون وراء واجهات وأقنعة مختلفة، لا تخفى على ذوي البصيرة والعقول النيرة، ما يجعل المحافظة على أمننا الفكري في محيطنا العربي ضرورة استراتيجية ملحّة ومصلحة عربية عليا، يتوقف على نجاحنا في تحقيقها بقاء امتنا العربية متحدة قوية آمنة مستقرة».