زياد الجزيرى لاعب استثنائى ولد ليكون نجما، موهبته الخارقة جعلت منه ومنذ صباه اللاعب الأكثر بروزا وتألقا. وفى وقت لم يكن أحد ينتظر أن يصبح بحق أحد أفضل مهاجمى تونس فى السنوات الأخيرة.. لمع مع النجم الساحلى فى بداياته ودخل باب المنتخب التونسى من أوسع الأبواب ليحقق نجاحات كبيرة بفضل قوة شخصيته وعزيمته الفولاذية وبراعته الفائقة ليكسب حب جميع الجماهير ويستحق لقب "المنقذ الدائم". لم يكن المهاجم التونسى زياد الجزيرى يوما لاعب كرة قدم تقليديا، اذ ابتدع اسلوبه الخاص الذى يجمع بين مهارة لاعب الوسط المساعد لرفاقه وحنكة رأس الحربة الهداف من مختلف النواحي. ويملك جزيرى مزايا فطرية ترجمها عبر سرعته فى الانطلاق الى الامام ودقة تسديداته وشغفه لتسجيل الاهداف ونشاطه على ارض الملعب، المكتسب من حماسته الزائدة واخلاصه للقميص الذى يرتدي. ولطالما نال الجزيرى رضى المدربين الذى اشرفوا عليه، وخصوصا اثناء مشاركته مع المنتخب التونسي، واخرهم الفرنسى روجيه لومير الذى لم يتردد فى زجه ضمن التشكيلة الاساسية لمنتخب "نسور قرطاج". ويأتى الاعتماد على الجزيرى انطلاقا من دوره المؤثر كعنصر فعال يقدم اكثر مما يطلب منه، وهو شكل علامة فارقة فى التشكيلة التونسية رغم وفرة النجوم الذين يلعبون الادوار الاولى. وبزغ نجم الجزيرى مع فريق النجم الساحلى الذى لعب له من عام 1998 حتى 2002 الذى شهد احترافه الى فى اوروبا، ليحط الرحال صيف 2003 فى تركيا حيث انضم الى فريق غازينتب سبور. الا ان الجزيرى ابى الا وان يترك بصمته الخاصة فى البطولة التركية، رغم تواضع اداء فريقه بالنظر الى فرق الصدارة كفنربخشة وبشيكطاش وغلطة سراى التى تنافست فى الاعوام القريبة الماضية على اللقب فى شكل روتيني. وفى موازاة انتقاله مطلع موسم 2005-2006 الى فريق تروا الفرنسى الوافد حديثا الى دورى الاضواء، ساهم الجزيرى فى شكل فعال فى حصول تونس على بطاقة المشاركة فى كأس العالم 2006 فى المانيا. بعد أن ساهم بقسط فعال فى تتويج منتخب بلاده بكأس الأمم الافريقية سنة 2004. ويعقد المنتخب التونسى دوما آمالا كبيرة على مهاجمه "المشاكس" زياد الجزيرى لهز شباك المنافسين ويعلق الجمهور التونسى فى معظم الأحيان حلمه على الجزيرى لأنه المهاجم التونسى الوحيد الذى لا يتأثر بقةو المنتخبات المنافسة بل يسعى قدر الامكان أن يقدم افضل ما لديه دون عقد نقص. الجزيرى المولود فى 12 يوليو 1978، مهاجم مشاكس بطبعه وبلعبه، فهو لا يتوقف عن اطلاق التصريحات النارية من بينها كلامه قب قبل مواجهة الاسبان فى المونديال الأخيرعندما قال "لا أخاف اسبانيا او البرازيل، ما يهمنى هو ادائى وتألقى داخل الملعب"، وكان الجزيرى عند الموعد انذاك فى تلك المباراة وصنع الهدف الاول. ويتميز الجزيرى بسرعته الخارقة ومراوغاته السريعة والتى تشكل قوته الضاربة وتمنحه التفوق امام المدافعين، ورغم قصر قامته فهو يجيد تسجيل الاهداف بالرأس والقدمين ولا يتأخر فى منافسة المدافعين على الكرات العالية ويخلق لهم متاعب عدة ولا يتوقف عن مشاكستهم فضلا عن انه لا يستسلم ويجارى منافسيه حتى الرمق الاخير، اضافة الى خطورته داخل المنطقة واجادته اقتناص الفرص امام المرمى. والجزيرى كثير الاحتجاج على الحكام وهو غالبا ما يدفع الثمن غاليا بتلقيه انذارات ترغمه على الغياب عن مباريات عدة. ولعب الجزيرى 72 مباراة دولية حتى الآن وكانت الاولى فى 22 ديسمبر 1999 ضد غانا. بداية رائعة لفت الجزيرى الانظار رفقة فريقه النجم الساحلى وساهم فى احرازه لقب كأس الاتحاد الافريقى عام 1999 عندما تألق مع فرانسيليدو دوس سانتوس قبل انتقال الاخير الى سوشو الفرنسى ومنه الى تولوز حيث يلعب حاليا. لم يتأخر الجزيرى فى لفت انظار كشافى المواهب فضمه غازينتيب التركى الى صفوفه موسم 2003-2004 وسجل له 7 اهداف فى 22 مباراة، ثم سجل له 10 اهداف فى 27 مباراة فى الموسم التالى قبل ان ينتقل الى تروا وسجل له 5 اهداف فى 21 مباراة لعب 11 منها اساسيا و10 احتياطيا. فى سنواته الاولى مع النجم الساحلى برع الجزيرى كثيرا ولم ينتظر طويلا ليفرض نفسه نجما فى الفريق رغم صغر سنه حيث لم يتجاوز انذاك 20 عاما وساهم بقسط وافر فى تألق فريقه فى المسابقات الافريقية. تألق ونجاح لفت له اهتمام مدربى المنتخب التونسى الأول حيث وجه له المدرب الايطالى سكوليو للمشاركة فى اولى بطولاته الافريقية مع منتخب تونس فى دورة 2000 فى نيجيريا وغانا. فى تلك الفترة انتظر الجميع ان التألق من نصيب النجوم المعروفة التى تعودت على أجواء المنتخب التونسى وشاركت فى دورات سابقة لكن الجزيرى خطف الأضواء وانتزع الإعجاب قبل أم يشارك مع منتخب بلاده بعد ذلك فى أمم افريقيا 2002 ثم فى موندياله الأول عفى نفس العام فى كوريا واليابان. ثنائى لا مثيل له قبيل أشهر معدودة من تنظيم تونس لبطولة أمم افريقيا ارتأى لومير مدرب المنتخب التونسى توجيه الدعوة للمهاجم البرازيلى سانطوس المحترف بالدورى الفرنسى ومهاجم النجم الساحلى فيما مضى.. اختيار صائب كان له تأثير السحر على الخط الهجومى للمنتخب التونسى حيث أبدع الثنائى الجزيرى وسانطوس وساهما فى حصول تونس على كأسها الافريقية الاولى ليتأكد ان هذان اللاعبان يتكاملان كثيرا سيما وانهما حققا نفس النجاح فى السابق مع النجم الساحلي مونديال القطيعة بعد المشاركة الفاشلة للمنتخب التونسى فى المونديال الاخير صب الجزيرى جام غضبه على المدرب لومير وانتقد الاسلوب المتبع من قبل هذا المدرب سواء فيما يتعلق بالاختيارات الفنية أو تعامله مع اللاعبين. ثورة زياد الجزيرى جعلته يفكر فى عدم تلبية دعوة لومير مستقبلا فغاب فعلا عن المبارايات التى خاضها المنتخب التونسى ضمن تصفيات امم افريقيا 2008. ولكنه وبطبعه الغيور على الراية الوطنية كان من بين المدعوين للمباراة الودية ضد المنتخب المغربى ليواصل بذلك مسيرة رائعة مع "نسور قرطاج". زياد الجزيرى فى سطور: تاريخ الميلاد: 12-7-1978 مكان الميلاد: سوسة - تونس الطول: 171 صم الوزن: 70 كلغ الخطة: مهاجم النادى الحالي: تروا الفرنسي الأندية السابقة: النجم الساحلى التونسى وغازينتاب التركي التتويجات: بطولة أمم افريقيا 2004 وكأس الكؤوس الافريقية المشاركات الدولية: لعب أول مباراة دولية يوم 22 ديسمبر 1999 ضد غينيا شارك فى اربع بطولات لأمم افريقيا. كما شارك فى مونديالى 2002 و2006. لعب 73 مباراة دولية