نسب كريستوف عياد في صحيفة ليبراسيون للمجلس الوطني للحريات في تونس، قوله إن عدد الذين تم استجوابهم في تونس منذ الأحداث الدامية التي وقعت في جنوب هذا البلد قبل أسابيع يقدر بالمئات, أما المعتقلون فإن المؤكد أن عددهم في شهر يناير/كانون الثاني الماضي وحده تجاوز المائة. وقال عياد إن المواجهات الدامية التي شهدتها تونس ما بين 23 ديسمبر/كانون الأول و3 يناير/كانون الثاني الماضي وأودت بحياة 20 شخصا، تبين أنها لم تكن بين السلطات التونسية و"عصابات إجرامية" وإنما بينها وبين مجموعة جهادية شاذة مدججة بالسلاح حسب تعبيره. ونقل عن مصدر دبلوماسي في تونس قوله إن النظام التونسي بدا منذ ذلك الحين هستيرياً, وبلغ القمع مستوى لم يبلغه منذ تسعينيات القرن الماضي, عندما عمد النظام إلى اجتثاث حزب النهضة الإسلامي, لكن الفرق الكبير بين ما جرى آنذاك وما يجري الآن هو أن السلطات لا تواجه حركة سياسية يسهل تفكيكها وإنما خطرا مستشريا يصعب احتواؤه. " قوات الأمن التونسية نفذت عمليات دهم واسعة طالت مناطق عدة في ضاحية سليمان بتونس وفي سيد بوزيد وسوسة والكاف وجمال وبنزرت, كما باشرت تنفيذ اعتقالات بالجملة على أسس ضبابية وتعسفية " وذكر عياد أن عمليات دهم واسعة طالت مناطق عدة في ضاحية سليمان بتونس، وفي سيدي بوزيدوسوسة والكاف وجمال وبنزرت, مشيرا إلى أن قوات الأمن يبدو أنها باشرت تنفيذ اعتقالات بالجملة على أسس ضبابية وتعسفية. وأضاف أن من بين من اعتقلوا من جديد أشخاصا اعتقلوا في السابق بتهمة التخطيط للذهاب إلى العراق قبل أن يطلق سراحهم, أما المعتقلون الجدد فتهمهم تتراوح بين التردد على هذا المسجد أو ذاك أو زيارة موقع إسلامي ما، أو لأن سوء حظهم جعلهم من بين من كان أحد المتهمين الآخرين يتردد عليهم. اختفاء وتعذيب وأورد عياد في هذا الإطار حالة محمد أمين جزيري, الذي قال إنه اختفى يوم 24 ديسمبر/كانون الثاني 2006 بعد أن أرسل له أحد أصدقائه رسالة SMS يتوسل إليه فيها أن يأتيه في المستشفى فورا. لكن جزيري اختفى واختفت سيارته معه, وأصرت الشرطة على نفي معرفتها أي شيء عنه, وبعد تحريات أجرتها أسرته تبين أنه محتجز، وأن صديقه كان محتجزا على ذمة التحقيق, ولم يرسل له أي رسالة. وذكر عياد أنه يبدو أن التحقيقات صاحبها استخدام منظم للتعذيب, بل إن اثنين على الأقل ممن اعتقلوا في سوسةوسيدي بوزيد ماتا، وقامت الشرطة باستدعاء أسرهما إلى المقبرة للتعرف عليهما قبيل لحظات من دفنهما.