تعهدت كوريا الشمالية الثلاثاء بالبدء بازالة منشآتها النووية خصوصا مفاعلها الرئيسي في يونغبيون في مقابل مساعدة في مجال الطاقة، وذلك بموجب اتفاق وقع في ختام محادثات بكين. وتحدث المفاوض الصيني وو داواي عن اتفاق من سبع نقاط تم التوصل اليه بعد مفاوضات سداسية استمرت ستة ايام بين الكوريتين والصين والولاياتالمتحدة واليابان وروسيا. وقال خلال حفل اختتام المفاوضات بحضور كل الوفود "هذه الجلسة من المفاوضات اتاحت التوصل الى توافق مهم حول تطبيق اول الاجراءات (لجعل شبه الجزيرة الكورية خالية من الاسلحة النووية) ما ادى الى نجاح هذه المحادثات". وستتلقى كوريا الشمالية مساعدة في مجال الطاقة تعادل مليون طن من النفط اذا احترمت الالتزام الذي قطعته الثلاثاء. وستتسلم كوريا الشمالية خمسين الف طن من النفط خلال شهرين اذا اغلقت مفاعل يونغبيون الواقع على بعد مئة كلم شمال بيونغ يانغ في مهلة شهرين. اما الكمية المتبقية وقدرها 950 الف طن، فستتسلمها بيونغ يانغ فور تفكيك المفاعل بشكل كامل على ان تكشف عليه الوكالة الدولية للطاقة الذرية في مهلة شهرين بعد توقيع الاتفاق. ويعتبر الخبراء ان يونغبيون يشكل العمود الفقري للترسانة النووية للنظام الكوري الشيوعي، وكانت كوريا الشمالية طردت مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية عام 2002 خلال ازمة دبلوماسية مع الولاياتالمتحدة. والاتفاق الذي تم التوصل اليه الثلاثاء ينص ايضا على اجراء محادثات مباشرة بهدف اقامة علاقات دبلوماسية بين واشنطن وكوريا الشمالية، التي صنفها الرئيس الاميركي جورج بوش عام 2002 من بين دول "محور الشر" المتهمة بدعم الشبكات الارهابية مع ايران والعراق. كذلك وافقت الولاياتالمتحدة الثلاثاء على بدء العمل خلال الشهرين المقبلين على شطب كوريا الشمالية من لائحة الدول التي تدعم الارهاب ورفع العقوبات التجارية في حال التزمت بيونغ يانغ بتعهدها اغلاق مفاعلها النووي الرئيسي وتفكيكه في ما بعد. ورغم ان ملف القيود المالية لا يدخل في اطار اتفاق الثلاثاء، وعدت واشنطن بتسوية مسألة العقوبات المالية التي فرضت عام 2005 على كوريا الشمالية في غضون شهر. وقال المفاوض الاميركي كريستوفر هيل ان "الولاياتالمتحدة تتعهد بحل مسألة العقوبات المتعلقة بمصرف 'بانكو دلتا آسيا' في ماكاو بحلول 30 يوما وابلغت بذلك الاطراف الاخرى خلال المحادثات". والعقوبات المالية التي فرضتها واشنطن على كوريا الشمالية قبل سنة ادت الى تجميد واشنطن نحو 24 مليون دولار في حسابات كورية شمالية لدى مصرف بانكو دلتا آسيا في ماكاو. وكان الاميركيون والكوريون الشماليون التقوا مرتين في الآونة الاخيرة لبحث هذا الموضوع. من جهة اخرى اعتبر هيل انه لا يزال هناك "الكثير من العمل" مرحبا في الوقت نفسه بالاتفاق حول البرنامج النووي الكوري الشمالي. وقال هيل "انها فقط نهاية لبداية عملية، لدينا الكثير من العمل لانجازه" مؤكدا انه "راض جدا عن الاتفاق" وواصفا اياه بانه "خطوة اولى ثابتة". وتعهد الكوريون الشماليون واليابانيون ايضا باطلاق محادثات ثنائية لتطبيع علاقاتهما. وبعيد الاعلان عن الاتفاق الثلاثاء ربط وزير الخارجية الياباني تارو آسو دعم بلاده للمساعدة في مجال الطاقة بالتقدم المحتمل في ملف خلافي حول الرعايا اليابانيين الذين خطفهم عناصر استخبارات في بيونغ يانغ خلال الحرب الباردة. وقال آسو "بالتأكيد تم تحقيق نتائج مهمة لكننا لن نشارك في مساعدة في مجال الطاقة بدون تحقيق تقدم في ملف الخطف". من جهة اخرى دعا رئيس كوريا الجنوبية رو مو-هيون الثلاثاء الى ترجمة الاتفاق الموقع في بكين الى "واقع". وقال رو "علينا ان نتخذ على الفور كل الاجراءات اللازمة لترجمة هذا الاتفاق الى واقع". واضاف ان "كوريا الجنوبية تعاونت بشكل وثيق مع الولاياتالمتحدة والصين لحل الازمة المتعلقة بالبرنامج النووي الكوري الشمالي، ويجب تعزيز مثل هذه الجهود بشكل اضافي". واعلن المفاوض الصيني عن جولة مقبلة من المفاوضات السداسية في 19 اذار/مارس في بكين فيما سيتم تشكيل مجموعات العمل الخمس بحلول شهر للاشراف على العملية في المجالات التالية: تجريد شبه الجزيرة الكورية من السلاح النووي وتطبيع العلاقات بين كوريا الشمالية والولاياتالمتحدة وتطبيع العلاقات بين كوريا الشمالية واليابان والتعاون الاقتصادي وفي مجال الطاقة، وايجلد آلية من اجل الامن والسلام في شمال شرق آسيا. وكانت بيونغ يانغ اجرت اول تجربة نووية في تشرين الاول/اكتوبر ما ادى الى فرض عقوبات دولية عليها.