اتخذت اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا أول خطوات ملموسة لمعاقبة كوريا الشمالية ردا على إجرائها تجارب صاروخية الأربعاء الماضي. فقد أعلن وزير الزراعة الياباني ناكاغاوا شويتشي أن بلاده ستتوقف عن تقديم مساعدات غذائية لكوريا الشمالية وستنظر في تعليق التبادل التجاري في مجال الزراعة وصيد الأسماك معها. كما أعلن مسؤول كبير في كوريا الجنوبية أن بلاده ستعلق مساعداتها الغذائية والزراعية لكوريا الشمالية لفترة غير محددة ردا على تجربتها الصاروخية. أما أستراليا فقد أعلنت على لسان رئيس دائرة الشؤون الخارجية والتجارية مايكل لوسترانج أنها ستعلق اتصالاتها مع المسؤولين الكوريين الشماليين. وتأتي هذه الخطوة بعد أيام من إعلان وزير الخارجية الأسترالي ألكسندر داونر عن عزم بلاده تشديد القيود على سفر المسؤولين الكوريين الشماليين إلى أستراليا وإلغاء زيارات مقررة لمسؤولين أستراليين إلى بيونغ يانغ. كريستوفر هيل بحث مع المسؤولين الصينيين أزمة الصواريخ الكورية (رويترز) وفي السياق نفسه أجرى رئيس الوزراء الأسترالي جون هوارد محادثات هاتفية مع الرئيس الأميركي جورج بوش لبحث اتخاذ من المجتمع الدولي على إطلاق الصواريخ الكورية الشمالية. وقال هوارد في تصريح إذاعي، إن بوش يتوجه إلى حكام العالم ويؤكد بشدة أن الوضع في غاية الخطورة بسبب عدم إمكانية توقع تصرفات كوريا الشمالية، مشيرا إلى أن هذه الدولة ليست فقط مصدر قلق لليابان أو كوريا الجنوبية بل أيضا لدول أخرى كأستراليا. وتوقع هوارد إطلاق صواريخ كورية شمالية جديدة، مشددا على أنه إذا قبلت بيونغ يانغ مواصلة المفاوضات السداسية يمكنها الحصول على ضمانات في مجال الطاقة والمساعدات الإنسانية. يأتي ذلك في وقت توجه فيه دبلوماسي ياباني كبير إلى الصين اليوم لمناقشة أزمة الصواريخ الكورية الشمالية مع مسؤولين صينيين وأميركيين. ويلتقي رئيس مكتب الشؤون الآسيوية في وزارة الخارجية اليابانية كينيشيرو ساساي مسؤولين صينيين وكريستوفر هيل مساعد وزيرة الخارجية الأميركية نظيره الأميركي في المفاوضات السداسية بشأن البرنامج النووي لكوريا الشمالية. وكان هيل التقى عددا من المسؤولين الصينيين فور وصوله اليوم إلى بكين في أول محطة من جولة آسيوية تقوده أيضا إلى سول وطوكيو. وقال المسؤول الأميركي بعد هذه المحادثات إن الصين والولاياتالمتحدة اتفقتا على اعتبار تجربة إطلاق الصواريخ الكورية الشمالية عملا استفزازيا. ويناقش مجلس الأمن الدولي الذي يعقد اجتماعا طارئا منذ الأربعاء مشروع قرار اقترحته اليابان وتدعمه الولاياتالمتحدة يفرض عقوبات على كوريا الشمالية. وتعارض الصين وروسيا هذا القرار. موقف بيونغ يانغ " كوريا الشمالية أكدت تمسكها بإطلاق الصواريخ إلا إذا تخلت الولاياتالمتحدةواليابان عما سمتها سياسة الخنق التي تمارسها ضدها " وفي المقابل نفى مسؤول كوري شمالي أن يكون إطلاق الصورايخ السبعة الأربعاء الماضي دليل وجود نوايا هجومية لدى بلاده، مؤكدا أنه هدف حصرا إلى تعزيز الإمكانات الدفاعية لبيونغ يانغ في مواجهة الولاياتالمتحدة. وقال المستشار في بعثة كوريا الشمالية لدى الأممالمتحدة شو ميونغ نام لوكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية إن بيونغ يانغ ستواصل إطلاق الصواريخ إلا إذا تخلت واشنطن وطوكيو عما سماها سياسة خنق بلاده. وأطلقت كوريا الشمالية الأربعاء الماضي سبعة صواريخ بينها صاروخ تايبودونغ-2 الذي يصل مداه إلى 6700 كيلومتر والقادر على إصابة آلاسكا. وقد سقطت كل الصواريخ في بحر اليابان بعد إطلاقها، علما أن صاروخ تايبودونغ-2 سقط بعد أربعين ثانية على إطلاقه.