قالت الكاتبة المصرية الدكتورة نوال السعداوي إنها ابتعدت عن مصر نتيجة لحملة تتعرض لها، لكنها أكدت أنها ستعود وستواصل معركتها ضد ما وصفته ب «استهداف المبدعين»، وذكرت السعداوي في اتصال هاتفي أجرته من فندق تقيم فيه في العاصمة البلجيكية بروكسيل مع «الحياة» في القاهرة إنها «لم تفر من مصر وانما هي موجودة في الخارج لحضور مؤتمر عن الحرب ضد لبنان تنظمه السيدة نورا عامر يوم 10 آذار (مارس) المقبل» واعتبرت أن صحيفة «لو سوار» البلجيكية «بالغت» في نقل تصريح لها عن الحملة ضدها في مصر، وأضافت: «ليست نوال السعداوي من يهرب من أي مواجهة، ولكنني غادرت منذ شهر ونصف الشهر وسأشارك في مؤتمر سيعقد في بلجيكا، وسأتحدث عن «السياسة الدولية وقضايا المرأة وعلاقة الامبراطورية الاميركية بقهر النساء»، وسأظل خارج البلاد لمدة اربعة أشهر أخرى في انتظار ما سيحدث، وسأعود يوماً لأواصل معركتي». وكانت السعداوي وابنتها الدكتورة منى حلمي مثلتا امام النيابة المصرية في كانون الثاني (يناير) الماضي بناء على بلاغ قُدم ضدهما اتهمهما بالكفر. وعن أسباب مغادرتها البلاد، قالت «تم التحقيق معي بشكل غير لائق بسبب أفكاري بعدما تقدم محامٍ ببلاغ ضدي وسط اللصوص وقطاع الطرق»، وقالت في يأس: «قرفت من جو البلد بعد التحقيق معي كاللصوص»، مشيرة الى أن أصواتاً «تنادي بقطع رقبتها وحبس ابنتها بسبب ارائهما في شأن نسب الابناء للأمهات وليس الاباء»، وأضافت: «يتهمونني بازدراء الأديان وكل آرائي لا علاقة لها بالاديان وانما بأمور سياسية». وأشارت الى أنها تعاني من الاضطهاد في البلاد، خصوصاً مع منع 5 كتب لها من دخول معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي اقيم اخيراً، وقالت «هناك مؤامرة ضدي منذ ان فكرت في التقدم الى انتخابات الرئاسة»، وتابعت: «كل هذه الامور اصابتني بالإحباط». واستغربت السعداوي ما اعتبرته «صمت المفكرين والصحف» بعد التحقيق معها بسبب آرائها في مكان وسط اللصوص في مخفر شرطة الساحل (شمال القاهرة). وربطت الكاتبة بين تصعيد - ما اعتبرته الحملة الموجهة اليها - وبين صعود جماعة «الاخوان المسلمين» في الانتخابات البرلمانية الاخيرة التي حصدت فيها الجماعة 88 مقعداً، وقالت ان تقوية «الاخوان» بهدف أمر معين «هو تقوية المجتمع الرأسمالي الأبوي». وسألتها «الحياة» كيف يتم تقوية «الإخوان» في حين تُوجه إليهم ضربات أمنية ويعتقل العشرات منهم، فقالت: «كما قلت هناك وظيفة معينة بانتهائها ينتهي دورهم»، مشيرة الى أن «اسامة بن لادن كان حليفاً لأميركا وبعد انتهاء المطلوب منه اصبح عدوها الاول، وكذلك الحكومة المصرية والإخوان فإنهم اصدقاء الماضي وأعداء الحاضر». وأشارت الى أنها ستتوجه الى الولاياتالمتحدة الاميركية «حيث سيتم تكريمي في جامعة ويست فيرجينيا في 14 آذار (مارس) المقبل، اضافة الى أن مجموعة من الجامعات تطلبني كأستاذ زائر».