بدأت الولاياتالمتحدة تحركا مكثفا لحث باكستان على بذل مزيد من الجهود في مجال ما يسمى الحرب على الإرهاب وتفعيل نشاطها في ملاحقة عناصر تنظيم القاعدة. وفي هذا الإطار وصل ديك تشيني نائب الرئيس الأميركي إلى باكستان قبل ظهر اليوم الاثنين في زيارة مفاجئة لم يعلن عنها مسبقا, حيث يتوقع أن يجري مباحثات تتركز على التعاون بين واشنطن وإسلام آباد في مكافحة "الإرهاب". وقد بدأ تشيني فور وصوله مباشرة اجتماعا مع الرئيس برويز مشرف. تأتي الزيارة بينما قرر الرئيس الأميركي إرسال رسالة "شديدة اللهجة" على غير العادة للرئيس الباكستاني ليحذره من أن الكونغرس الذي يهيمن عليه الآن الديمقراطيون قد يقطع عن بلاده المساعدات ما لم تبذل مزيدا من الجهد لملاحقة ناشطي القاعدة. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين كبار في الإدارة الأميركية قولهم إن هذا القرار اتخذ بعد أن خلص البيت الأبيض إلى أن برويز مشرف وهو حليف رئيسي في حرب واشنطن على "الإرهاب" لم يف بما التزم به أمام جورج بوش في سبتمبر/أيلول الماضي للتصدي للجماعات الموالية للقاعدة. وذكرت الصحيفة أن مسؤولي المخابرات الأميركية خلصوا إلى أنه "يجرى بناء البنية التحتية للإرهاب وأنه رغم أن باكستان هاجمت بعض المعسكرات فإن جهودها فترت بشكل عام". وتقول باكستان إنها تبذل كل ما في وسعها لمنع المتشددين من التسلل إلى أفغانستان، لكن الجيش الأميركي يقول إن الهجمات عبر حدود باكستان زادت حدة العام الماضي. وقد مرر مجلس النواب الأميركي مؤخرا قرارا يطالب بوش بالتأكد من أن إسلام آباد تبذل "كل الجهود الممكنة" لمنع طالبان من النشاط في مناطق خاضعة لسيادتها كشرط لاستمرار المساعدات. يشار إلى أن باكستان تحصل سنويا من الولاياتالمتحدة على 850 مليون دولار كمساعدات اقتصادية وعسكرية ولمكافحة المخدرات، ويقول خبراء الكونغرس إن 350 مليونا من هذه المساعدات يمكن أن تتأثر بقرار مجلس النواب. من جهة أخرى تجري وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت مباحثات اليوم في باكستان بشأن مواجهة المسلحين على الحدود مع أفغانستان. وكان وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس زار باكستان يوم 12 فبراير/شباط الجاري لحشد الدعم للزيادة المتوقعة في هجمات طالبان عند تحسن الأحوال الجوية الشهر المقبل.