تجري الحملة الانتخابية الرئاسية في موريتانيا بهدوء دون مناقشات سياسية صاخبة للمرشحين الى هذه الانتخابات التي ستكرس عودة السلطة الى المدنيين في اعقاب الانقلاب العسكري في 2005. ومنذ انطلاق الحملة في الرابع والعشرين من شباط/فبراير يقوم معظم المرشحين ال19 بالتنقل في ارجاء البلاد ذهابا وايابا كما يقولون لابداء اهتماهم من اجل "موريتانيا بكاملها" لكنها حتى الان ليست حماسية بحسب المراقبين. ويفسر غياب الحرارة الانتخابية ب"فقدان التقاليد في هذا المجال وتشابه البرامج المقترحة وحرص هؤلاء واولئك على تفادي عداوات قبل الدورة الثانية التي قد لا يمكن تفاديها" كما قال محمد فال ولد عمر في افتتاحيته في الاسبوعية المستقلة "لا تريبون". وتتحدث البرامج الانتخابية عن السعي الى توفير العمل للشباب والحصول على المياه والكهرباء وتوسيع شبكة الطرق وكسر عزلة مختلف المناطق في هذا البلد الشاسع الذي تغطي الصحراء ثلاثة ارباع مساحته... وعرض المرشحون الرئيسيون حتى الان حججا وبراهين قلما تختلف حول الموضوع العام لمكافحة الفقر. ووعد احمد ولد داداه رئيس تجمع القوى الديموقراطية (معارضة سابقا) بانه سيغير في غضون عام وجه المناطق الجنوبية الشرقية المعزولة في غالبيتها والتي لا تستفيد سوى بمنافع ضئيلة جدا من التقدم الاقتصادي في البلاد. اما منافسه الرئيسي المرشح المستقل سيدي ولد شيخ عبد الله فحذا حذوه واعدا بتغيير هادىء لحياة الموريتانيين اليومية. وهي مقترحات متشابهة تقريبا لتلك التي عرضها مسعود ولد بوالخير من التحالف الشعبي التقدمي وزين ولد زيدان المستقل الاخر. والفوارق الوحيدة في خطابات هؤلاء المرشحين الاوفر حظا في وصول احدهم الى منصب الرئاسة ظهرت خصوصا في مواضيع العلاقات مع اسرائيل او في مسالة الاف الموريتانيين المبعدين في اعقاب اعمال العنف العرقية التي وقعت في 1989 بعد خلاف حدودي بين موريتانيا والسنغال. ووعد ولد بوالخير بوضع حد "للعلاقات المشينة مع اسرائيل" في حال تم انتخابه واعلن انه سيعمد الى ملاحقة "المسؤولين عن احداث 1989". وقال "اتعهد بتضميد الجروح البليغة للعام 1989 وتنظيم عودة اللاجئين (الى موريتانيا) واعادة حقوقهم اليهم واحالة المسؤولين امام القضاء قبل تنظيم عفو لمصلحة وحدة شعبنا". واعلن ولد شيخ عبد الله ايضا انه يولي اهمية كبرى لمسالة اللاجئين الموريتانيين دون الدخول في التفاصيل بينما وعد ولد داداه ب"حل عادل" للذين ثبتت جنسيتهم الموريتانية. اما صالح ولد حنانة الرئيس السابق لحركة فرسان التغيير (معارضة عسكرية سابقا) المدعوم من الاسلاميين فتعهد من جهته بقطع العلاقات مع "العدو الصهيوني" في حال فوزه في الانتخابات. وتميز مرشحان بمواقف مختلفة وهما محمد ولد مولود مرشح اتحاد قوى التقدم الذي عرض حكومة ائتلاف وطنية ومحمد خونة ولد هيدالله وهو رئيس سابق من 1980 الى 1984 الذي يستند الى الشريعة. والاربعاء اعلنت الحكومة انها انجزت التحضيرات المادية للانتخابات مع نقل بطاقات الاقتراع المطبوعة في لندن والتي تم استلامها في نواكشوط. ودعي 1,13 مليون موريتاني الى صناديق الاقتراع في الحادي عشر من اذار/مارس للدورة الاولى في الانتخابات الرئاسية التي تنهي العملية الانتقالية التي بدات مع الانقلاب العسكري في اب/اغسطس 2005.