شددت اسرائيل خلال الساعات ال24 الماضية تدابيرها الامنية حول بعثاتها الدبلوماسية في الخارج تخوفا من عمليات خطف او هجمات من جانب ايران اثر اختفاء جنرال ايراني سابق بشكل غامض في تركيا. وقال مسؤول اسرائيلي كبير لوكالة فرانس برس طالبا عدم ذكر اسمه انه "من الطبيعي الارتياب من ايران مع انتشار شائعات مثل هذه في المنطقة" مشيرا الى ان طهران هاجمت عبر حزب الله مطلع التسعينات مراكز يهودية واسرائيلية في بوينس ايريس. واصدر جهاز الامن الداخلي الشين بيت المسؤول خصوصا عن حماية السفارات والقنصليات والمؤسسات الرسمية الاسرائيلية الاخرى في العالم تعليمات لتعزيز اجراءات المراقبة والحراسة على ما اوضحت اذاعة الجيش الاسرائيلي. ورفض مسؤول في الشين بيت تأكيد او نفي هذه المعلومات مكتفيا بترديد العبارة التقليدية "سنقرر ترتيباتنا وفقا للتطورات على الارض والمعلومات الاستخباراتية التي نملكها". وقد اتخذت هذه التدابير الاحترازية اثر اختفاء نائب وزير الدفاع الايراني السابق علي رضا اصغري مؤخرا في تركيا. وعلى اثر هذه القضية طلبت طهران "توضيحات من السلطات التركية" على ما صرح وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي الاثنين. وذكرت وكالة الانباء الايرانية شبه الرسمية "مهر" ان اصغري موظف متقاعد في وزارة الدفاع ونائب وزير الدفاع السابق علي شمخاني الذي شغل هذا المنصب في عهد حكومة الرئيس الاصلاحي محمد خاتمي. وذكرت وسائل الاعلام الاسرائيلية من جهتها ان ايران تشك في ان وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) واجهزة الاستخبارات الاسرائيلية (الموساد) خطفا او ساعدا الشهر الماضي الجنرال علي رضا اصغري على الفرار. ورأت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان فرضية الفرار هي الاكثر ترجيحا خصوصا وان زوجة الجنرال واولاده غادروا ايران قبل اعلان اختفائه. وقالت الاذاعة ايضا ان خبر اختفاء الجنرال احتفظت به السلطات الايرانية بسبب ارتباكها الى ان كشفت الصحافة التركية القضية. ورجح الصحافي غاد شمرون الذي يعمل في صحيفة معاريف الاسرائيلية وكان عنصرا سابقا في الموساد في تصريح للاذاعة ان يكون الجنرال الايراني السابق فر "الى الاميركيين". وقد وصف هذا الجنرال بانه مسؤول سابق في الحرس الثوري الايراني ويملك معلومات مهمة عن البرنامج النووي الايراني. ويبدو انه كان مسؤولا عن نشاطات الحرس الثوري الجيش العقائدي للنظام الاسلامي في لبنان ومتورط في خطف الطيار الاسرائيلي رون اراد الذي فقد في لبنان. ويعتقد المسؤولون الاسرائيليون منذ سنوات ان ايران تملك المعلومات الاساسية عن اراد. وكان الطيار الاسرائيلي الذي اسقطت طائرته في لبنان اسر من قبل ناشطين من حركة امل الشيعية اللبنانية قبل ان يفقد اثره. وتتهم اسرائيل ايران باحتجازه الامر الذي تنفيه طهران. وقالت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان اصغري عمل بحكم منصبه داخل الحرس الثوري كرجل ارتباط مع حزب الله و"منظمات ارهابية" اخرى في العالم. ويعتبر رون اراد بطلا في اسرائيل التي لم تتراجع عن مساعيها باستعادته ورفضت دوما اعلان وفاته رسميا. وقد اعلنت منظمة اسرائيلية خاصة في 2004 مكافأة بقيمة عشرة ملايين دولار لكل من يزود بمعلومات ذات مصداقية عن مصيره.