ما زال الغموض يلف مصير مساعد وزير الدفاع الإيراني السابق العميد علي رضا عسكري والذي اختفى من فندقه في اسطنبول بعد ثلاثة أيام من وصوله وذلك في الوقت الذي أظهرت فيه تحقيقات الشرطة التركية ان عسكري لم يغادر تركيا وليس موجودا في مستشفياتها. وألمحت تقارير صحفية الى فرار الجنرال الإيراني السابق إلى الولاياتالمتحدة الأمريكيين، مضيفة ان عسكري مسؤول سابق في الحرس الثوري ويملك معلومات مهمة عن البرنامج النووي الإيراني، وربما كان متورطاً أو يملك معلومات عن خطف الطيار الإسرائيلي المفقود رون أراد الذي فقد في لبنان. ******************** تضاربت الأنباء بشأن مصير عسكري خاصة في ظل التكتم الشديد الذي تتعمل به طهران مع قضية اختفائه، حيث قال مستشار مركز الشرق الأوسط للدراسات ما شاءالله شمس الواعظين "إن فرضية الحرس الثوري عن خطفه مطروحة، وهناك احتمال أن يكون ذهب إلى الخارج بإرادته لاجئاً إلى دولة ما، او أن يكون تعرض لحادث ولم يعثر على جثته". وأوردت وسائل الإعلام التركية أنه اختفى بعدما نزل في فندق في اسطنبول في 7 فبراير . ونقلت صحيفة "ميلييت" التركية عن مسؤولين في الاستخبارات والشرطة التركية قولهم ان عسكري يعارض الحكومة الايرانية ولديه معلومات عن "منظومة الأمن الإيرانية والبرنامج النووي". وأعلنت وزارة الداخلية التركية أمس بدء تحقيق في الأمر. غير ان مسؤولاً في وزارة الخارجية التركية قال: "بالنسبة إلينا هو شخص ايراني عادي مفقود". وأمس نقلت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية عن تقرير لمراسل "الدايلي تلغراف" البريطانية "أن بعثة استخبارية إيرانية وصلت إلى تركيا للتحقيق في ظروف اختفائه، بينما تناقلت وكالات الأنباء اتهامات إيران للاستخبارات الاسرائيلية "الموساد" ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إي" بالمسؤولية عن اختفائه". ********************* في هذه الأثناء، ذكرت تقارير صحفية ان الجنرال الإيراني المختفي قد يكون الآن في الولاياتالمتحدة بناء على طلبه بعد انشقاقه على النظام خاصة ان سفر عسكري الى اسطنبول لم يكن ضمن برنامج زيارته وهو ما قد يشير الى ان الزيارة وما اعقبها من عملية اختفائه بعد ثلاثة ايام كانت مرتبة. وذكرت وسائل إعلام عبرية ان ايران تشك في ان وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي.آي.ايه) وأجهزة الاستخبارات الاسرائيلية (الموساد) خطفا او ساعدا عسكري على الفرار. ورأت اذاعة الجيش الاسرائيلي أن فرضية الفرار هي الاكثر ترجيحا، خصوصا أن زوجة الجنرال واولاده غادروا ايران قبل إعلان اختفائه. وقالت الاذاعة ايضا إن خبر اختفاء الجنرال احتفظت به السلطات الإيرانية بسبب ارتباكها الى ان كشفت الصحافة التركية القضية. وقالت وسائل اعلام اسرائيلية إن عسكري كان مسؤولاً عن نشاطات الحرس الثوري الايراني في لبنان، ومتورطا في خطف الطيار الإسرائيلي رون اراد الذي فقد في لبنان. ويعتقد المسؤولون الاسرائيليون منذ سنوات ان ايران تملك المعلومات الاساسية عن اراد. وكان الطيار الاسرائيلي الذي أسقطت طائرته في لبنان في الثمانينات من القرن الماضي، أسر من قبل ناشطين من حركة "امل" قبل ان يفقد أثره. وتتهم اسرائيل ايران باحتجازه الامر الذي تنفيه طهران. وقالت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان أصغري عمل بحكم منصبه في الحرس الثوري كرجل ارتباط مع "حزب الله" و"منظمات ارهابية" اخرى في العالم. أسرار الجنرال الإيراني.. ------------------ في غضون ذلك، أكد مصدر عسكري ايراني كان من ضمن الطاقم القيادي للحرس الثوري في لبنان منذ اواخر الثمانينات من القرن الماضي، بأن عسكري بخير وانه يحظى بعناية فائقة في احدى دول شمال اوروبا حيث يقضي عدة ساعات في اليوم مع جمع من الخبراء العسكريين لاستكمال عدد من الملفات الساخنة كان للحرس الثوري الدور الاساسي فيها. ونقلت جريدة "الشرق الاوسط" اللندنية عن المصدر قوله، ان عسكري الذي تولي قيادة وحدات الحرس الثوري في لبنان بعد احمد كنعاني (القائم بالاعمال فيما بعد في تونس والسفير السابق في مدغشقر) وحسين مصلح، يعرف كثيراً من الاسرار وهو قضى سنتين في لبنان فضلاً عن تردده على السودان وسورية وباكستان وافغانستان. وحول ملابسات اختفاء عسكري من تركيا وخبر لجوئه الى الولاياتالمتحدة، ذكرت "الشرق الاوسط" بان مساعد وزير الدفاع السابق مستشار وزارة الدفاع ذهب الى دمشق على رأس وفد عسكري وخبراء من منظمة الصناعات الدفاعية لاجراء محادثات مع مسؤولي وزارة الدفاع السوري حول انشاء مجمعات لانتاج المعدات العسكرية في سورية. ولم يكن السفر الى اسطنبول من ضمن برنامج زيارة عسكري غير انه توجه الى اسطنبول للاجتماع بتاجر سلاح اوروبي معروف، علماً ان التاجر المذكور اجل زيارته لمدة 24 ساعة عند وصول عسكري الى اسطنبول خلال مكالمة هاتفية اجراها مع عسكري على حد قول دبلوماسي ايراني في اسطنبول. وواصلت الحكومة الايرانية تكتمها حول تفاصيل اختفاء عسكري. وصرح قائد الشرطة الايراني اسماعيل احمدي مقدم أمس بأن اجهزة استخبارات غربية قد تكون اختطفت عسكري. ونسبت "وكالة انباء العمال الايرانية" الى احمدي مقدم قوله ان عسكري كان في زيارة خاصة واختفى بعد وصوله الى تركيا قادما من دمشق. وقال أحمدي مقدم: "من الممكن ان يكون نائب وزير الدفاع السابق عسكري قد اختطف على ايدي اجهزة مخابرات غربية بسبب خبراته السابقة في وزارة الدفاع". وأضاف: "فقد بعد ثلاثة ايام من اقامته في تركيا. وتظهر تحقيقات الشرطة انه لم يغادر تركيا". وقالت صحيفة "ميليت" التركية نقلاً عن مسؤولين لم تكشف عنهم ان الاستخبارات والشرطة التركية اكتشفت ان عسكري يعارض الحكومة الايرانية وان لديه معلومات بشأن خططها النووية. وقال مسؤول في وزارة الخارجية التركية طلب عدم نشر اسمه ان الوزارة تتابع القضية بناء على طلب من ايران لكنها لا تعتبرها غير عادية.