أعلن الصحفيون التونسيون عن انضمامهم للأصوات الداعية إلى إلغاء عقوبة الإعدام نهائيا من القانون التونسي انسجاما مع "القيم السامية المستمدة من الموروث الحضاري للبلاد وريادتها الحداثية في عديد المجالات". وذكرت جمعية الصحفيين التونسيين، في بيان تلقت وكالة (آكي) نسخة منه اليوم (الخميس)، أن الاتجاه العام لعديد المداخلات والندوات التي انتظمت مؤخرا بتونس حول إلغاء هذه العقوبة أظهرت "توجها غالبا لرفضها" والدعوة "لإلغائها" باعتبار طابعها "الانتقامي اللا إنساني" ومعارضتها ل"مبدأ الحق في الحياة" ولآثارها "غير القابلة للتدارك في حال ظهور براءة لاحقة لتنفيذها". من جهة أخرى، أعربت الجمعية عن "تقديرها" لقرار الرئيس التونسي زين العابدين بن علي المبدئي بالامتناع عن التصديق على تنفيذ أحكام الإعدام باستثناء حالة سفاح الأطفال الاستثنائية التي صدمت الرأي العام ببشاعتها ووحشيتها.وحسب السلطات التونسية، فإن آخر عملية إعدام تمت سنة 1994 في حق سفاح أطفال أدين بتهمة قتل و اغتصاب 14 طفلا في محافظة نابلالتونسية (60 كلم جنوب العاصمة تونس). وكانت جمعية الصحفيين التونسيين قد نظمت مؤخرا بالتعاون مع الفرع التونسي لمنظمة العفو الدولية، ندوة موضوعها (معا ضدّ عقوبة الإعدام) حضرها عدد من الصحفيين و المحامين والحقوقيين. وتجدر الإشارة إلى أن الحزب الاجتماعي التحرري التونسي المعارض كان قد دعا رسميا في فبراير الماضي لإلغاء عقوبة الإعدام، وقال إن اتخاذ هذا الموقف جاء بناء على "حرصه على النهوض بالإنسان وحمايته ضد كل أشكال البربرية التي ما فتأت الحضارة الإنسانية تجرها ورائها منذ غابر العصور".