هزت نيران مدفعية مقديشو السبت في الوقت الذي شنت فيه القوات الاثيوبية والصومالية ثالث يوم من هجوم ضخم على المسلحين الاسلاميين وميليشيات عشائر اسفر عن سقوط عشرات من المدنيين قتلى. وقال سكان ان وابلا من القذائف سقط على عدة احياء قبل الفجر مما ادى الى هدم منازل واثارة حالة من الذعر. وتقول اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان هذا القتال هو اسوأ قتال شهدته مقديشو منذ اكثر من 15 عاما. وسمع دوي انفجارات متواصلة لقذائف مدفعية واخرى من الدبابات السبت في مقديشو. وافادت شهادات ان عددا كبيرا من سكان المدينة الذين تحاصرهم المعارك، لزموا منازلهم دون امكانية انقاذ الجرحى او جمع الجثث المنتشرة في الشوارع. وفي اتصال هاتفي، اوضحت حبيبة حسن التي تقيم قرب ملعب كرة القدم الذي تدك منه الدبابات الاثيوبية مواقع للمتمردين "لم نشاهد مثل هذه المعارك على الاطلاق، انها الاسوأ التي شهدتها مقديشو" عاصمة دولة تشهد حربا اهلية منذ 1991. ومنذ الخميس قتل عشرات الاشخاص على الاقل معظمهم من المدنيين، بحسب اللجنة الدولية للصليب الاحمر. الا ان التعداد الذي وضعته وكالة فرانس برس السبت استنادا الى شهادات ومصادر طبية، اشار الى مقتل 62 شخصا على الاقل منذ الخميس. وقال سكان ان الاثيوبيين عززوا مواقعهم خلال الليل قرب ملعب كرة القدم في المدينة حيث يحاول المسلحون طردهم. واضافت حبيبة حسن "شاهدت دبابات تتخذ مواقع لها قرب مركز البريد القديم وتطلق النار"، موضحة "انا الوحيدة من العائلة التي بقيت في المنزل. اريد الذهاب لكني اعتقد اني تاخرت كثيرا. قيل لي ان بعض الجيران قتلوا لكني لا استطيع الخروج لارى. اني استخدم الهاتف فقط". واستؤنف اطلاق النيران الذي توقف الجمعة مع حلول المساء، اعتبارا من الساعة 02:30 السبت (الجمعة 23:30 تغ). وقال ابراهيم دوالي احد سكان حي علي كامين في جنوبالمدينة الاكثر تعرضا للمعارك "لا نعرف اين نذهب، اننا عالقون في منازلنا والجثث في الشوارع". واضاف "لا امكانية البتة لنقل الجرحى والقتلى بسبب قذائف مدفعية كثيفة. ان ذلك يتواصل ولا يمكننا تحديد عدد القتلى لكني شاهدت سبع جثث". وقد اصيبت المباني المجاورة باضرار جسيمة جراء المعارك بحسب السكان. وقال علي حسن احد سكان هذا الحي "لقد دمرت المنطقة برمتها، يمكن رؤية الدخان يخرج من كل مكان". والخميس، شن الجيش الاثيوبي هجوما عنيفا على المسلحين الذين يهاجمون في العاصمة الصومالية منذ سقوط المحاكم الاسلامية عسكريا بيد القوات الحكومية الصومالية والجيش الاثيوبي قبل ثلاثة اشهر. واسقطت مروحية للجيش الاثيوبي بصاروخ الجمعة في مقديشو. والجمعة أيضا، اكدت وزارة الاعلام الاثيوبية "ان القوات الاثيوبية شنت بناء على طلب الحكومة الانتقالية الصومالية، هجوما على اهداف محددة لحركة التمرد في مقديشو". وفي بيان، ذكرت اديس ابابا من بين هذه 'الاهداف' "ملعب كرة القدم وسوق الماشية والمقر العام السابق للجيش". وقال خبراء ان ميليشيات اسلامية وزعماء حرب ووجهاء تقليديين يشاركون في القتال. وبعد سقوطهم، هدد الاسلاميون بمهاجمة القوات الاجنبية في الصومال. وتدخلت اثيوبيا عسكريا في الصومال في نهاية 2006 رسميا، متذرعة بالتهديدات التي يشكلها للنظام الاثيوبي المجاور الاسلاميون الصوماليون الذين تتهمهم واشنطن بايواء عناصر من تنظيم القاعدة.