دخل رئيس الوزراء الصومالي علي محمد جيدي اليوم الجمعة العاصمة الصومالية في حين نظم الاف الاشخاص تظاهرات احتجاجا على وجود الجيش الاثيوبي الداعم للحكومة الصومالية في شوارع مقديشو. واضاف المصدر ان جيدي دخل العاصمة في موكب يحرسه نحو مئة جندي اثيوبي بعد يوم من مغادرة قادة القوات الاسلامية المدينة. واعلن جيدي من مقديشو انه "تم القضاء على معظم القوات الاسلامية"، معتبرا ان "انتصار" قواته المدعومة من اثيوبيا سيتيح "منع امتداد الارهاب الى افريقيا برمتها". وقال رئيس الوزراء خلال مؤتمر صحافي عقده في منزل احد اقربائه بالقرب من وسط مقديشو ان "قواتنا قضت على معظم القوات الاسلامية، والمحاكم الاسلامية زالت من الوجود". واضاف "ان هذا الانتصار (...) يفتح الباب امام مستقبل جديد لنا لصد الارهاب (في الصومال) ومنع امتداده الى افريقيا برمتها". كما اكد جيدي ان الجيش الاثيوبي الذي يدعم الحكومة الصومالية، "سيبقى" في الصومال "الوقت الذي تحتاج اليه" السلطات الانتقالية الصومالية. وقال جيدي ان "الاثيوبيين سيبقون في الصومال الوقت الذي تحتاج اليهم فيه الحكومة الفدرالية الانتقالية". واضاف "نحتاج الى ارساء الاستقرار في الصومال من اجل استقرار جيراننا". وتعتزم حكومة جيدي التي اجبرت قواتها بمساعدة الجيش الاثيوبي الاسلاميين على الخروج من المدينة، فرض الاحكام العرفية لمدة ثلاثة أشهر في محاولة لاستعادة النظام في المدينة. واندلعت أعمال النهب والاشتباكات المسلحة بين الميليشيات المتناحرة التابعة للقبائل بعد مغادرة الزعماء الاسلاميين. والقى المتظاهرون الحجارة واحرقوا الاطارات وهتفوا بالشعارات المعادية لاثيوبيا فيما كان موكب رئيس الوزراء يتجه نحو العاصمة. وقد انتشر مئات الجنود الاثيوبيين والدبابات في المدينة قبل وصول جيدي. وصرح احد السكان ويدعى عبد الستار ضاهر صبري "لقد بدأ آلاف الغاضبين تظاهرة عنيفة في شمال المدينة خاصة في منطقتي توفيق وسوقاهولاها". واعلن جيدي انه يجب فرض الاحكام العرفية لنزع اسلحة كافة المليشيات. وصرح للصحافيين في وقت متاخر من الخميس من قريته موندول شاري شمال العاصمة "لقد شهدت هذه البلاد الكثير من الفوضى، ولذلك ولاستعادة النظام فعلينا ان نعمل بقبضة حديدية خاصة مع المليشيات الخاصة". وصرح نائب رئيس الوزراء حسين محمد عيديد انه يتوقع ان يقر البرلمان الذي يتخذ من بيداوه مقرا له هذه الخطوة الاحد. وتشتبك قوات الحكومة الصومالية الانتقالية المدعومة من الجيش الاثيوبي مع الاسلاميين في نزاع للسيطرة على البلاد منذ 20 كانون الاول/ديسمبر. وقد اندلع القتال بعد ان رفضت اثيوبيا طلب الاسلاميين الانسحاب من الصومال. ولا يزال الاسلاميون يسيطرون على كيسمايو (جنوب الصومال). وقد اعلن قائد عسكري رفيع الجمعة ان الاسلاميين الصوماليين "لن يستسلموا ابدا للاثيوبيين والحكومة" وسيشنون عمليات في الصومال. وقال الشيخ محمد ابراهيم بلال "لن نستسلم ابدا للاثيوبيين والحكومة" الانتقالية الصومالية. واوضح من كيسمايو (500 كلم جنوب مقديشو) التي تعتبر معقلا للاسلاميين "يمكنني ان اؤكد لكم ان القوات الاسلامية موجودة في جميع انحاء البلاد وسترون تحركنا في الايام المقبلة. ما نفعله هو توجيه ضربة ثم الفرار". واضاف "نحن الان في كيسمايو، اذا هاجمونا (القوات الحكومية) ووجهوا الينا ضربات فهذا لا يعني ان الحرب انتهت". وتابع "تعتقدون ان المحاكم الاسلامية هزمت وان المحتلين الاثيوبيين ربحوا في الصومال، استطيع ان اقول لكم ان كل شيء سيتغير خلال بضعة ايام". وقال المقاتلون الاسلاميون ان زعيمهم الشيخ حسن ضاهر عويس متواجد في كيسمايو على بعد نحو 500 كلم جنوب العاصمة حيث قال السكان ان طائرات اثيوبية تحلق فوق المنطقة في طلعات استطلاعية على ما يبدو اثارت مخاوف من عمليات قصف. وخاضت الصومال حروبا ضد اثيوبيا في عام 1964 وفي عام 1977/1978. الا ان اثيوبيا تقول ان تدخلها كان ضروريا حيث ان الاسلاميين يشكلون تهديدا امنيا. وقال احد السكان ويدعى محمد عبدي "لا نحتاج ولا نرحب بالقوات الاثيوبية هنا او في اي مكان في الصومال". افاد شهود بتواجد دبابات اثيوبية واكثر من 70 شاحنة ومئات من القوات بالقرب من مستشفى بانادير في جنوب مقديشو، كما توقفت مئات العربات عند بوابات المدينة الشمالية والغربية. ومن ناحية اخرى قال برنامج الاغذية الدولي انه سيستأنف رحلاته الجوية الانسانية الى الصومال خلال اليومين المقبلين بعد ان رفعت الحكومة الحظر على الرحلات الجوية. وقد عمت الفوضى الصومال بعد الاطاحة بالدكتاتور محمد سياد بري في عام 1991، وقسمت مقديشو بين امراء الحرب من القبائل الذين عاد بعضهم الى الحكومة الان. ولم ترد تقديرات مستقلة لاعداد ضحايا القتال الا ان رئيس الوزراء الاثيوبي ميليس زيناوي زعم ان نحو ثلاثة الاف من المقاتلين الاسلاميين قتلوا فيما اعلن الاسلاميون انهم قتلوا مئات من الجنود الحكوميين. ولقي التدخل الاثيوبي في الصومال الدعم الضمني من الولاياتالمتحدة حيث قالت واشنطن ان اديس ابابا لديها مخاوف امنية مشروعة حول احتمال سيطرة الاسلاميين الذين يشتبه بوجود علاقات بينهم وبين تنظيم القاعدة، على البلاد.