تشن قوات الجيش الجزائري مدعومة بطائرات الهليكوبتر أكبر هجوم لها منذ سنوات ضد المتمردين الاسلاميين بهدف وضع حد لهجمات آخذة في الزيادة من جانب تمرد اعتقد منذ فترة طويلة أنه يتراجع. وتحدثت صحف مستقلة عن هجمات استمرت أكثر من أسبوع من جانب الاف القوات في الجبال والغابات بشرق البلاد. ونقلت صحيفة الباييس اليومية الاسبانية عن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قوله قبل بضعة ايام من بدء الحملة العسكرية الشهر الماضي "اننا نشن حربا على الارهاب بلا كلل." وتقول الصحف ان أحد أهداف الحملة هو قتل أو اعتقال المتمردين المؤيدين لتنظيم القاعدة المسؤولين عن هجمات استهدفت الشرطة وعمالا أجانب اضرت بالثقة في الامن في بلد يعد أحد أكبر مصدري النفط والغاز لاوروبا. ويقول دبلوماسيون ان هناك هدفا اخر يتمثل في قطع الاتصال بين المتمردين من جهة وبين الاسلاميين الذين يتبنون نفس التوجه في أنحاء المغرب العربي وبين الجاليات التي ترجع أصولها الى الشمال الافريقي في أوروبا من جهة أخرى والذين يسعون لامتلاك القدرة على مهاجمة أهداف غربية على جانبي المتوسط. ويرى بعض المراقبين أن توسيع أنشطة الجيش تعكس تشدد المواقف داخل الحكومة ازاء المتمردين الذين رفض أغلبهم على مدى سنوات مبادرات للسلام من جانب حكومة الجزائر اشتملت على بنود عفو واسعة النطاق. واندلعت أعمال العنف في الجزائر في عام 1992 بعدما ألغت السلطات المدعومة من الجيش الانتخابات البرلمانية التي كانت الجبهة الاسلامية للانقاذ على وشك الفوز بها مما أدى الى مقتل ما يصل الى 200 ألف شخص. وقال أنيس رحماني المحلل الامني الذي يرأس تحرير صحيفة الشروق اليومية ان مرحلة سياسة مد يد الصداقة بلغت نهايتها وأعرب عن اعتقاده بحدوث تغير في نهج الحكومة باتجاه تصعيد القتال ضد المتمردين. وحدثت أكبر زيادة في هجمات الجيش حول بجاية على بعد 200 كيلومتر شرقي العاصمة حيث تستخدم القوات طائرات هليكوبتر هجومية وعربات مدرعة وأجهزة رؤية ليلية في تمشيط الاودية وتصعد مطاردتها لجماعات المتمردين. ويعتقد أن ما يتراوح بين 50 و70 متمردا اسلاميا محاصرون هناك. كما يعتقد أن 20 متمردا قتلوا بالفعل من بينهم المتمرد البارز صهيب أبو عبد الرحمن. وقال خبير أمني طلب عدم الكشف عن اسمه "لا أرى بديلا لدى السلطات عن محاربة أولئك الذين رفضوا عرض العفو... استخدام المزيد من القوة وقليل من الرأفة يهدف أيضا لمحاربة نية تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي لعب دور اقليمي." وتنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي هو مجموعة من المتمردين الاسلاميين الجزائريين الذين عرفوا في السابق باسم الجماعة السلفية للدعوة والقتال غير أنهم تبنوا الاسم الجديد في يناير كانون الثاني لتوثيق علاقاتهم بتنظيم القاعدة. وعبر محللون عن مخاوفهم من أن يكون للتنظيم صلة بالمسلحين المسؤولين عن هجمات نفذت مؤخرا في تونس والمغرب. وتزامنت الحملة العسكرية مع سلسلة من الاجراءات القانونية ضد متمردين رفضوا العفو ولا يزالون هاربين. وأصدرت محاكم جزائرية في مارس اذار أحكاما غيابية بالاعدام بحق 51 متمردا أدينوا بجرائم أمنية من بينهم عبد الملك درودكال زعيم تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي. ولا يزال نحو 500 متمرد هاربين حيث يختبيء أغلبهم في منطقة القبائل (البربر) اما لوجود صلات عائلية أو لان سجل الاشراف الامني الضعيف بها يجعلها جذابة كقاعدة للمسلحين. وتسببت التوترات السياسية الدائمة بالمنطقة في احباط جهود الشرطة لارساء الامن. والعلاقات متوترة منذ فترة طويلة بين البربر والسلطات حيث يحتج البرير على ما يعتبرونه تمييزا من جانب الاغلبية العربية. من الأمين الشيخي