قلل الرئيس الجزائر عبد العزيز بوتفليقة من أهمية هجمات المتمردين الاخيرة التي استهدفت قطاع النفط المحوري في الجزائر قائلا في تعليقات نشرت يوم الخميس ان الموقف الأمني تحت السيطرة. وقال في مقابلة مع صحيفة ايه.بي.سي الاسبانية "ظاهرة الارهاب تتراجع. الامن في الشركات (العاملة) في قطاع النفط كامل كما هو الحال في سائر القطاعات." كان متشددون اسلاميون في اطار تصعيدهم لحملة تفجيرات هاجموا مرتين خلال الشهور الثلاثة الاخيرة أجانب يعملون في تصدير النفط والغاز ضمن قطاع الطاقة الجزائري الذي يمثل عصب الحياة للبلاد. وفي الهجوم الاول الذي وقع في العاشر من ديسمبر كانون الاول الماضي فجر متشددون قنبلة كانت مزروعة على جانب أحد الطرق على أطراف العاصمة لدى مرور حافلة تقل عمال نفط غربيين بينهم أمريكيون وبريطانيون مما تسبب في مقتل جزائري ولبناني واصابة أربعة اخرين. واستهدف الهجوم الثاني الذي وقع في الثالث من مارس اذار على بعد 130 كيلومترا جنوب غربي العاصمة حافلة تقل عمالا تابعين لشركة روسية لبناء خطوط أنابيب الغاز مما أدى الى مقتل ثلاثة جزائريين وروسي. وقال بوتفليقة "الاجانب يعملون في الجزائر بصورة طبيعية تماما. لا شك في أننا سنواصل مكافحة الجماعات الارهابية التي تظهر من آن لآخر في بعض المناطق بمنتهى الحزم." وتبنى تلك الهجمات تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي وهي جماعة متشددين جزائريين كانت تعرف فيما مضى بالجماعة السلفية للدعوة والقتال ثم أطلقت على نفسها الاسم الجديد لتعميق الروابط مع تنظيم القاعدة. وتمثل الهجمات على الاجانب بالاضافة الى مجموعة هجمات أخرى على المناطق الحضرية تغييرا ملحوظا في النمط المعتاد لهجمات الجماعة السلفية للدعوة والقتال والتي كانت قاصرة على عمليات الخطف والاكمنة ونقاط التفتيش الوهمية والاغتيالات على نطاق ضيق في المناطق الريفية النائية. وتكثف دول المغرب من تعاونها في المجال الامني سعيا لإحباط محاولات من جانب الجماعات الاسلامية في المنطقة على ما يبدو لتنسيق هجماتها على أهداف في كل من شمال أفريقيا وأوروبا. ولدى سؤاله عن المخاوف التي عبرت عنها البلدان الغربية ازاء هجمات المتمردين في منطقة المغرب والساحل الافريقي رد بوتفليقة بالقول "ليس بامكان أي منطقة في العالم أن تسلم من تهديد الارهابيين. يتعين علينا أن نكون يقظين أكثر من أي وقت مضى دون المبالغة في اظهار التأهب (الامني)." وبدأت الجماعة السلفية للدعوة والقتال التي تأسست عام 1998 كفرع لجماعة مسلحة أخرى كانت تشن تمردا مسلحا ضد الحكومة لإقامة دولة اسلامية. وتبنت الجماعة السلفية للدعوة والقتال الاهداف العامة لذلك التمرد الذي اندلع عام 1992 بعد أن ألغت السلطات آنذاك مدعومة من الجيش ومدفوعة بمخاوف من ثورة على النمط الايراني انتخابات برلمانية كان حزب سياسي اسلامي على وشك الفوز بها. وقتل ما يصل الى 200 ألف شخص في عمليات اراقة الدماء التي تلت ذلك.