يسعى حزب الغد الليبرالي الذي يتزعمه السياسي المصري السجين أيمن نور جاهدا لشق طريقه الوعر وسط مصاعب جمة من بينها نقص التمويل وعدم التمثيل في البرلمان ووجود حزب اخر منافس يحمل نفس اسم الحزب وشعاره. وقال ايهاب الخولي المحامي الذي انتخب الشهر الماضي لقيادة الحزب في غياب نور ان الغد مدين بسبعمائة ألف جنيه (120 ألف دولار) للمؤسسة القومية التي تطبع صحيفته و200 ألف جنيه قيمة فواتير مستحقة على مكاتبه. وأبلغ الخولي رويترز في مقابلة يوم الخميس أن الحزب اضطر لاغلاق بعض مكاتبه بالمحافظات لتوفير المال ولم يعد قادرا على دفع كل رواتب موظفيه في موعدها. وأضاف "لا يوجد عندي امكانيات لطباعة لافتات .. حتى كنا بنسعى نعمل مركز للدراسات الليبرالية .. لا توجد امكانيات لتلك المسائل." وهكذا ولت تماما أيام النشوة الخوالي التي عاشها الحزب عام 2005 عندما كان أنصار نور يهتفون به كرئيس قادم للبلاد وكانت وسائل الاعلام الناطقة بالعربية تحتفي به كمنافس حقيقي على السلطة في مصر. وكان نور انذاك زعيم المعارضة الفعلي من خلال سيطرته على أكبر كتلة منفردة من مقاعد المعارضة في البرلمان وحل ثانيا بفارق كبير بعد الرئيس حسني مبارك في أول انتخابات رئاسية في سبتمبر أيلول عام 2005. لكن حزب الغد فقد كل مقاعده البرلمانية في الانتخابات في وقت لاحق من العام ذاته وأودع نور السجن منذ ديسمبر كانون الاول عام 2005 بسبب ما يقول انه تهمة ملفقة بالتزوير. وفي الوقت الراهن يزاول الخولي مهامه من مكتب نور بمقر الحزب في وسط العاصمة والذي حرص أعضاء الحزب على ابقائه بكل سماته كما كان قبل سجن زعيمهم. وقال الخولي ان الحزب يواجه أيضا بين الحين والاخر مضايقات من جانب قوات الامن كما يعاني من تعتيم كامل على أنشطته في وسائل الاعلام الرسمية. لكنه قال انه ما زال يرى دورا للحزب الذي يبشر بديمقراطية ليبرالية علمانية على النمط الاوروبي ويقول انه ما زال يضم نحو 27 ألف عضو. وقال الخولي "لو احنا استكنا (خضعنا) لارادة النظام فلن يكون هناك تغيير على الاطلاق" مشيرا الى أن لهم دورا مهما في تنوير المصريين باعتبارهم حزبا يؤمن بالاصلاح السياسي والدستوري وسيادة القانون. وأضاف أنه لو أتيحت الفرصة للاختيار الحر فان كثيرا من المصريين سيفضلون الليبرالية على الخيارات الاخرى المطروحة وهي النظام السلطوي الذي يحكم مصر منذ أكثر من 50 عاما والتيار الاسلامي ممثلا في الاخوان المسلمين. وقال "اذا ما فتحت نافذة الديمقراطية واذا ما تم تنظيم القوى الليبرالية في مصر نستطيع أن نقول ان التيار الليبرالي هو البديل الحقيقي. لذلك يخشى النظام من القوى الليبرالية." وأشار محللون الى أن السلطات عمدت الى اعتراض مسيرة حزب الغد عام 2005 لاثارة الانقسامات داخله ووأد أنشطته. ومن الاساليب التي اتبعتها في ذلك تشجيع فصيل مناهض لنور للطعن في قيادته للحزب. واتخذ المنشقون لحزبهم الجديد نفس اسم حزب الغد وأصدروا صحيفة تماثل تماما أو تكاد صحيفة حزب نور من حيث المظهر. ومن التفسيرات الشائعة للنهج المتشدد ضد الليبراليين أن مبارك يريد أن يظهر للولايات المتحدة أنه البديل الوحيد للاسلاميين. وقال الخولي ان عضوية الحزب لم تتراجع منذ سجن أيمن نور ولكن كثيرا من الاعضاء من الشباب ولا يملكون ما يكفي من المال لدفع قيمة الاشتراك. وبالاضافة الى ذلك يفتقد الحزب جهود نور وهو سياسي محنك تمكن من بناء قاعدة جماهيرية قوية خلال سنوات عديدة كان فيها عضوا بالبرلمان. وقال الزعيم الجديد "أيمن نور له كاريزما .. له شعبية .. محبوب .. لديه خبرة برلمانية. ولكن أنا وأيمن نور كنا شركاء في العمل السياسي منذ عام 1984." من جوناثان رايت