تعرفت أجهزة الأمن الجزائرية على هوية الانتحاري «معاذ بن جبل» الذي فجر مبنى قصر الحكومة في هجمات «الأربعاء الأسود»، والتي راح ضحيتها عدد كبير من رجال الأمن وموظفي وزارة الداخلية والحكومة والمارة. وعلم من مصادر موثوق بها ان الانتحاري يدعى مروان بودينة (18 عاما) كان يعتاش من تجارة غير مشروعة، خصوصا السجائر والسمك. وقالت المصادر إن عناصر من جهاز الاستعلامات والأمن (الاستخبارات العسكرية) أوقفوا منتصف ليل الأربعاء - الخميس أفراداً من عائلة الانتحاري الذي يقيم في كوخ قديم في حي «البدر» الشعبي بين بلديتي باش جراح والقبة. وذكرت أن التحريات الأولية قادت إلى تحديد هوية الانتحاري «معاذ بن جبل» سريعا، نظرا الى انه ظهر في الصورة التي وزعها له تنظيم «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» واضح الوجه، على عكس الانتحاريين الآخرين اللذين استهدفا مركزين أمنيين. واوضحت ان التحقيق مع أفراد عائلته تناول سيرته وعلاقاته مع أقرانه وكيفية التحاقه واحتكاكه بالإسلاميين والعلاقة مع «القاعدة» وتحركاته في الفترة الأخيرة. وقال شهود من هذا الحي الفقير إن مروان كان يتردد، مع عنصرين آخرين يعتقد بأنهما العضوان في «الخلية الانتحارية» وأحدهما يدعى امين طرطاق الذي يعتقد بأنه أحد منفذي الهجومين على مركزي الأمن في باب الزوار. وبحسب المصادر، غادر مروان الذي كان يعيش مع والدته المطلقة سكنه العائلي قبل سنة تقريباً. وتردد على مسجد في حي بوروبة في باش جراح، كان يؤمه مطلع التسعينات الشيخ يخلف شراطي الذي قضى في أعمال عنف هزت سجن سركاجي حيث كان معتقلا. وعاد مروان إلى ذويه قبل شهر تقريباً، وقد اطلق لحية كثيفة وطلب من والدته وإخوته العفو والسماح عما ارتكبه في حقهم. وكان «معاذ بن جبل» الذي غادر مقاعد الدراسة والتعليم باكرا مارس التجارة غير الشرعية، بدءا ببيع السجائر ثم تخصص في بيع السمك على عربة يقودها في أحياء شعبية في القبة وباش جراح. وقال شهود إن مروان لم يكن ملتزماً في تلك الفترة، لا بل يشتبه بأنه كان يتعاطى المخدرات، بعدما نشأ في محيط يغلب عليه العنف والقسوة.