وضع المسؤول الثاني في وزارة الخارجية الاميركية جون نيغروبونتي الاثنين السودان بين خياري المساعدة في تحسين الوضع في دارفور او التعرض للعزلة على الصعيد الدولي. واعتبر نيغروبونتي الذي اختتم زيارته الاولى للسودان ان ثمة حاجة ملحة الى قوة "كبيرة" مشتركة بين الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور والى وصول المساعدات الانسانية للسكان المنكوبين والى معاودة البحث عن حل سياسي. وادلى المسؤول الاميركي بهذه التصريحات في اليوم نفسه الذي ستجري فيه الاممالمتحدة مشاورات مع الاتحاد الافريقي في نيويورك حول سبل تحقيق تقدم في ملف دارفور وهو "موضوع يثير قلقا كبيرا لدى المجتمع الدولي" وفق نيغروبونتي. واتفق السودان والاممالمتحدة والاتحاد الافريقي الاسبوع الفائت في اديس ابابا على المرحلة الثانية من دعم المنظمة الدولية للقوة الافريقية في دارفور لكن الخرطوم رفضت ارسال ست مروحيات مقاتلة وتعزيزات تشتمل على نحو ثلاثة الاف عنصر. وقال نيغروبونتي الذي استقبله الرئيس السوداني عمر البشير مساء الاحد "علينا ان نعمل لنشر سريعا قوة مشتركة تحت قيادة واحدة تكون مطابقة للمعايير والقواعد المعمول بها في الاممالمتحدة" من دون ان يتطرق تحديدا الى المرحلة الثانية من الدعم. وتأمل الاممالمتحدة في نشر قوة في دارفور تضم عشرين الف عنصر تنفيذا للمرحلة الثالثة التي لم يتم التفاوض حولها حتى الان والهدف تأمين سبل ضمان الامن في هذه المنطقة غرب السودان التي اسفرت الحرب فيها عن 200 الف قتيل ومليوني نازح وذلك وفق احصاءات دولية ترفضها الخرطوم. وتبدو القوة الافريقية التي تضم سبعة الاف جندي عاجزة عن التصدي للعنف وخسرت لتوها جنديها السابع منذ بداية نيسان/ابريل والسابع عشر منذ انتشارها عام 2004. واضاف نيغروبونتي "من مسؤولية الحكومة السودانية نزع اسلحة ميليشيات الجنجويد التي نعرف جميعا انها لما كانت استطاعت القيام بانشطتها من دون دعمها الفعلي". وطالب الجهات التي لم توقع اتفاق السلام في دارفور في 2006 بوقف هجماتها. واعتبر ان "انتقالا سريعا الى قوة مشتركة من الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي وتحسين ظروف نقل المساعدات الانسانية (الى السكان الذين يحتاجون اليها) ودعم السلطة الانتقالية في دارفور كلها عوامل قادرة على تحسين الوضع في دارفور وافساح المجال لعلاقات افضل بين السودان والاسرة الدولية". وتابع نيغروبونتي ان "تاريخ السودان ليس مشجعا حين يتصل الامر بتسهيل عمل المنظمات الانسانية" لافتا الى ان الولاياتالمتحدة ستراقب من كثب كيفية تطبيق الاتفاق الاخير بين الخرطوموالاممالمتحدة لتحسين ظروف عمل المنظمات غير الحكومية في دارفور. وذكر بان بلاده هي المساهم الاكبر في العمل الانساني في دارفور عبر اكثر من ملياري دولار منذ عام 2005 موضحا ان عدد النازحين بات اكبر مما كان عليه عند توقيع اتفاق السلام عام 2006 بين الخرطوم وفصيل متمرد واحد. وحذر نيغروبونتي "في حال لم يتم احراز تقدم في هذا الاتجاه فانه لن يكون امام السودان من خيار اخر سوى ابقاء عزلته الدولية مع احتمال تشديدها" لكنه تفادى الحديث عن العقوبات الاضافية بحق السودان والتي قررت واشنطن تعليقها في انتظار المشاورات حول دارفور التي تبدأ اليوم في الاممالمتحدة. 16/04/2007