لمح الرئيس السوداني عمر البشير يوم الاربعاء الى أنه يريد اللجوء للمساعي الدبلوماسية للخروج من أزمة مع تشاد تبادل فيها البلدان التهديدات باللجوء لأعمال عسكرية ضد بعضهما. واتهمت الحكومة السودانية جيش تشاد بشن هجوم يوم الاثنين أدى الى مقتل 17 من جنودها. ونفت تشاد أي هجوم متعمد على السودان لكنها قالت ان قواتها اشتبكت مع جنود سودانيين بعد أن عبرت الحدود لملاحقة متمردين يدعمهم السودان وتتهمهم نجامينا بشن هجمات. وفي الوقت الذي تحدث فيه مسؤولون سودانيون عن ردود فعل صارمة لأي "اعتداء" جديد من جانب تشاد كانت لهجة البشير أكثر ميلا للمصالحة. وقال خلال مؤتمر صحفي بعد محادثاته مع رئيس جنوب أفريقيا ثابو مبيكي ان السودان يأمل في تحقيق التقارب والتفاهم بين البلدين. وأضاف البشير أن مبيكي الذي يريد تعزيز صورة بلاده كوسيط في الشؤون الافريقية يقوم باتصالات مع البلدين في مسعى لتخفيف حدة التوتر. وزاد هجوم يوم الاثنين التوتر بين البلدين المنتجين للنفط اللذين تدهورت العلاقات بينهما نتيجة العنف الذي استشرى بسبب الصراع في اقليم دارفور السوداني. وتتهم نجامينا السودان بدعم المتمردين التشاديين المتمركزين في دارفور بينما تشن ميليشيا الجنجويد السودانية غارات في شرق تشاد. وذكرت الاممالمتحدة أن زهاء 400 شخص قتلوا في تشاد في هجمات عبر الحدود شنتها ميليشيا الجنجويد قبل عشرة أيام ووصف مسؤول بالاممالمتحدة زار المنطقة الوضع هناك بأنه مروع. وذكرت وكالة السودان للانباء أن وزير الدفاع السوداني عبد الرحيم محمد حسين اتهم تشاد بالسماح للمتمردين بالتدرب على أراضيها وأبلغ البرلمان أن البلاد مستعدة لاتخاذ جميع الاجراءات للتصدي لأي عدوان. وحذرت حكومة تشاد السودان من شن عمل عسكري قائلة انها ستستخدم جميع الوسائل للرد. وتسبب الصراع في دارفور الذي مضى عليه أربعة أعوام وأدى الى سقوط ما يقدر بنحو 200 ألف قتيل في فرار مئات الالاف من اللاجئين الى تشاد الامر الذي دفع الاممالمتحدة الى دراسة نشر قوة لحفظ السلام في منطقة شرق تشاد التي تعمها الفوضى. وتأتي أعمال العنف الاحدث في ظل مساع دبلوماسية قوية في السودان ترمي الى التخفيف من حدة الازمة في دارفور. ومن المقرر أن يصل جون نيجروبونتي نائب وزيرة الخارجية الامريكية الى السودان يوم الخميس حيث من المتوقع أن يبلغ الحكومة رسالة صارمة من واشنطن التي هددت باجراءات جديدة في مسعى لوضع حد لمعارضة الخرطوم ارسال قوة دولية لدعم قوات الاتحاد الافريقي. وقال مبعوث واشنطن الخاص الى السودان أندرو ناتسيوس للمشرعين الامريكيين يوم الأربعاء ان البيت الابيض سيرجيء لعدة أسابيع فرض عقوبات جديدة على السودان. وأضاف المبعوث أنه طلب من بريطانيا التي كانت تعد قرارا جديدا لمجلس الامن الدولي بشأن السودان أن تنتظر عدة أسابيع. وذكر أن الامين العام للامم المتحدة بان جي مون طلب التأجيل ليتمكن من التفاوض مع الخرطوم بشأن نشر قوات لحفظ السلام. وقال سام ايبوك رئيس فريق الاتحاد الافريقي المعني بتطبيق اتفاق سلام في دارفور ان العنف عبر الحدود لن يسهم سوى في تقويض الجهود الانسانية. وقال لرويترز "ينبغي وضع حد لذلك والا فسنواصل الدوران في حلقة مفرغة." وهاجم مسلحون مجهولون دورية لقوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي يوم الثلاثاء مما أدى لمقتل شخص واصابة اثنين. وقتل مسلحون خمسة من قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي بالقرب من حدود السودان مع تشاد في الاول من ابريل نيسان. وذكر علي الصادق المتحدث باسم وزارة الخارجية السودانية أن رسالة السودان سلمت لسفير تشاد أمس الثلاثاء وأن تشاد استدعت السفير السوداني بسبب الواقعة. (شاركت في التغطية سو بليمنج في واشنطن) من مايكل جورجي