دعا رئيس الوزراء التركي مواطنيه إلى الوحدة والتضامن، في محاولة على ما يبدو لتخفيف حدة الخلاف بين حكومته والجيش حول الانتخابات الرئاسية. وقال رجب طيب أردوغان في خطاب متلفز إن تركيا بأمس الحاجة إلى هذه الوحدة البعيدة عن الأفكار المسبقة، معتبرا أن هذه الروح الأخوية يمكن أن تتيح للبلاد ضمان استمرارية الاستقرار الاقتصادي والاستثمارات. ولم يتطرق الرجل بشكل مباشر في كلمته إلى الأزمة التي تهز البلاد منذ اتهم الجيش يوم الجمعة الماضي الحكومة بالتفريط بالعلمانية، فجاء الرد من أردوغان سريعا مذكرا بأن المؤسسة العسكرية تبقى تحت أوامر السلطة السياسية. وجاء تحذير الجيش عشية الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية في البرلمان التي كان مرشحها الوحيد وزير الخارجية عبد الله غول من حزب العدالة والتنمية المنبثق من التيار الإسلامي. وفشل غول بالفوز في الدورة الأولى، وهناك خلاف دستوري حول النصاب البرلماني خلال انتخاب الرئيس مما قد يفتح الباب أمام انتخابات تشريعية مبكرة. المحكمة الدستورية وبدأت المحكمة الدستورية العليا الاثنين النظر في طلب للمعارضة بتعليق الانتخابات الرئاسية، وهي خطوة قد تؤدي إلى انتخابات مبكرة يرى كثير من المحللين أنها ستسهم في نزع فتيل التوترات. وقالت المحكمة إنها ستحاول إصدار حكمها بحلول الأربعاء عندما يحين وقت عقد جلسة ثانية للبرلمان للتصويت على غل الذي لا يتوقع أن يفوز بالرئاسة قبل الجولة الثالثة المقررة في التاسع من مايو/ أيار القادم. ودعا دينيس بايكال زعيم الشعبي الجمهوري -وهو حزب المعارضة الرئيسي والمدافع بشدة عن العلمانية- إلى تشكيل تحالف مناهض للحكومة يضم جميع أحزاب المعارضة، كما اتهم حزب العدالة والتنمية بعدم السعي لتبديد مخاوف الشعب بخصوص العلمانية. وقال بايكال خلال مؤتمر صحفي إن على القوى التي ترغب في حماية الجمهورية أن تتوحد. وفي علامة أخرى على الموقف الثابت للحكومة، قال رئيس البرلمان النائب عن حزب العدالة والتنمية بولنت أرينك إنه ينبغي استكمال عملية الانتخابات الرئاسية بنجاح. وكان غول أكد أنه لن ينسحب من الانتخابات الرئاسية رغم تحذيرات الجيش، وأضاف "علينا أن ننتظر جميعا قرار المحكمة الدستورية" معتبرا أنها "ستجري من دون شك أفضل تقويم وستتخذ قرارا ملائما علينا احترامه". المصدر: وكالات