واصل سلاح الجو الاسرائيلي الجمعة غاراته على مواقع لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) في قطاع غزة الذي لا يزال يشهد معارك بين انصار حماس وقوات الامن الفلسطينية الموالية للرئيس محمود عباس. وتسببت الغارات الجديدة بمقتل شخصين. وقتل صياد قرب ميناء غزة في المواجهات بين الفريقين التي اوقعت منذ الحادي عشر من ايار/مايو 49 قتيلا اغلبهم من عناصر الامن الموالية لعباس وخمسة مدنيين. ودعا رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية الفلسطينيين الى وقف المواجهات الداخلية ومواجهة "العدوان" الاسرائيلي. وقال هنية للصحافيين بعد صلاة الجمعة في مخيم الشاطئ بمدينة غزة "على الشعب الفلسطيني ان يتوحد امام الاحتلال الاسرائيلي وان يضع جانبا كل هذه المعارك الجانبية التي لا تخدم شعبنا". واضاف "طالبت منذ امس (الخميس) كل المسلحين والاجهزة الامنية بالعودة الى مواقعهم وثكناتهم وبيوتهم وايضا مساعدة الجميع على تنفيذ هذه الالتزامات (بوقف اطلاق النار)". وفي مدينة غزة اقفلت اغلب المحلات التجارية ابوابها وخلت الشوارع من المارة. ويتم توقيف السيارات القليلة وبعض المارة وتفتيشهم. وتمركز رجال مسلحون وملثمون على اسطح وزارتي الداخلية والمالية وفي محيط الجامعات اضافة الى المقر العام لقوى الامن وحماس الذي وضعت في محيطه متاريس مكونة من كتل اسمنتية واكياس الرمل. وشن الجيش الاسرائيلي قبل فجر الجمعة غارة جديدة على غزة قرب الحدود مع اسرائيل واطلق ستة صواريخ على الاقل بحسب شهود. وقتل خمسة من مقاتلي حماس واصيب ستة آخرون قدموا لمساعدة الضحايا. وشنت غارة ثانية بعد الظهر ضد موقع للقوة التنفيذية التي تهيمن عليها حركة حماس في جنوب قطاع غزة دون وقوع ضحايا. وفي المجموع قتل 15 فلسطينيا (13 من ناشطي حماس وشابان) في سلسلة غارات شنها الطيران الاسرائيلي على قطاع غزة منذ الاربعاء في رد على اطلاق الصواريخ على جنوب اسرائيل التي تسببت بسقوط عدد من الجرحى. وهددت حركة حماس التي اتهمت اسرائيل بمساعدة قوات الامن الموالية لعباس بتنفيذ عمليات انتحارية ضد اسرائيل. وقال مسؤول رفيع المستوى في الجيش الاسرائيلي "ان قرار حماس كمنظمة بمهاجمة اسرائيل اجبرنا على الدفاع عن مدنيينا. وسنواصل استهداف حماس وكل الذين يحاولون العمل ضدنا". ورغم الرد الاسرائيلي الاوسع والاشد دموية منذ ابرام اتفاق تهدئة في تشرين الثاني/نوفمبر فقد واصل ناشطون فلسطينيون اطلاق القذائف التي انفجر ثماني منها الجمعة في جنوب اسرائيل دون وقوع ضحايا بحسب الجيش الاسرائيلي. ولتشديد الضغط لا تزال دبابات اسرائيلية متمركزة في قطاع غزة على الحدود مع اسرائيل التي نصبت بطاريات مدفعيتها المتحركة في اتجاه الاراضي الفلسطينية. في هذه الاثناء لا يزال التوتر قائما بين حركتي حماس وفتح وتواصلت المعارك بين مقاتلي الفريقين حتى وان خفت حدتها. واطلقت قذائف هاون على الجامعة الاسلامية في غزة وهي معقل حماس التي تدور معارك في محيطها. واتهم مسؤولون امنيون كبار حماس بانها سعت لاغتيال الرئيس عباس. وقال احد هؤلاء المسؤولين ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس ارجأ زيارته الخميس الى غزة بعد اكتشاف محاولة لاغتياله من قبل كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلامية (حماس). واضاف المصدر "تم (..) اكتشاف نفق ضخم تحت شارع صلاح الدين في غزة وفيه كمية كبيرة من المتفجرات حفرته كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس" واوضح ان هذه الامور "وجدت في الطريق التي يمر منها عباس لدخول غزة". ونفى متحدث باسم كتائب عز الدين القسام هذه المعلومات. وقال ابو عبيدة "هذا التصريح يأتي لتسميم الاجواء ومحاولة لحرف الانظار عن المعركة الجارية الان في غزة من قبل الاحتلال".