توعّدت أمس حركة «حماس» الكيان الصهيوني برد قاس على جريمة اغتيال عدنان الغول «اب» صاروخ «القسام» واحد مساعديه الليلة قبل الماضية في غارة جوية على غزة... وفي بداية هذا الرد قصف مقاتلو «حماس» المستوطنات الصهيونية في قطاع غزة بعشرات القذائف والصواريخ في حين استشهد مزيد من الفلسطينيين في اعتداءات اسرائيلية جديدة. وكان عدنان الغول (47 عاما) الذي يوصف بأنه «مهندس» صواريخ «القسام» والذي تلاحقه اجهزة الامن والقوات الصهيونية منذ 20 سنة تقريبا قد استشهد الليلة قبل الماضية ومساعده عماد عباس (37 عاما) حين اطلقت مروحية اسرائيلية صاروخين اصابا سيارتهما وحولاها الى حطام في حين تفحم جسدا الشهيدين. وكانت السيارة تمر على طريق يقع على الشرق من مدينة غزة حين وقعت الغارة. رد مؤلم ومباشرة بعد الغارة كان مقاتلو «حماس» قد لوّحوا بالرد على اغتيال القيادي الكبير في كتائب عزالدين القسام ومساعده وتعهدوا بالثأر. وبدأت كتائب القسام منذ الليلة قبل الماضية الرد على جريمة الاغتيال الجديدة بقصف صاروخي ومدفعي كثيف للمستوطنات الصهيونية الواقعة في وسط قطاع غزة وجنوبه. وسقطت 30 قذيفة وصاروخا على تجمع «غوش قطيف» الاستيطاني ومستوطنات اخرى مثل «نتساريم» و»نفيه ديكاليم» وسط القطاع وجنوبه. وأصابت صواريخ «القسام» وقذائف الهاون عدة منازل داخل المستوطنات واسفرت عن اضرار متفاوتة وفق مصادر عسكرية اسرائيلية. كما هاجم مقاومون مواقع عسكرية صهيونية في خان يونس ورفح بالقذائف والاسلحة النارية. وأكّدت «حماس» أن هذه الهجمات ليست سوى بداية الرد الموجع على اغتيال عدنان الغول الذي عمل مساعدا ليحيى عياش القيادي في كتائب القسام والذي عرف بلقب «المهندس» حيث انه خبير بارز في المتفجرات وكان قد استشهد عام 1996 في اطار عملية اغتيال نفذتها المخابرات الاسرائيلية بغزة. ونجا الغول الذي يتنقل منذ سنوات عديدة مع مساعده عماد عباس، من محاولات اغتيال عديدة بينها محاولة قتل بواسطة السم وشيع امس اكثر من 30 ألف فلسطيني عدنان الغول مرددين هتافات تنادي بالثأر. وخلال موكب التشييع المهيب الذي تقدمه العشرات من مقاتلي كتائب عزالدين القسام، أكّد اسماعيل هنية القيادي البارز في حركة «حماس» ان الحركة سترد على الصهاينة ردا مؤلما مشددا على استمرار المقاومة على الرغم من حملة الاغتيالات التي تنفذها القوات الصهيونية ضد المقاومين. وكانت السلطة الفلسطينية قد شجبت الليلة قبل الماضية جريمة اغتيال عدنان الغول وعماد عباس لكن قادة الكيان الصهيوني عبروا في المقابل عن ابتهاجهم بها باعتبار انها ادت الى تغييب الغول وهو أحد مؤسسي كتائب عزالدين القسام واحد ابرز خبراء المتفجرات والصواريخ في الجناح العسكري لحركة «حماس». وقال مصدر من كتائب القسام معقبا على اغتيال الغول ان هذا القيادي الملقب بابن بلال هو العقل المدبر الذي يقف وراء عشرات المشاريع العسكرية التي كان آخرها قاذفة «الياسين» وهو سلاح مضاد للدروع استخدمه المقاومون ضد قوات الاحتلال اثناء اجتياحها لشمال قطاع غزة قبل حوالي ثلاثة اسابيع. وبعد الغارة التي سقط فيها الغول ومساعده، نفذت المروحيات الاسرائيلية غارة اخرى على غزة استهدفت ورشة حدادة ادعى جيش الاحتلال انها مخصصة لصنع صواريخ «القسام». وفي خان يونس استشهد امس مقاوم من كتائب القسام وجرح اخر اثر انفجار قذيفة هاون بينما كانا يقصفان احدى المستوطنات في المنطقة. وفي خان يونس ايضا استشهد امس شاب فلسطيني برصاص جنود الاحتلال في محيط مستوطنة صهيونية.