قتل 16 فلسطينيا على الاقل في اقتتال فصائلي في غزة يوم الأربعاء وأسهمت اسرائيل في سخونة الموقف بشنها ضربة جوية على موقع لحماس مما أدلى لمقتل أربعة مسلحين على الاقل. وأكد الجيش الاسرائيلي استهداف المبنى الذي تستخدمه حماس في القطاع الذي يحتدم فيه القتال بين مقاتلي حماس وفتح مما دفع الفلسطينيين الى شفا حرب أهلية شاملة. وكانت اسرائيل قد قالت انها لن تتدخل في هذا الاقتتال الفلسطيني الاعنف منذ شهور ولكنها تحتفظ بحقها في الرد على الصواريخ التي تطلقها حماس وغيرها من النشطاء في غزة. وأدى الاقتتال الداخلي الفلسطيني المستعر منذ يوم الجمعة الى مقتل 40 فلسطينيا على الاقل بينهم 16 قتلوا يوم الاربعاء. واقتحم مسلحون من حركة المقاومة الاسلامية (حماس) منزل رشيد ابو شباك أكبر مسؤول أمني تابع للرئيس الفلسطيني محمود عباس في غزة يوم وأطلقوا قذائف مورتر على المبنى الذي يضم مكاتب عباس في غزة. وقال مسؤولون فلسطينيون ان الاقتتال الاخذ في التصاعد من شأنه ان يطيح بحكومة الوحدة الفلسطينية المؤلفة من حماس وفتح. وحذر فلسطينيون من ان انهيار الحكومة من شأنه أن يقود لمزيد من العنف ويفضي الى نهاية السلطة الفلسطينية. ويقول بعض المسؤولين الغربيين ان انهيار الحكومة من شأنه أن يتيح لعباس مزيدا من السيطرة بما ينهي المقاطعة المالية الغربية للسلطة الفلسطينية. ودعا بعض قادة فتح عباس الى الاعلان الفوري لحالة الطوارئ وهي خطوة قد تسمح له بأن يحكم بمرسوم رئاسي لفترة محدودة. وقال مسؤول فلسطيني ان عباس ألغى زيارة معتزمة للاردن وسيتوجه بدلا من ذلك الى غزة في محاولة لاعادة الهدوء. وفي أعنف هجوم وقع في الاشتباكات الحالية قتل خمسة مسلحين معتقلين من حماس ومرافق من حركة فتح وسائق من فتح حينما تعرضت سيارتهم لاطلاق نار وهي متجهة الى مركز للاعتقال. وقال مسؤولون أمنيون ان مقاتلي حماس هم الذين هاجموا السيارة ولكن متحدثا باسم القوة التنفيذية التابعة لحماس قال انهم "أعدموا بدم بارد" على يد فتح. وفي وقت سابق قالت حماس ان واحدا من كبار شخصياتها "أعدم" في حاجز تفتيش يقيمه مقاتلون من فتح. وقالت فتح ان تسعة من أفرادها على الاقل قد قتلوا ومنهم أربعة من حرس منزل أبو شباك وأحد أفراد حرس الرئاسة واثنان من أفراد الامن الوقائي الموالية لفتح. واختبأ أهالي غزة المذعورين في منازلهم فيما اشتبك مسلحون ملثمون في الشوارع. وقال شهود عيان ان متشددين اخرجوا بعض المدنيين من سياراتهم ليحتجزوهم رهائن. وناشدت امرأة مذعورة في اتصال هاتفي مع اذاعة محلية عباس ورئيس الوزراء اسماعيل هنية للتحرك. وقالت "لا تتركونا لنموت هنا." وقالت مصادر في حماس ان أربعة من أفراد القوة التنفيذية التابعة لها قتلوا في ضربة جوية اسرائيلية في مدينة رفح وان 18 أصيبوا. وأفاد بيان للجيش الاسرائيلي "ردا على استمرار الانشطة الارهابية لحماس وغيرها من المنظمات الارهابية نفذ جيش الدفاع ضربة جوية ضد مركز لقيادة حماس الارهابية في رفح." وفي وقت سابق يوم الأربعاء أطلقت حماس عدة صواريخ على بلدة سديروت القريبة من شمال قطاع غزة. ولم يسفر ذلك عن سقوط اسرائيليين. وكان أربعة اسرائيليين قد أصيبوا في هجمات صاروخية لحماس على سديروت. وقال وزير الدفاع الاٍسرائيلي عمير بيريتس في تصريحات بعد دقائق من الغارة الجوية على غزة "اسرائيل لن تكون طرفا في الصراع الفلسطيني الداخلي على السلطة ولكن اسرائيل سترد بشدة على استمرار اطلاق صواريخ القسام." وبالنسبة لكثير من الفلسطينيين فان الاقتتال الطائفي جاء مفاجئا. وأخفقت حكومة الوحدة التي تشكلت بوساطة سعودية في حل قضية السيطرة على قوات الامن وتركت الجماعات المسلحة تقتتل. وقوات فتح أكبر عددا. ولكن كثيرا من المحللين يعتقدون ان القوة التنفيذية التابعة لحماس والجناح العسكري أفضل تجهيزا وأكثر تنظيما. من نضال المغربي (شارك في التغطية محمد السعدي في رام الله وأوري لويس وجيفري هيلر وادم انتوس في القدس)