وافقت لجنة شؤون الاحزاب السياسية المصرية يوم الخميس على قيام حزب جديد ذي اتجاه ليبرالي يقوده عضو قيادي مستقيل من الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم ليصبح عدد الاحزاب المصرية المرخص لها بالنشاط 24 حزبا. وقال مصدر في اللجنة التي يهمين عليها الحزب الوطني الديمقراطي انها وافقت على طلب تأسيس "حزب الجبهة الديمقراطية" الذي تقدم به يحيى الجمل وأسامة الغزالي حرب. وكان حرب عضوا في لجنة السياسات في الحزب الوطني الديمقراطي التي يرأسها جمال مبارك ابن الرئيس المصري واستقال العام الماضي قائلا ان الحزب يدار بالطريقة التي كان يدار بها الحزب الشيوعي السوفيتي قبل انهيار الاتحاد السوفيتي. وقال ان الحزب الحاكم غير ملتزم باصلاح ديمقراطي وان قيادة الحزب لا تعطي وزنا كبيرا لاراء لجنة السياسات التي تضم أكثر من 100 عضو. وحرب رئيس تحرير لمجلة السياسة الدولية الفصلية التي تصدرها مؤسسة الاهرام الصحفية المملوكة للدولة. وأصدر مجلس الشورى قرارا يوم الاربعاء بالتمديد له في رئاسة تحرير المجلة بعد بلوغه سن الستين. وهو أيضا عضو معين بقرار من الرئيس حسني مبارك في مجلس الشورى الذي تتبعه لجنة شؤون الاحزاب. وكان الجمل (77 عاما) وزيرا للشؤون الاجتماعية في السبعينيات وهو أستاذ جامعي متخصص في القانون الدستوري ومعارض بارز للحكومة وهو يساري بدأ حياته السياسية قوميا عربيا. ويدعو برنامج الحزب الى البناء الفوري "لنظام ديمقراطي حقيقي". ويقول ان ذلك يتحقق باجراءات من بينها الفصل بين رئاسة الدولة ورئاسة السلطة التنفيذية التي يقول انها حكومة تمارس عملها تحت رقابة البرلمان. وفي النظام الحالي يرأس رئيس الدولة السلطة التنفيذية وبالتالي يعين رئيس الحكومة وأعضائها ويقيلهم من مناصبهم. ويطالب برنامج الحزب باطلاق حرية تكوين الاحزاب قائلا ان من متطلبات ذلك الغاء لجنة شؤون الاحزاب السياسية. ويدعو البرنامج الى نظام اقتصادي يقوم بالكامل على اليات السوق. وقال الجمل لقناة الجزيرة "نحن حزب يؤمن بالديمقراطية... يؤمن بسيادة القانون. يؤمن بتداول السلطة. يؤمن بالدولة المدنية." وأضاف أن الحزب يعتقد أن "الاغلبية الصامتة في مصرالتي تبحث لها عن مكان ستجد في هذا الحزب مكانها." واستبعد محللون أن يعطي الحزب الجديد دفعة لمطالب الاصلاح الديمقراطي. وقالت رئيسة تحرير مجلة الديمقراطية والباحثة في مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية هالة مصطفى لرويترز "أي حزب جديد شيء ايجابي انما في ظل الحياة الحزبية الموجودة في مصر والظروف السياسية الاخرى من الصعب أن يمثل حزب جديد نقلة نوعية." وأضافت "أعتقد أن من الصعب أن يصطدم الحزب الجديد بالنظام." وينضم حزب الجبهة الديمقراطية لعدد من الاحزاب اليبرالية ابرزها حزب الوفد وحزب الغد الذي يتزعمه أيمن نور الذي يقضي عقوبة بالسجن خمس سنوات لادانته في قضية تزير يقول انها لفقت له بينما تقول الحكومة انها قضية جنائية. وباستثناء الحزب الحاكم ليس هناك شعبية تذكر للاحزاب السياسية التي يمثلها في مجلس الشعب عدد ضئيل من الاعضاء. وتقول أحزاب معارضة انها تواجه قيودا حكومية وقانونية على نشاطها تحول دون تكوين شعبية لها. وأقوى قوة معارضة في مصر هي جماعة الاخوان المسلمين التي تشغل 88 مقعدا في مجلس الشعب الذي يتألف من 454 مقعدا لكن الحكومة ترفض السماح لها بتأسيس حزب قائلة انها لا تسمح بقيام أحزاب على أسس دينية. وتشن السلطات حملات على أعضاء الجماعة قائلة انها خطر على أمن مصر وان وصولها الى الحكم سيعزل البلاد عن العالم. ويرأس لجنة شؤون الاحزاب الامين العام للحزب الوطني الديمقراطي ورئيس مجلس الشورى صفوت الشريف. وترفض اللجنة قيام أكثر من عشرة أحزاب من بينها حزب اسلامي وحزب ناصري وحزب يقول ان مصر دولة فرعونية لا صلة حقيقة لها بالعروبة لكن الحزب "مصر الام" يطالب بعلاقات طيبة مع الدول العربية. وتأسس عدد من الاحزاب القائمة بأحكام قضائية. من محمد عبد اللاه