القاهرة:قال زعيم لحزب مصري معارض ان السلطات المصرية والحزب الحاكم لم يدعا مجالا يذكر للمعارضة في الانتخابات المقبلة بعد منع الوصول لمراكز الاقتراع وأشكال أخرى من التجاوزات في الانتخابات التشريعية التي أجريت في مايو ايار.وقال أسامة الغزالي حرب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية الليبرالي ان التجاوزات التي ارتكبت في انتخابات مجلس الشورى والتي حصل خلالها الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم على كل المقاعد تقريبا تبرر قرار حزبه بمقاطعة هذه الانتخابات والانتخابات المقبلة. لكنه قال ان أحزاب المعارضة تتحمل جزءا من اللوم لانها لم تشغل حيزا أكبر في الساحة السياسة لعجزها عن حشد تأييد المواطنين وعدم تقديم بديل حقيقي للرئيس حسني مبارك وحزبه. وقال حرب في مقابلة مع رويترز ان مشكلة مصر ليست الحزب الوطني فقط "انما مشكلة المعارضة والعجز عن الحد الادنى من الاتفاق." ووافقت مصر رسميا على تشكيل عدد من أحزاب المعارضة لكن محللين يقولون انه تم اخماد أصواتها من خلال صراعات داخلية عادة ما تكون السلطات هي السبب في اذكائها أو ضمان سكوتها جزئيا من خلال التنازلات السياسية التي تقدمها الدولة. وفي الوقت ذاته فان أكبر جماعة سياسية معارضة هي جماعة الاخوان المسلمين التي لها قاعدة شعبية كبيرة محظورة رسميا. وهي تشغل حاليا 20 في المئة من مقاعد مجلس الشعب بعد أن خاض مرشحوها الانتخابات كمستقلين لكنها لم تفز بأي مقعد في انتخابات مجلس الشورى. ويقول محللون ان لوائح جديدة منعت الاشراف القضائي على اللجان الانتخابية سهلت على السلطات التلاعب في بطاقات الاقتراع وهو ما تنفيه الحكومة. وقال حرب ان حزبه قاطع الانتخابات لان "الحكومة رفضت طلباتنا بالاشراف القضائي والرقابة الدولية على الانتخابات." وكان حرب يشغل مقعدا في مجلس الشورى لمدة 15 عاما بما في ذلك الفترة التي سبقت تشكيل حزبه قبل خمس سنوات. وكان مقعده ضمن ثلث مقاعد المجلس (264 مقعدا) التي يعين الرئيس أعضاءها وهو من التنازلات التي يقول محللون انها تستغل في جعل المعارضة أكثر طوعا. غير أن حرب قال انه لم يقبل عرضا جديدا بشغل مقعد في المجلس بعد قرار حزبه مقاطعة الانتخابات. وقال أيضا انه اتضح أن العضوية أثببت عدم فاعليتها في التعبير عن المعارضة. ومضى حرب يقول "انتخابات الشورى هذه المرة كان فيها تزوير بشكل فج" جدا وأضاف أن المصريين لم يتوجهوا أصلا للادلاء بأصواتهم وأنها أظهرت عدم رغبة السلطات في اجراء انتخابات حقيقية. وكرر حرب اتهامات من جماعات لحقوق الانسان ومراقبين مصريين للسلطات وأنصار الحزب الحاكم بمنع المعارضين من الوصول الى مراكز الاقتراع وحشو صناديق الاقتراع بالاصوات. وقال مسؤول في اللجنة الانتخابية انه تم التحقيق في الشكاوى ونفى اتهامات بأن انتخابات مجلس الشورى كانت مزورة. وتجري في وقت لاحق من العام انتخابات مجلس الشعب. وتتركز الانظار على انتخابات الرئاسة التي تجرى عام 2011. ولم يحدد مبارك (82 عاما) والذي يتولى السلطة منذ عام 1981 ما اذا كان سيرشح نفسه لكن الكثير من المصريين يعتقدون أنه سيترك الساحة لنجله جمال (46 عاما) ان لم يرشح نفسه. وقال حرب انه يتوقع أن يرشح مبارك نفسه. وأردف حرب قائلا "أنا أعتقد أنه في الانتخابات الرئاسية القادمة لا مرشح الا الرئيس مبارك." وتابع قوله "مصر لم تعرف رئيسا على المعاش (متقاعدا) أو خارج الحكم والحالة الوحيدة... لا تشجع على الاطلاق" في اشارة الى الرئيس المصري الراحل محمد نجيب أول رئيس لمصر بعد الغاء النظام الملكي. وزاد محمد البرادعي المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية من الجدل عندما قال انه قد يرشح نفسه في انتخابات الرئاسة. ويؤيد حرب جبهة للتغيير الديمقراطي هي الجمعية الوطنية للتغيير تدعو الى تعديلات دستورية لمساعدة البرادعي على خوض الانتخابات لكن وسائل الاعلام تحدثت بالفعل عن وجود خلافات حول الاستراتيجية والاهداف بين أعضاء الجمعية. (رويترز)