اعتقلت القوات الاسرائيلية وزير التعليم الفلسطيني ومسؤولين اخرين اليوم الخميس في حملة ضد حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تحدت دعوة للرئيس محمود عباس لوقف اطلاق الصواريخ على اسرائيل. وقال سامي أبو زهري من حماس ان الصواريخ ستطلق ما دام " العدوان" الاسرائيلي مستمرا ضد الشعب الفلسطيني. جاءت تصريحات أبو زهري عقب اجتماع بين عباس ومبعوث للاتحاد الاوروبي وصف الرئيس الفلسطيني خلاله تلك الهجمات بأنها "عبثية و.. لا حاجة لنا بها". وقال أبو زهري ان عباس وهو زعيم حركة فتح التي شكلت مع حماس حكومة وحدة قبل شهرين لا يساند " المقاومة" ويتناقض مع "الاجماع الفلسطيني". وإلى جانب غارتها الجوية المتواصلة في غزة وفي تصعيد لضغوطها على حماس أرسلت اسرائيل قوات الى نابلس بالضفة الغربيةالمحتلة اعتقلت وزير التعليم ناصر الشاعر وهو من حركة حماس. واعتقلت القوات الاسرائيلية أيضا ثلاثة على الاقل من نواب حماس بالمجلس التشريعي الفلسطيني ورئيس بلدية نابلس ونائبه ومسؤولين اخرين من حماس من البلدات والقرى المجاورة. ولمح وزير الدفاع الاسرائيلي عمير بيريتس فيما يبدو الى أن الاعتقالات قد تزيد من الضغوط على حماس لوقف الهجمات الصاروخية من غزة. وقال الجيش ان سبعة صواريخ وقذيفة مورتر أطلقت على اسرائيل يوم الخميس. وأبلغ بيريتس القناة الثانية من التلفزيون الاسرائيلي أنه "من الافضل القبض على الزعماء اذ ربما تؤدي هذه الخطوة الى تسريع العودة الى وقف اطلاق النار بدلا من السماح للمنطقة بالانزلاق الى تصعيد شامل." وفي واشنطن أبدت وزارة الخارجية الامريكية قلقها من الاعتقالات لكنها قالت ان لاسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها. وقال توم كيسي المتحدث باسم الخارجية الامريكية للصحفيين "اعتقال أعضاء منتخبين في الحكومة الفلسطينية والمجلس التشريعي يثير بالفعل قلقا حقيقيا بالنسبة لنا." وقال الجيش الاسرائيلي في بيان ان قواته اعتقلت 33 شخصا في مناطق متفرقة من الضفة الغربية. وفي العام الماضي بعد فوز حماس في الانتخابات البرلمانية اعتقلت اسرائيل اكثر من 30 نائبا من حماس ما زالوا محتجزين. وقال الجيش الاسرائيلي في بيان ان حماس تستغل "المؤسسات الحكومية لتشجيع ودعم الانشطة الارهابية." ونفذت الطائرات الاسرائيلية العديد من الضربات الجوية في قطاع غزة وقصفت مواقع لحماس في مدينة غزة وفي مدينة خان يونس الجنوبية حيث قال سكان محليون ان خمسة اشخاص اصيبوا. ودمرت ضربة جوية ورشة معادن وصفها الجيش الاسرائيلي بأنها مصنع اسلحة تابع لحركة الجهاد الاسلامي في مدينة رفح الجنوبية. ووصف خافيير سولانا مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي حكومة الوحدة بين حماس وفتح بأنها "لا تؤدي وظيفتها" وذلك خلال مقابلة مع رويترز ووكالة أنباء أخرى في القدس. وأبدى المبعوث الخاص الجديد للامم المتحدة الى الشرق الاوسط مايكل وليامز قلقه بشأن الاعتقالات التي قامت بها اسرائيل في الضفة الغربية. وأبلغ وليامز رويترز "اشعر بالقلق عندما ارى جنودا اسرائيليين يعتقلون مشرعين فلسطينيين. اشعر بالقلق لاعتقال وزير التعليم." وقال وليامز ان ارسال قوة دولية لحفظ السلام الى غزة خطوة ممكنة يجب دراستها. وشنت الطائرات الاسرائيلية غارتين أخريين على غزة وقصفت مواقع يستخدمها مقاتلو حماس. وأصيب عدد من الاشخاص في الهجوم الاول. ولم يبلغ عن أي خسائر في الهجوم الثاني. وقالت حماس وجماعات اخرى انها لن تبحث وقف اطلاق الصواريخ الا اذا اوقفت اسرائيل اولا جميع عملياتها العسكرية في غزة والضفة الغربية. ورفضت اسرائيل مطالب مماثلة في الماضي قائلة ان عملياتها في الضفة الغربية ضرورية لمنع هجمات النشطاء. وقتل 50 فلسطينيا على الاقل خلال الجولة الاخيرة من القتال بين فتح وحماس. كما قتلت الضربات الجوية الاسرائيلية 35 فلسطينيا على الاقل بينهم 23 من النشطين. وتم اطلاق اكثر من 150 صاروخا من غزة قتل احدها اسرائيلية. من عاطف سعد (شارك في التغطية نضال المغربي من غزة ومحمد السعدي من رام الله وأوري لويس والين فيشر ايلان وجيفري هيلر وادم انتوس والستير مكدونالد من القدس وأرشد محمد من واشنطن)